"بمبة كشر" من أساطير الرقص الشرقي، فهي تُعد من أوائل الفتيات اللاتي اتجهن إلى هذا المجال دون النظر إلى عرف وعادات وتقاليد المجتمع آنذاك. وقد كثرت حولها الأقاويل والنظريات حتى الآن، وسنوضح بعضها عبر هذا المقال.
اتجاه بمبة كشر للرقص الشرقي
وُلدت "بمبة كشر" في عام 1872 لعائلة "كشر"، وهي من العائلات الثرية التي تمتلك أراضي زراعية وأملاكًا، فجدها السلطان مصطفى كشر، ووالدها من أشهر قارئي القرآن الكريم في هذا العصر، أما والدتها فكانت من نسل أعيان المماليك.
وبعد أن أتمت عامها الثاني عشر تُوفي والدها، وتزوجت والدتها من الشيخ إسماعيل شاه القارئ الخاص بالخديوي توفيق.
فحزنت جدًّا من والدتها بسبب هذا الزواج، وقاطعت هي وإخوتها والدتها، وانتقلوا للعيش في أحد المنازل الخاصة بهم في حي الموسكي، وكانت جارتهم الراقصة التركية "سلم" التي أُعجبت بها "بمبة" عندما رأتها، وبدأت تقلدها في حركاتها حتى تعلمت منها الرقص.
لاحظت الراقصة "سلم" حب "بمبة" للرقص، ومهاراتها العالية في أداء حركات الرقص، وشجَّعتها على ذلك، وبدأت تشجيعها باصطحابها إلى حفلات كبار الشخصيات والأعيان، وبدأت شهرة "بمبة كشر" في هذا المجال، حتى ذاع صيتها ووصل إلى الراقصة "شفيقة القبطية" التي كانت أشهر راقصة في هذا الوقت.
وأصبحت "بمبة كشر" المنافسة الأولى لـ"شفيقة القبطية"، وزادت الغيرة والتنافس بينهما، وأصبح لكل واحدة منهما لون في الرقص، فكانت "شفيقة" ترقص وهي تحمل فوق رأسها الشمعدان، في حين كانت ترقص "بمبة" وهي تحمل صواني من ذهب.
استطاعت "بمبة كشر" في مدة قصيرة أن تقضي على "شفيقة القبطية" لتصبح بعد ذلك أشهر راقصة في هذا الوقت، وبدأت شهرتها في عام 1882 لتصبح من أساطير الرقص الشرقي، وربحت أموالًا كثيرة في هذا المجال حتى أصبحت من أثرياء القوم.
حياتها الفنية والاجتماعية
وعن حياتها الاجتماعية فقد تزوجت "بمبة كشر" من 7 رجال. كانت أول زواجها من سائق الحنطور الخاص بها (والحنطور هو عربة فخمة تجرها الخيل) إذ أُعجبت به "بمبة" وعرضت عليه الزواج، فوافق فى الحال، ولكن سرعان ما حصل انفصال بينهما.
وتزوجت بعد ذلك من الفنان "سيد الصفتي" لكن هذا الزواج لم يستمر أيضًا، لتتزوج بعده من "توفيق النحاس" ابن شهبندر التجار، ثم انفصلت عنه وتزوجت بعده 4 أشخاص، ومنهم شخص أهدى لها حنطورًا محلى بالذهب ومكتوبًا عليه اسمها من الذهب الخالص، اشتراه لها خصيصًا من أوروبا، واستأجر لها رجالًا كان يجرون أمامها ويغنون لها "يا بمبة كشر... يا لوز مقشر"، وشخص آخر أعطاها 70 فدانًا، وتزوجت أيضًا زواجات عدة في السر، منها الزواج من أحد الأمراء ووالده.
وعن حياتها الفنية فقد كانت مهتمة بكل جديد في عالم الفن، وهي أول ما نظمت حفلات الزار في مصر، وشجعت السينما في أول دخولها إلى مصر، حتى إنها باعت جواهرها لإنتاج أول فيلم مصري، وشاركت في فيلم "ليلى"، وفيلم "بنت النيل"، وهي أفلام صامتة، وكانت في أواخر سن الستين عامًا، وباعت جواهرها كلها من أجل السينما.
لُقبت "بمبة كشر" بألقاب عدة منها لقب (ملكة الأنوثة)، ولقب (ست الكل)، وتمتعت بقوة شخصية وأنوثة طاغية، وأصبح حلم معظم الرجال الارتباط بها أو حتى نظرة منها، ما شجَّع الفتيات في هذا الوقت على امتهان الرقص لزيادة الوجاهة الاجتماعية مثل "بمبة".
توفيت "بمبة كشر" في عام 1928. وخلَّدت السينما المصرية سيرتها الذاتية في فيلم أُنتج عام 1974 باسمها، وأدت بطولته الفنانة نادية الجندي. وحقق الفيلم إيرادات عالية وقتها، ما جعل نادية الجندي من نجمات الصف الأول.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.