إن زمن جائحة كورونا كان من أصعب الأزمنة التي مرت على البشرية في القرون الأخيرة. زمن لم يستطع الإنسان فيه الخروج من بيته أو الذهاب إلى عمله دون أخذ الاحتياطات اللازمة؛ حتى يتقي شر الإصابة بهذا الفيروس الخطير.
فعلى الرغم من أنه فيروس لا يُرى بالعين المجردة، ولكنه قد أثر في اقتصادات العالم أجمع بخسارتها مليارات الدولارات.
في زمن كورونا لم يأمن الإنسان على حياته أو مستقبله، بل كان ينتظر الموت بين لحظة وأخرى. لذلك هل كنت أيها المواطن وأيها الإنسان منصفًا؟
هل كنت منصفًا أيها التاجر، فلم تستغل عوز الناس في رفع أسعار السلع في وقت لم يجد الإنسان قوت يومه، وخصوصًا إذا كان من أصحاب الأعمال المؤقتة الذين ليس لهم دخل ثابت يسد جوعه هو وأولاده منه؟
هل كنت منصفًا أيها المدرس فلم تستغل الطلاب في عمل البحوث بأسعار باهظة، وتزيد أعباء أولياء الأمور فوق طاقاتهم؟
هل كنت منصفًا أيها الإعلامي فلم تختلق الأخبار الكاذبة والشائعات لتضلل الناس وتفرق بينهم على أساس الفكر أو العقيدة أو درجة التعليم؟
هل كنت منصفًا أيها التلميذ، وواظبت على حضور شرح الدروس ولو عبر الإنترنت الذي كان متاحًا آنذاك بسبب الحجر الصحي؟ وهل حرصت على عمل واجباتك وبحوثك التي طُلب منك أداؤها؟
هل كنت منصفًا أيها العامل والموظف فحرصت على الحضور إلى عملك في مواعيدك المنضبطة، وانصرفت في المواعيد التي حُددت للانصراف؟ وهل أديت واجبات عملك من إتقان وانضباط في ظل وقت توقف فيه عدد كبير من المصانع، وخسرت أخرى مليارات الجنيهات بسبب قيود الحظر وتقليل ساعات العمل؟ فهل كنت حريصًا أن يظل الإنتاج مستمرًا على الرغم من الصعوبات؟
هل كنت منصفًا أيها المواطن ولم تذهب إلى في أمكنة الازدحام في المواصلات والمترو، وفي غيرها من أمكنة الخدمات كالبنوك والبريد، مخالفًا كل التعليمات، ومنتهكًا وقت الحظر وكأنك لست مباليًا بصحتك أو صحة أبنائك أو عائلتك أو مجتمعك؟
وهذه الدعوة ليست خاصة بهذه المهن فقط، بل هي دعوة لمجتمع بأسره كان لا بد أن يتكاتف وأن يكون يدًا واحدة في مواجهة هذا الوباء الذي هدد البلاد والعباد. لذلك فكونوا منصفين دائمًا وخصوصًا في وقت الأزمات، يرحمكم الله.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.