برنامج «المناهل».. رائعة الراحل هشام يانس وأزمة اللغة العربية

هذه لغتي فوق الشفة كالأغنية... المناهل

هيا إلى المناهل، هيا إلى الحياة

لعلَّ كثير من جيل الثمانينيات وبداية التسعينيات لا يزال يحفظ هذه الكلمات ويتذكرها جيدًا، إنها بداية شارة البرنامج التربوي التعليمي "المناهل". 

هذا البرنامج الذي خطَّه الفنان الراحل هشام يانس، وأشرف عليه أكاديميًّا الدكتور محمد حسن إبراهيم، ولغويًّا الدكتور فخري طمليه، والدكتور يحيى جبر. يهدف إلى عرض وتعليم اللغة العربية بأسلوب شائق وكوميدي ممتع، يجذب الطفل العربي إلى تعلم لغته العربية دون ملل أو تعقيد.

لكن ما الهدف من هذا المقال والتذكير ببرنامج قديم من أرشيف القنوات التلفزيونية القديمة؟ لعله أصبح مجرد ذكرى جميلة لجيل سابق.

هل اللغة العربية في أزمة؟

يرى الدكتور خالد الكركي، وهو وزير سابق للتربية والتعليم الأردنية، أن أزمة اللغة هي نتيجة لأزمة مجتمع، ونسمع باستمرار كلامًا عن الخوف من اندثار اللغة العربية في ظل العولمة وهيمنة الحضارة الغربية على العالم.

في إحدى الدول العربية قبل سنوات، فجر أحد وزراء التربية والتعليم في إحدى الدول العربية تصريحًا بأن 22% من طلاب الصفوف الثلاث الأولى أميون، لا يعرفون القراءة ولا الكتابة. هذا يعني أننا أمام جيل يجهل لغته، وعلى هذا يجهل تاريخه وحضارته، ثَمّ يجهل مستقبله.

نسبة الأمية بين الأطفال

لن نكون سوداويين ونظلم هذا الجيل، إنه جيل يتقن لغاتٍ أخرى غير لغته، ويتقن التعامل مع العالم الرقمي والافتراضي بطريقة رائعة، ويحاول التوفيق بين قيمه العربية والإسلامية، وبين قيم العولمة والحضارة الليبرالية.

لكن هذا لا يكفي، نحن نعلم أن كل الدول، سواء كانت صاعدة أو نامية، تتمسك بلغتها كونها جزءًا من قوميتها، لا تقبل المساس به. في الجامعات، لغة التدريس هي نفس لغة البلد، وتكون هذه الجامعات على مستوى عالٍ أكاديميًا، ولغة اللافتات في الشوارع، ولغة الناس فيما بينهم هي لغتهم الأصلية.

إذًا، هي أزمة مجتمع. تمسكنا بلغتنا ليس تخلفًا؛ في بعض الأفلام والمسرحيات الكوميدية، يكون التحدث باللغة العربية موضوع تهكم وسخرية وضحك، وليس تراجعًا عن ركب الحضارة. من لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له. هي لغة عريقة وجميلة، لغة القرآن الكريم، باقية بحفظ الله عز وجل لكتابه العزيز: {كِتابٌ فُصِّلَت آياتُهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لِقَومٍ يَعلَمونَ}.

ما نريد قوله هو أنه لا بد من مشروع جدي وعملي يعيد إحياء اللغة العربية لدى المجتمع العربي كله، والبداية من الطفل العربي، ولعلَّ إحياء مثل هذه البرامج قد يكون مثمرًا، ليس بالضرورة على النمط نفسه، ولكن بما يتناسب مع طبيعة العصر الذي نحن فيه.

ونبقى نردد:

هذه لغتي فوق الشفة كالأغنية .. المناهل

هيا إلى المناهل، هيا إلى الحياة

في رحلة الخيال .. في عالم الجمال

في الهمسة اللطيفة .. في اللمسة الخفيفة

في النكتة الظريفة

في كل ما نراه

هيا إلى المناهل، هيا إلى الحياة

في لغتي الأصيلة .. في الكلمة الجميلة
توهج المعاني .. ونغمة الأغاني .. وندرة الأماني .. وحكمة الحياة

هيا إلى المناهل، هيا إلى الحياة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة