بحر الشيطان ما بين الحقيقة والخيال

مثلث برمودا أو "بحر الشيطان" كما يُطلق عليه، بين الحقيقة والأساطير. يقع مثلث برمودا في غرب المحيط الأطلسي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة. اشتهر مثلث برمودا بأنه من أخطر مناطق العالم بسبب الحوادث الغريبة التي حدثت في هذه المنطقة، مثل اختفاء الصيادين والسفن العملاقة والطائرات أيضًا. تلك البقعة الغريبة التي تشبه مثلثًا متساوي الأضلاع من حيث التكوين الجغرافي، تبلغ مساحتها نحو 950 ألف كيلومتر مربع.

بدأت الظاهرة منذ عام 1809 عندما ذهب القبطان هنري ريفنز مع مرافقيه إلى تلك المنطقة ولم يعودوا، وتلا ذلك اختفاء سفينة تابعة للقوات البحرية الأمريكية عام 1814.

كذلك كان الاختفاء الغامض لسفينة "يو إس إس سايكلوبس" عام 1918 في أثناء الحرب العالمية الأولى من أبرز الحوادث التي زادت الغموض عن المنطقة، ما جعل نظرية الصدفة تتلاشى تمامًا أمام تلك الحوادث المتكررة.

وجاءت حادثة اختفاء شهيرة لمجموعة من الطائرات في ديسمبر عام 1945 التي كانت تُعرَف بـ"الرحلة 19"، لتزيد الأمور تعقيدًا. زاد القلق حول تلك المنطقة بعد إرسال مجموعة من طائرات الإنقاذ التي فُقدت هي الأخرى تمامًا. وفي عام 1967، فقدت طائرة شحن أخرى، ما أثار الرعب في قلوب الناس بين مؤيدين ومعارضين لتصديق تلك الحوادث.

بدأ العلماء في وصف هذه الظاهرة بأنها قوة رهيبة وبلا حدود، لا يعلمون عنها شيئًا ولا يستطيعون تفسيرها، واستمرت الحوادث إلى يومنا هذا.

اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن جزيرة إيستر؟

الأساطير المرتبطة بمثلث برمودا

تقول الأساطير إن هذه المنطقة ملعونة بأرواح العبيد الأفارقة الذين غرقوا في قاع المحيط الأطلسي، أو أنها عرش الشيطان تحت الماء. في حين يشير آخرون إلى سيطرة مخلوقات فضائية على تلك البقعة من الأرض.

أما أغرب الأساطير فتتعلق بوجود مدينة أتلانتس الغارقة التي يُعتقد أنها كانت متقدمة للغاية وما زالت نشطة تحت الماء. يرجح البعض أن سكان تلك المدينة هم من يخطفون السفن والطائرات بطريقة ما.

اقرأ أيضًا: تعرف علي"تيولا".. الكائن الحي الذي لا يموت

شهادة الطيار الناجي

في عام 1970، ظهر الطيار بروس جيرنون كأول من نجا من هذا الفخ المريب والظاهرة المخيفة. قال بروس إنه في أثناء التحليق بطائرته فوق جزائر البهاما، شاهد غيومًا كثيفة ودوامة كبيرة تحاول سحبه إليها. تعطلت جميع أجهزة الطائرة، وحدث خلل غريب في البوصلة المغناطيسية التي بدأت تدور على نحو مرعب. وتمكن بروس من الهروب بصعوبة، ما فتح الباب أمام العلماء لتفسير هذه الظاهرة.

اقرأ ايضاً ما لا نعرفه عن مثلث برمودا

التفسيرات العلمية

مع تطور العلم والثقافة، رجح العلماء أن تلك المنطقة ليست سوى مسرح لبعض التيارات الهوائية والمائية شديدة القوة التي ينتج عنها مؤثرات إلكترومغناطيسية تؤثر في أجهزة الطائرات والسفن. وفسروا حالات الاختفاء بأنها قد تكون نتيجة نشاط قراصنة البحر الكاريبي، وهم أخطر عصابات بحرية على مستوى العالم. كما رجحوا أن أي أحداث تدميرية فيها هي من صنع الإنسان.