بلبيس.. مدينة مصرية تملك تاريخًا طويلًا في مختلف العصور

مركز بلبيس هو أحد أكبر مراكز محافظة الشرقية، وسبب تسمية بلبيس بهذا الاسم في أقرب الروايات إلى الصحة أن الاسم أصله فرعوني وهو (بل بس) بل وتعني بيت، وبس هو الإله الحامي للنساء والأطفال، وهذه التسمية معناها أن هذه المدينة هي بيت الإله بس؛ لأنها البوابة الشرقية لمصر.

يقال إن قرية غيتة في بلبيس هي مسقط رأس أم العرب هاجر، أم نبي الله إسماعيل عليه السلام.

بلبيس في التاريخ القديم

وفي بلبيس التقى نبي الله يعقوب بابنه عزيز مصر نبي الله يوسف، بعد غياب نحو أربعين إلى ثمانين سنة حسب رواية الرواة. وكان هذا اللقاء في منطقة تل اليهودية التي تقع بين قرية السلام وقرية غيتة مركز بلبيس. وهو المكان نفسه الذي عاش فيه نبي الله يعقوب باقي حياته حتى موته، وقد أوصى أبناءه أن يدفنوه في الخليل بجوار والده نبي الله إسحاق.

وعاش أيضًا في منطقة تل اليهودية في بلبيس يهوذا ابن نبي الله يعقوب عليه السلام، وأحد إخوة نبي الله يوسف عليه السلام، وهو جد أنبياء بني إسرائيل، ومدفون هو ومعظم إخوته وكثير من أنبياء وحكماء بني إسرائيل في عزبة سعدون القريبة من تل اليهودية.

في عهد رمسيس الثاني عُرفت بلبيس باسم العاصمة السابعة، واهتم بها وبأحولها جدًّا،

وفي أثناء رحلة العائلة المقدسة إلى مصر استظلت السيدة مريم العذراء بشجرة كانت بجوار بئر شربت منه وغسلت ملابس السيد المسيح، ويقال إن الشجرة والبئر في المكان الذي فيه الآن مسجد عثمان بن الحارث الأنصاري وسط مدينة بلبيس.

بلبيس بعد الفتح الإسلامي لمصر

في فتح مصر عسكرت جيوش المسلمين بقيادة الصحابي عمرو بن العاص بالقرب من بلبيس، وسُميت هذه المنطقة باسم الكتيبة؛ تيمنًا بكتيبة المسلمين وهي قرية من قرى بلبيس.

وبعد معارك وحصار بلبيس واستشهاد عدد من الصحابة الذين كانوا ضمن جيش المسلمين تم دفنهم في منطقة تُعرف اليوم باسم المشهد؛ تيمنًا بدفن الصحابة فيها، وهي مدفون فيها نحو مائة وعشرين صحابيًّا، استشهدوا جميعًا في بداية فتح بلبيس. 

وبعد دخول بلبيس بنى الصحابي عمرو بن العاص أول مسجد في مصر وإفريقيا، وهو مسجد سادات قريش في بلبيس، وهذا المسجد مدفون به أربعون صحابيًّا من الذين استشهدوا في معارك فتح بلبيس، وكان مجموع الشهداء فيها مئتان وخمسون شهيدًا.

بعد مقتل سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه وعن والديه، جاءت إلى مصر السيدة زينب بنت علي حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخت الحسن والحسين، وأقامت مدة في قرية العباسة التي كانت تابعة لمركز بلبيس، وبعد مدة دخلت مدينة بلبيس وعاشت في مسجد سادات قريش نحو شهر، ثم اتجهت إلى الفسطاط وأكملت باقي حياتها في المنطقة التي سُميت باسمها (منطقة السيدة زينب) في القاهرة.

في يوليو 1795 خرج أهالي بلبيس بالآلاف في مسيرة إلى القاهرة للاعتراض على ارتفاع الضرائب، ووصلوا القاهرة ودخلوا الأزهر وانضم لهم شيخ الأزهر الإمام عبد الله الشرقاوي وأهل القاهرة، وسُميت هذه الثورة ثورة أهل بلبيس على الرغْم من انضمام القاهرة والجيزة. 

كانت بلبيس هي عاصمة الشرقية لدرجة أن الجبرتي كان يذكر الشرقية باسم شرقية بلبيس. 

سنة 1833 أصدر محمد علي باشا قرارًا بنقل عاصمة الشرقية إلى المدينة التي أنشأها محمد علي باشا على قناطر بحر مويس، أو المنطقة المعروفة باسم القناطر التسعة التي سُميت باسم مدينة الزقازيق.

في عهد الملك فاروق الأول أنشأ استراحة كبيرة في قرية أنشاص في بلبيس، وفي قصر الملك فاروق في أنشاص تم توقيع ميثاق تأسيس جامعة الدول العربية في 28 مايو سنة 1946.

من أشهر أبناء بلبيس

فضيلة الإمام الأكبر محمد بن سالم الحفني شيخ الأزهر الذي تولى مشيخة الأزهر من سنة 1757 حتى وفاته سنة 1767، وهو ابن قرية حفنا.

  1. فضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الذي تولى مشيخة الأزهر من سنة 1973 حتى وفاته سنة 1978، وهو من أبناء عزبة أبو أحمد بقرية السلام.

  2. السير مجدي يعقوب أسطورة جراحة القلب، وهو من أبناء مدينة بلبيس.

  3. الشيخ سليمان الجوسقي العالم الأزهري الكفيف الذي صفع نابليون بونابرت على وجهه، حتى إن الناس كانت تقول على من يضرب أي صفعة قوية إن كفه قوي ولا كف الجوسقي. والشيخ سليمان الجوسقي هو ابن قرية الجوسق إحدى قرى مركز بلبيس.

  4. الدكتور عبد اللطيف بك صيام طبيب سلطان مصر السلطان حسين كامل، وهو ابن قرية السعادات.

  5. الشاعر هاشم الرفاعي وهو شاعر كان ينتقد جمال عبد الناصر وثورته، فقتله عبد الناصر عام 1959، وهو ابن قرية أنشاص. 

المصادر 

  1. البداية والنهاية - ابن كثير. 
  2.  تفسير الطبري جامع البيان في تأويل القرآن - محمد بن جرير الطبري.
  3.  نشأة المدن المصرية على ضفاف النيل - علي محمود العبادي. 
  4. ما بعد إسرائيل - أحمد المسلماني. 
  5. موسوعة تاريخ العرب - عبد عون الروضان.
  6. عجائب الآثار في التراجم والأخبار - عبد الرحمن الجبرتي. 
  7. الشاعر الشهيد هاشم الرفاعي - محمد كامل حتة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.