الحكمة صفة بشرية نفسية راقية، وهي توأم الحق، وصنوان العلم، وعنوان العدل، وبها يفرق بين الخير والشر، ويعرف الصواب من الخطأ، من حازها حاز خيرًا كثيرًا.
اقرأ أيضاً كيف تصبح حكيماً؟.. صفة الحكمة رأس المواهب
أصل الحكمة
أصل الحكمة في اللغة
ما أحاط بحَنَكَي الفرس، سُمِيت بذلك لأنَها تمنعه من الجري الشَديد، وتُذلِل الدَابَة لراكبها، حتى تمنعها من الجِماح، ومنه اشتقاق الحِكْمَة، لأنَها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل، وأَحْكَمَ الأَمْرَ: أي أَتْقَنَه فاستَحْكَم، ومنعه عن الفساد، أو منعه من الخروج عمَا يريد.
أما الحكمة في الاصطلاح
فقد تنوعت عبارات العلماء في تفسير الحكمة.
قيل: "هي علمٌ يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، فهي علم نظري غير آلي".
وقيل: "الحكمة هي هيئةُ القوة العقل العلمية المتوسطة بين الغريزة التي هي إفراط هذه القوة، والبلادة التي هي تفريطها".
على كل حال: ينبغي للإنسان العاقل الحصيف أنْ يتعرف على ما قاله الحكماء من درر ولآلئ، لأنها غذاء روحه، ومادة عقله، وراحة ضميره، يأنس بها في الخلوات، ويستضيء بها في الملمات، والآن مع باقة يافعة من درر الحكماء النافعة:
قال بزرجمهر: "إن كان شيء فوق الحياة فالصحة، وإن كان شيء فوق الموت فالمرض، وإن كان شيء مثل الحياة فالغنى، وإن كان شيء مثل الموت فالفقر".
وقال: "إذا اشتبه عليك أمران، فلم تدرِ في أيهما الصواب، فانظر أقربهما إلى هواك فاجتنبه".
وقال مارسيال: "أن تعيش ليس معناه أن تكون حيًّا، بل أن تكون في صحة جيدة".
اقرأ أيضاً الحكمة في الأزمات!
أقوال بعض الحكماء عن الحكمة
وقال بعض الحكماء: "إياك والعجلة، فإن العرب كانت تكنيها أم الندامة، لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكر، ويقطع قبل أن يقدر، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم قبل أن يخبر، ولن يصحب أحد هذه الصفات إلا صحب الندامة واعتزل السلامة".
وقال ابن المعتز: "لا تسرع إلى أرفع موضع في المجلس، فالموضع الذي ترفع إليه خير للعاقل من الموضع الذي تحط منه".
وقال عثمان بن عروة: "الشكر وإنْ قل، ثمن لكل نوال وإنْ جل".
وقيل في منثور الحكم: "إذا أقصرت يداك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر".
وقيل في بعض الحكمة: "الناس إلى صالح الأدب أحوج منهم إلى الفضة والذهب".
وقال لقمان الحكيم لابنه: "يا بني، إياك والكسل والضجر، فإنك إذا كسلت لم تؤدِ حقًا، وإذا ضجرت لم تصبر على حق".
وقال بعض الحكماء: "إذا رغبت في المكارم فاجتنب المحارم".
وقالوا: "لا تغتر بمودة الأمير إذا غشك الوزير".
وقال بعض الأوائل: "إنما الناس أحاديث، فإن استطعت أن تكون أحسنهم حديثًا فافعل".
وقال لقمان الحكيم: "ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن.. لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا تعرف أخاك إلا عند الحاجة إليه".
اقرأ أيضاً الحكمة كلام تقرؤه مرة.. يظل مذكورا في العقل محفورا
أقوال بعض الحكماء
وقال الأحنف: "من لم يصبر على كلمة سمع كلمات".
وقال أيضا: "رُب غيظ تجرعته مخافة ما هو أشد منه".
وقال الأصمعي: "كتب كتاب حكمة، فبقيت منه بقية فقالوا: ما نكتب؟ قال: اكتبوا: يسأل عن كل صناعة أهلها".
وقال لكيمان: "الاختبار بداية الحكمة".
وقال بعض الحكماء: "لا تصطنعوا إلى ثلاثة معروفًا: اللئيم فإنه بمنزلة الأرض السمخة، والفاحش فإنه يرى أن الذي صنعت إليه إنما هو لمخافة فحشه، والأحمق فإنه لا يعرف قدر ما أسديت إليه".
وقال شيشرون: "إني لأعجب بالشاب الذي يزدان بحكمة الشيوخ، وبالشيخ الذي يزدان بنشاط الشباب، ومن عاش بمقتضى هذا المبدأ فقد يشيخ بالجسم، وأما عقله فلا يشيخ".
وقال بعض الحكماء: "لا يكونن منكم المحدث الذي لا ينصت له، ولا الداخل في سر اثنين لم يدخلاه فيه، ولا الآتي الدعوة لم يدع إليها، ولا جالس المجلس لا يستحقه، ولا الطالب الفضل من أيدي اللئام، ولا المعترض للخير عند عدوه".
وقال دايفيد هيوم: "في الرفقة الجميلة لست بحاجة لأن تسأل من سيد المكان؟".
بعض الحكم في الحياة
وقال شامغور، وأعتقد أنه يقصد حياة الإنسان: "ينقضي القسم الأول من الحياة في اشتهاء القسم الثاني، وينقضي القسم الثاني في التأسف على القسم الأول".
وقال جون ميلتون: "أقرب شخص لقلبك هو من يبتعد عنك بطريقة مؤلمة".
وقال لاونزو: "لا تخشَ شيئًا عندما يتحدث الناس عنك بالسوء، ولكن اخشَ أنْ تفعل السوء".
وقال كونفوشيوس: "المعرفة دون تفكير جهد ضائع، والتفكير دون معرفة خطر".
وقال هرقليطس: "الشمس جديدة كل يوم".
وقال أيزوب: "الأشرار يعتقدون أنهم يحسنون صنعًا إليك عندما يسيئون إليك".
وقال العدواني: "مكتوب في الحكمة اشكر لمن أنعم عليك، وأنعم على من شكر لك".
وقال أزوشير: "اجنبوا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع".
وقال حكيم آخر: "لكل ضعيف صولة، ولكل ذليل دولة".
قال المدائني: "إذا انقطع رجاؤك من صديقك فألحقه بعدوك".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.