يحاول الطفل اليتيم نور، الذي يبلغ من العمر 13 سنة، اكتساب احترام زملائه؛ من خلال دخول منزل مهجور أمام المدرسة، يخاف الأولاد المرور بقربه ليكتشف أن الذي يسكنه رجل عجوز يعيش هناك، مختبئاً من العالم. تنشأ صداقة وعلاقة تربوية بين الصبي والرجل العجوز، ما يدفع بهما إلى رحلة لاكتشاف الذات.
اقرأ ايضاً فيلم "برا المنهج" وعلاقته بالقوى الخفية
تحليل مسلسل برا المنهج
* (1) شاهدته أمس أنا وهايدي (زوجتي) ومريم (طفلتنا)، وتمتعنا به، كُلٌّ بطريقته الخاصة.
* (2) تقديري أن الجديد في الفيلم أنه جديد في الفكرة والمضمون، رغم أنه يتناول ضِمن ما يتناول فكرة البيت المهجور المسحور.
* (3) البطولة: الجديد فيها أنها للطفل نور (الطفل عمر الشريف)، والفنان ماجد الكدواني (الذي لم نتعود منه إلا كُل ما هو يستحق المُشاهدة)، وكافة أبطال الفيلم يأتون بجانبهم (روبي، أسماء أبو اليزيد، أحمد أمين، دنا ماهر، أحمد خالد صالح)، وهذا ما يُميز الفيلم.
* (4) العنوان: يستدعي التوقف، وهو خير تعبير عنه.
* (5) حياة الطفل نور: أُسرة خالته التي يعيش معها، مدرسته التي يتعرض فيها للتنمر من زملائه، حياة الريف، و... كلها أشياء أُخرجت بواقعية ودون مُبالغة أو إسفاف.
* (6) شخصية الطفل نور: مرَّت بمراحل الضعف وقِلة الحيلة والشعور بالظلم، والاضطرار للكذب من أجل التميز والتفوق وتعويض نواقص حياته، وبلوغ مرحلة الإصرار ومواجهة التحديات، ثُم الشجاعة في رفض الكذب والمُجاهرة بالحق، جعلت حياته قصيرة، فغادرها سريعًا.
* (7) البطل الحقيقي: هو طفل من شجعان التاريخ، لم يجد ما يحتاجه من حب ورعاية، ولكنه مات عندما جاهر بقول الحق والحقيقة وتراجع وكَشف بصدق أكاذيبه التي كانت من صُنعه.
اقرأ ايضاً الفيلم التمثيلي القصير "1500Words".. قصته وملخصه
أحداث فيلم برا المنهج
* (8) وجاءت الطبيعة البشرية للحياة وسُخريات القدر: فلم يصدقه أحد (من جديد)، بل إن أكاذيبه وادعاءاته تحولت إلى حقائق جديدة مؤثرة في حياة المُحيطين به.
* (9) وسيظل الأمر كذلك ما دام هُناك سوق رائجة لـ: الكذب، اختلاق الوقائع، تزييف التاريخ، صناعة الوهم، واستسهال قبول ومُعايشة الادعاءات، ما دامت هي تُحقق أو تتفق والمصلحة وكما شاهدنا في أحداث الفيلم.
* (10) وجاءت لحظة التحول في حياة الطفل نور: عندما ظهر الأب فجأة، بعد سنوات من تركه طرف خالته بعد وفاة الأُم، وبسبب أنه (جاله شُغل) في الخليج فقرر وقتها خروج ابنه نور من حياته، ولكنه عندما عرف القصة عاد اليوم وأراد عودته إليه، لكن نور رفض أباه، بل وقال له: "عايزك ما تجيش هنا تاني"، كي يُقرر في جُرأة أن يُخرِج الأب من حياته، وكأنما يرد له عدم الجميل، وتَمَسَّك نور باستمرار بقائه طرف خالته وأولادها الثلاثة خاصةً بعد القبض على زوجها، رغم فقر أحوالها من قَبْل ومن بعد.
* (11) أن تكون موجودًا: تلك - ليست فقط - هي المسألة؛ بل أن يشعر من حولك بحاجتهم إليك.
* (12) تعمَّد المؤلِّف أن يختار على لسان الشبح ثلاث روايات تاريخية كي يتناولها للطفل نور بشكل جديد أو تصحيحي: أخناتون وأسرار توحيد الآلهة، الناصر صلاح الدين مواصفاته وبطولاته، محمد علي والشيخ عُمَر مكرم، وكيف استغل الأول الثاني لمواجهة حملة نابليون وبعد نجاحه نفاه هو ورفاقه إلى دمياط (بعد ما كان من غفلة وقبول التيار الشعبي والديني في قبول حُكم الألباني).
* (13) وهذه الروايات الثلاث تحديدًا إنما هي في رأيي: كفيلة بإثارة قدر من النقاش والجدل خارج حدود الفيلم، ولن تستقر بِنَا الحقائق!.
* (14) [وأنا أتساءل، لماذا الشبح رَجُل]: ولماذا لا يكون امرأة؟!
* (15) [هل يقصد المؤلف بـ الشبح]: والذي ظهرت شخصيته بعد انكشافها باسم "أحمد وحيد" الإشارة إلى أحد مشاهير الإعلام المصري تحديدًا قبل نكسة ٦٧ وهو أيضًا "أحمد...." (والذي توفاه الله) خاصةً وأن مُدَرِّسة الموسيقى تعرَّفت على الشبح بعبارة "أنا عارفة صوتك وشخصيتك وكُنت أحب أن أسمع لك كل يوم في الإذاعة"!.. بينما ذهبت بِنَا الكاميرا إلى استعراض مانشيتات الصُّحف وتصريحات الترويج لانتصارات لم تحدث على الأرض!
* (16) [وهل لهذا علاقة بموقف ابنة الشبح]: سواء من والدها، أو من موقفها لاحقًا، عندما قالت "احنا قررنا نهد البيت ونبيع الأرض"!.. أي بيت وأي أرض؟!
اقرأ ايضاً فيلم الأنمي The Garden of Words.. المتعة البصرية في أوضح صورها
قصة وسيناريو فيلم برا المنهج
* (17) [فكرة وقصة وسيناريو وحوار الفيلم بل وإخراج الفيلم]: لم يكن يقدر عليها إلا شخص واحد.. وهذا ما كان.. وهو يستحق التقدير.
* (18) [لم أندهش]: من كلمات الشُّكر التي وجهها المُخرج عمرو سلامة للموسيقار راجح داوود مؤلف الموسيقى التصويرية.
* (19) [أدعو الجميع]: لمُشاهدة "بره المنهج".. وأن يُحقق العائد "المادي" و"التنويري" الذي يستحقه.
* (20) [كُنت أتمنى]: أن فيلمًا مثل "بره المنهج" يُترجم ويُجلب لمهرجانات السينما والفن، إذا كُنتُم فعلًا تبحثون عن أفلام من داخل وأعماق الريف المصري، ولكن يبدو أن التناول عندما يكون دون شطط أو سواد يصير غير مطلوب وبعيدًا عن التكريم الذي يستحقه!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.