أحد أكثر أنواع البطاريق تميزًا وشهرة في القارة القطبية الجنوبية، وهو معرَّض إلى خطر الانقراض، وهو على القائمة الحمراء للطيور التي يجب الحفاظ على وجودها، إنه بطريق آديلي الذي يعيش في بيئة جليدية قاسية تتطلب تكيفات فريدة للبقاء، ويتميز بقدرته الفائقة على السباحة مسافات طويلة وسلوكه الاجتماعي المعقد.
وعلى الرغم من شهرته، فإن كثيرًا من المعلومات مذهلة وغير معروفة عن هذا الطائر الرائع، مثل بعض عاداته غير المتوقعة في موسم التكاثر، وماذا يأكل، وغيرها من المعلومات المميزة التي قد تدهشك التي سوف نكتشفها معًا في هذا المقال الذي يضم أبرز "المعلومات عن بطريق آديلي".
بماذا يشتهر البطريق آديلي؟
يشتهر بطريق آديلي -أشهر النوع من البطاريق- بحلقة بيضاء بارزة حول عينيه، وبمنقاره المختلف، وهو أحد أكثر أنواع البطاريق انتشارًا في القطب الجنوبي، واسمه العلمي هو (Pygoscelis adeliae) ويُدعى بالإنجليزية باسم (Adélie Penguin). وسُمي بطريق آديلي بهذا الاسم نسبة إلى المستكشف الفرنسي الأدميرال جول دومونت دورفيل الذي اكتشف هذه الطيور البحرية عام 1840، وقد حصل على اسمه تكريمًا لزوجته آديلي، وهو يعني "ذو الأرجل الخلفية".
ويُشار إلى هذا الجنس من البطاريق غالبًا باسم طيور البطريق ذات الذيل الفرشاة، وهو من أكثر الأنواع التي يدرسها العلماء لفهم خصائصها وسلوكها، ويمتلك ظهرًا يجتمع به اللونان الأزرق والأسود، أما صدره وبطنه فلونهما أبيض على نحو كامل.
يمتلك بطريق آديلي أقدامًا وردية قوية صلبة، مع مخالب كالمسامير تساعد في تسلق المنحدرات الصخرية. ومن المعلومات التي لا تعرفها عن بطريق آديلي أنه قد يبدو في بعض الأحيان كأنه مخلوقات خرقاء بعض الشيء على الأرض، ولكنه سباح ماهر، ويمكنه الغوص حتى عمق 180 مترًا، على الرغم من أنه يميل إلى اصطياد طعامه بالقرب من السطح.
وأيضًا عند رؤيتك لهذه الكائنات يمكنك بكل سهولة أن تنخدع فيها؛ لأنك سوف تعتقد أنها طيور لطيفة في نظرنا، ولكن احذر فهي في الواقع صيادة ماهرة تتميز بكفاءة عالية في البحث عن الطعام، وتُعد من الحيوانات المفترسة، وتتمتع بطابع شرس، وتُعرف بشجاعتها في مواجهة الحيوانات المفترسة مثل الفقمة والطيور البحرية الكبيرة، بل حتى يمكنها مهاجمة الباحثين الزائرين باستخدام زعانفها، وفقًا لما أتى في موقع (WWF-UK).
ويُعد بطريق أديلي أصغر أنواع البطاريق حجمًا، فيبلغ طوله نحو 60 سم، ويصل وزنه إلى نحو 4.5 كجم، ويشتهر بمنقاره الأحمر الذي ينتهي بطرف أسود، إضافة إلى أنه يقتصر انتشاره على النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث يوجد بكثرة على سواحل القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، وتعيش هذه البطاريق في مستعمرات كبيرة على الجزر والشواطئ، ويقدر عدد الأزواج منها بنحو 2.5 مليون.
يقضي بطريق آديلي حياته بالكامل على الجليد البحري أو بالقرب منه، لكنه لا يتكاثر إلا على الأراضي الخالية من الجليد، وهو ما يمثِّل تحديًا في القارة القطبية الجنوبية، حيث لا تتجاوز نسبة هذه الأراضي 1%.
وكما ذُكر في موقع ويكيبيديا الرسمي أن هذا النوع من الطيور له عادات تكاثر معينة، فهو يبني عشه على شكل تلة صغيرة من الحصى، وفي أثناء التكاثر تكون المنافسة شديدة على المواقع المرتفعة والجافة لبناء الأعشاش، وبعدها تضع الأنثى عادة بيضتين بلون أخضر مائل إلى البياض، ويتناوب كلا الأبوين على رعايتها، ثم تذهب الأنثى للبحث عن الطعام في البحر أولًا وتترك الذكر مسؤولًا عن البيض مدة تقارب عشرة أيام، وتفقس البيوض بعد نحو 35 يومًا فقط.
ماذا يأكل بطريق أديلي؟
من المعلومات التي لا تعرفها أيضًا عن بطريق آديلي أنه يعتمد في غذائه أساسًا على الكريل والأسماك، والروبيان والحبار، والرخويات، ويتميز بقدرته على الغوص إلى أعماق تصل إلى 500 متر بحثًا عن الطعام، على الرغم من أنه غالبًا ما يفضل الغوص مسافات أقل.
وتُعد بطاريق آديلي مهمة جدًا في الحفاظ على التوازن البيئي، وتمثل جزءًا حيويًّا من سلسلة الغذاء في القارة القطبية الجنوبية؛ لأنها تأكل مخلوقات صغيرة مثل الكريل والأسماك الصغيرة، وفي الوقت نفسه تمثل مصدر غذاء للحيوانات المفترسة مثل فقمة النمر والحيتان القاتلة.
كيف تتعرض طيور البطريق آديلي للخطر؟
يُعد بطريق آديلي حاليًا من الطيور المهددة بالانقراض؛ وذلك بسبب تغير المناخ حولها، وارتفاع درجات الحرارة، وفقدان الجليد في القطب الجنوبي، وهذا يؤدي إلى انخفاض أعداد هذه البطاريق انخفاضًا كبيرًا، هذا إضافة إلى انعدام البيئة المناسبة للتكاثر في بعض الأحيان لها، إلى جانب التهديد الأكبر لها وهي الفقمات الموجودة في المحيط، وأيضًا الحوت القاتل المفترس الذي يتغذى على هذا النوع من البطاريق.
وفي النهاية لا يسعنا إلا القول إن بطريق آديلي هو طائر جميل قادر على التكيف مع البيئات القاسية، ويتميز بسلوكه الاجتماعي الفريد وروحه المتعاونة. وعلى الرغم من التحديات التي تقابله، فإنه لا يزال يحافظ على وجوده، ويُعد رمزًا للحياة البرية في القطب الجنوبي؛ لذا فهو يستحق أن نحميه ونحافظ عليه من الصيد الجائر.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.