بين الحقيقة و الخرافة...هل الجزر يقوي النظر فعلاً؟

أثناء الحرب العالمية الثانية وفي جوف اللّيل نجح سلاح الجو البريطاني من إسقاط طائرةٍ ألمانيةٍ وذلك بإطلاق النار عليها.

وكان سرّ تفوّق الإنجليز في تصدّيهم للغارات الألمانية اختراع رادارٍ جديد، ولكنّهم لم يريدوا كشف حقيقة الأمر للألمان وفضّلوا إبقاءه سرّاً، ولذلك أَطلقت وكالةٌ إعلانيّةٌ بريطانيّةٌ حملاتٍ دعائيّةً تتضمّن حكاية ملفّقة عن الطيار المقاتل الماهر (جون)، الملقّب بعيون القطط، قائلةً أنّ سبب رؤيته اللّيلية الممتازة يعود إلى اتباع نظامٍ غذائيٍّ ثابتٍ للجزر. 

وبعد فترةٍ وجيزة تمّ تكليف جميع البريطانيين بتناول الجزر حتى يتمكّنوا من الرؤية بشكلٍ أفضل أثناء انقطاع التيار الكهربائي الإلزامي، وتحت تأثير الإعلام انصاع السكان لذلك وأصبح القول المأثور "الجزر مفيدٌ للنّظر" منتشراً كالنّار في الهشيم.

تشير المعلومات الواردة من متحف (دي هافيلاند) للطائرات إلى أنّ الحيلة كانت بالفعل خطّة وزارة الإعلام البريطانية، لكن (بريان ليجيت) وهو مساعد أمين متحف سلاح الجو الملكي في لندن لديه وجهة نظرٍ مختلفةٍ حيث صرّح: "أودّ أن أقول: بينما كانت وزارة الطيران البريطانية سعيدةً بمواكبة قصة الرؤية المحسِّنة للجزر، لكنّهم لم يقدروا على خداع الألمان، فقد كانت المخابرات الألمانية على درايةٍ جيدةٍ بتركيب رادارٍ أرضي، ولم تتفاجأ بوجود رادارٍ في الطائرات.

حقيقةً تمكّن سلاح الجو الملكي البريطاني من تأكيد وجود رادارٍ ألماني محمولٍ جواً ببساطةٍ عن طريق تركيب أجهزة راديو تجاريّةٍ في قاذفةٍ، وتحليق فوق فرنسا للاستماع إلى تردّدات الراديو المختلفة ويضيف:

"ومع ذلك يبقى السؤال: هل الجزر قادرٌ حقًا على تحسين البصر أم أنّ هذا ضربٌ من الخيال؟"

 الجزر يعتبر من المصادر الجيّدة لـ (لوتين والبيتا كاروتين)، وهما من مضادّات الأكسدة التي تفيد صحة العين وتحمي من أمراض العين التنكسيّة المرتبطة بالعمر. 

يحوّل جسمك (بيتا كاروتين) إلى (فيتامين A)، وهو عنصر غذائي يساعدك على الرؤية في الظلام، فالفواكه الطازجة والخضراوات الورقية ذات الأوراق الخضراء الداكنة تحتوي على فيتامينات مضادة للأكسدة مثل: (فيتامين E وفيتامين C) والتي تحمل فائدةً للعين أكثر من الجزر.

 و(الكاروتين) يمكن أيضًا العثور عليه في منتجات الألبان مثل: الحليب والجبن وكذلك صفار البيض والكبد، لكن راقب كمية الفواكه والخضروات الغنيّة بـ (البيتا كاروتين) التي تتناولها؛ نظرًا لأنّ (بيتا كاروتين) عبارةٌ عن صبغةٍ، فقد يتحوّل لون بشرتك إلى اللّون البرتقالي على الرغم من أنّ هذا من المحتمل أن يكون غير ضارٍ إذا حدث لك، فقد ترغب في استشارة أخصائي رعايةٍ صحيةٍ للتأكّد من أنّك تتناول نظامًا غذائيًا متوازنًا.

 أما مادة (اللوتين) وهي إحدى مضادّات الأكسدة كما أشرنا سابقا، تمّ العثور على الأطعمة الغنيّة بها لزيادة كثافة الصبغة في البقعة، وهي منطقةٌ صفراء بيضاوية الشكل بالقرب من شبكية العين كلّما زادت كثافة الصبغة في البقعة، كانت الشبكيّة محميّةً بشكلٍ أفضل، وقلّ خطر الإصابة بالتنكّس البقعيّ، بالإضافة إلى الجزر فتحتوي السبانخ واللفت أيضًا على (اللوتين).  

وهنا نكون قد بددنا غشاوة خرافة "الجزر يقوي النّظر"، لكن مع ذلك فإنّه من الخضروات المفيدة جدّاً؛ لهذا وجب تناوله باعتدال.

يا ترى هل كنت تعلم بهذه الخرافة أم أنّها أوّل مرّةٍ تسمع بها؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.