بناء شخصية الطفل على نحو سليم بعيدًا عن تقليد الآخرين

عندما نتعامل مع الأطفال نكون بصدد تكوين وبناء جيل جديد، فنمنحه من خبراتنا ومعارفنا؛ لنساعده في فهم الأمور واستيعابها للتعايش معها، ما يساعده في عملية بناء شخصيته اعتمادًا على هذه المعطيات وخلاصة التجارب التي نمنحها له والتعرض للظروف المحيطة بمعزل عن التأثر بشخصيات الآخرين.

ولكن ماذا لو وجدنا العكس، ولمسنا التغير بشخصيات أطفالنا، وأنه قد بدأ يميل إلى تقليد شخصيات الآخرين كبارًا أو صغارًا، وقد يتقمص أدوار الأشخاص الحقيقيين أو أبطال المسلسلات التليفزيونية أو الكرتونية.

فما الوسائل التي ترسم وتحدد شخصية الطفل أو المراهق دون تقييد أو تقليد؟ لنتعرف عليها سويًّا في هذا المقال.

قد يهمك أيضًا كيف يمكن علاج مشكلة هروب الطفل التوحدي

مفهوم التقليد عند الأطفال والمراهقين

الصفة أو السمة الغالبة على فكرة التقليد هي سمة سلبية وغير محببة، ولكن التقليد في بعض الأعمار قد يُعد تقليدًا صحيًّا.

فالطفل يبدأ بالتقليد الطبيعي ثم تقليد الحركات الجسمانية ثم التقليد الصوتي. هذا التقليد طبيعي وآمن من مرحلة ثلاث سنوات إلى ثماني سنوات لدى الطفل.

ولكن يبدأ الموضوع يخرج عن دائرته الطبيعية عندما يتجاوز الطفل سن ثماني سنوات؛ لأن هذه السن تُعد البذرة الأساسية لبناء استقلالية شخصية الطفل ونموها، وهنا يجب توخي الحذر من قبل الأهل والمتابعين لهذا الطفل.

قد يهمك أيضًا مشكلة الخوف عند الأطفال.. أسبابها وعلاجها

أنواع التقليد عند الأطفال والمراهقين

التقليد بسبب الغيرة

فالطفل يبدأ بتقليد الآخرين بسبب غيرته منه، ولا سيما إذا كان في سنه نفسه أو قريبًا من سنه.

التقليد بسبب المقارنة

وهنا الخطأ يقع على نحو شبه كامل على الأهل الذين يقارنون بين أبنائهم والآخرين؛ ما يحفز الميل لدى الطفل لتقليد الشخص أو الأشخاص المقارن بهم.

التقليد بسبب التجربة

هنا يميل الأطفال إلى تجريب الأشياء الجديدة أو التي لا تناسب أعمارهم، فيبدأ بتقليد من بإمكانه ممارسة هذه الأفعال.

التقليد بسبب الإعجاب بالشخصيات التليفزيونية

أو أحد المعارف أو المدرسين، فيبدأ بتقليدهم في طريقة اللبس والكلام والمشي والتصرفات والطباع.

قد يهمك أيضًا نصائح هامة لتربية طفل سوي نفسياً

كيفية تقديم الدعم للأطفال والمراهقين لبناء شخصياتهم على نحو سليم وصحي

· بناء الشخصية عند الأبناء يتم منذ اليوم الأول له في هذه الحياة وليس من سن معينة، فالأطفال منذ الولادة يكون لديهم سمة التعلق ليبدأ بالتعرف على العالم الخارجي ويكتسب المشاعر والثقة في عالمه الجديد.

· مرحلة التحفيز، التي تبدأ مبكرًا كما المرحلة السابقة التي من الواجب أن تستمر في كافة مراحل نمو الإنسان.

· الاكتشاف وهو المرحلة التي تستمر مع الطفل في كافة سنوات حياته، وبذلك يحتاج وجود الشخص الداعم والشارح والمنقذ في كل مهمة استكشافية سيتعرض لها في حياته.

· التوجيه السليم من قبل الأهل بطريقة محببة ممتلئة بالعاطفة ولا تخلو من الحزم.

· المتابعة المستمرة لتصرفات الطفل أو المراهق والتدخل في الأوقات المناسبة.

· القراءة والاستعلام عن مشكلات الأطفال والمراهقين من قبل مختصين واستشاريين قد يخفف من وطأة وثقل هذه المهمة على الأهل.

· دعم الطفل نفسيًّا ومنحه الثقة والحرية لينطلق إلى العالم دون تأثر بأحد أو أي شيء مع استمرار المتابعة الدائمة.

· التشجيع المستمر للطفل أو المراهق والثناء على أفعاله الجيدة والتنبيه الخالي من اللوم أو التوبيخ على الأفعال غير السليمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة