كُل العالم مُبتسم في الصور، وكُلهم يندبون خلفَ الكواليس..
كُل العالم تظهر في أحسن حال على الدوام، وكُلهم يشْكُون وراء الستارة..
كُلهم رائعون على مواقع التواصل، وكُلهم مُنفَصِمون على أرض الواقع..
ما هذا المرض الذي اجتاحَ العالم؟
كيف لهذا الكمّ الهائل المسمى بالنفاق بذات الطريقة والأسلوب وعلى أكمل صورة؟
من هُم هؤلاء الخارقون الموجودون في مواقع التواصل الذين تُجملون صورتكم وكلامكم وطقوس حياتكم أمامهم؟
أليسوا هُم ذاتهم أولئك الذين تحيون معهم، ويعرفون أدق تفاصيلكم؟
لِمَ هذا النفاق الاجتماعي؟ ولمن؟ ومن المستفيد؟
ماذا يُحسّن في الحياة الواقعية؟
ماذا يُنتج لنا؟ هل هناك إنتاج نتكلم فيه؟
ما هو الهدف وراء كُل هذا الزيف، وكُل واحد منّا صار جزءاً من هذا الزيف بطريقة أو بِأُخرى بتعليق أو بإعجاب، أو بأحقاد وتملق منقطع النظير؟
آن لكم أن تستيقظوا وتتيقظوا وتعرفوا الطريق..
كُل إنسان فينا لديه طريق...
نحنُ لسنا قطيعاً لنُساق خلف أي موضة وموضوع جديد مهما بلغت تفاهتهُ..
إذن.. السؤال هُنا لِمَ تُحبون أن تصيروا كالقطيع؟
هذا العالم الافتراضي يجلبُ الحُزن للجميع..
هذهِ السعادة الزائفة عند الجميع تُصيب ذواتهم بالكآبة؛ لأنَّ كُل فرد صار يعتقد أن عليه أن يُقارن بالآخر وأن يفعل مثله ويتنافس معهُ..
ولأنَّ كُل شخص صار يرى أن الشخص الآخر سعيد وحياته رائعة وكاملة...
هل هناك حياة كاملة حقاً؟
مجرد (سيلفي)، إنها مجرد لحظة، مجرد صورة، ومُجرد ابتسامة..
قد أكون أموت قرفاً وحزناً قبل التقاط الصورة الوهمية للسعادة الزائفة..
الأمور لا تُقاس على هذا النحو، كُل منا لديه حياة، ولديه هدف، لديه إبداع خاص، لديه عقل ولديه فكر مختلف عن الآخر..
علينا أن نفصل حياتنا عن هذه المواقع الميتة..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.