تأخرت شركات الإنتاج الدرامي السوري قليلًا في إعلان خطتها لموسم دراما رمضان 2025، خصوصًا أن موسم 2024 قد مرَّ على انتهائه أكثر من 4 أشهر. ليُفاجأ محبو الفن السوري مع أواخر شهر آب، إعلان الخريطة الدرامية من قبل عدد من الشركات، وبهذا تكون معالم المشهد الدرامي للعام القادم شبه واضحة.
ويمكن القول إن المسلسلات المعلنة، أرضت غالبية جماهير الدراما السورية -محليًا وعربيًا- وشعروا بالرضا مبدئيًا تجاهها.
وبالذات مع الإفصاح عن هوية الأسماء المشاركة في تلك الأعمال التي تعد الناس بأعمال قيمة.
اقرأ أيضًا: إلى أين وصلت الدراما السورية؟
لا شك أن الثنائيات الدرامية أبرز ما يبحث عنه المشاهد؛ تحديدًا في السنوات الأخيرة مع نجاح العشرات من تلك الشراكات. طبعًا الثنائية ليست حديثة العهد؛ إلا أن الدراما التلفزيونية في سوريا، عودتنا على البطولات الجماعية. اعتمدوا على وجوهٍ فنية عدّة في التصدي للعمل الفني، وهذا كان أحد أسباب نجاحها.
واليوم صار وجود نجم ونجمة في المسلسل، العنصر الرئيس لقيام المشروع، وهذا ما فعلته الدراما العربية المشتركة التي تتأسس حكاياها بناءً على اسمي الممثل والممثلة. أي إن الشركة المنتجة تحدد بدايةً من هما البطل والبطلة، وبعدها تتوالى الأمور.
وهذا ما لا نجده في الدراما السورية؛ كون القصة هي اللبنة الأولى، ومن ثم يتم اختيار المخرج ونجوم العمل.
قبل الانتشار العربي للمسلسلات السورية، رأينا كثيرًا من الثنائيات الفنية التي لم تنحصر على فنان وفنانة، بل بعضها جمع ما بين ممثليْن اثنين رجال، والبعض الآخر قام على ثنائية نسائية.
أشهر ثنائية فنية سورية هي "غوار الطوشة وحسني البورظان" (دريد لحام والراحل نهاد قلعي)، ونتيجة الكيمياء العالية والديناميكية بين القديرين، والهاجس الفني والثقافي المشترك، استمرت الشراكة لأعمال عدّة -مسرح وتلفزيون وسينما- وسنوات كثيرة؛ لذلك أثرت في الذاكرة والوجدان العربي. أيضًا في الأجيال الفنية المتلاحقة، والتجارب الدرامية التي لم تستطع تجاوزها، ولم تقترب منها حتى.
بالتأكيد لم تقتصر التوأمة المهنية على الممثلين فقط، بل قد تخلق أحيانًا بين ممثل ومخرج، أو ممثل وشركة إنتاج، أو كاتب.
اقرأ أيضًا: خاطرة «الدراما السورية إلى أين؟».. خواطر أدبية
دراما 2025 على موعد مع أكثر من بطولة درامية ثنائية، ضمن قصصٍ متنوعة تُروى بقالبٍ عصري، وأخرى تتغزل بحقبٍ زمنية غابرة. بعض تلك التجارب، تعيد الكرة بغض النظر إن حققت نجاحًا في السابق أو لا! منها:
تيم حسن وكاريس بشار
يتشارك النجمان في بطولة عمل سوري بعنوان "تحت سابع أرض"، للكاتب "عمر أبو سعدة" بتجربته الثالثة مع النجم "تيم حسن" والمخرج "سامر البرقاوي". ينهي الأخير بهذا العمل شراكته مع حسن وشركة "الصباح إخوان" التي دامت 10 سنوات.
تيم وكاريس التقيا في السابق ضمن الدراما المشتركة "العميد" (كتابة وإخراج باسم السلكا). المسلسل القصير دارت أحداثه حول عميد كلية الحقوق "مراد الجوخدار"، تكلفه السيدة سلمى بالتحقيق في قضية اختفاء زوجها رجل الأعمال اللبناني.
أمل عرفة وباسم ياخور
تعيد شركة "غولدين لاين" للإنتاج الفني، جمع المميزين "أمل عرفة" و"باسم ياخور"، عبر مسلسلها الجديد "السبع" الذي ينتمي للبيئة الشامية. كتابة "سيف رضا حامد" عن فكرة للكاتب "بشار مارديني" ملأى بالغموض والمغامرات، تتعلق بالغجر، ويخرجها "فادي سليم".
آخر مرة رأينا فيها ياخور وعرفة كانت في مسلسل "المفتاح" عام 2012، بتوقيع المخرج الراحل "هشام شربتجي". عن نص اجتماعي معاصر للراحل "خالد خليفة" سلَّط فيه الضوء على قضايا الفساد الأخلاقي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وقبل هذا اجتمعا ضمن لوحات سلسلة "بقعة ضوء" الكوميدية الساخرة، وبعض حلقات المسلسل الشهير "دنيا".
اقرأ أيضًا: دور الدراما السورية في السباق الرمضاني
سلاف فواخرجي وأيمن زيدان
أمَّا في مسلسل "ليالي روكسي" الذي يتولى دفة الإخراج فيه المخرج "محمد عبد العزيز"، فيتصدر الممثل الكبير "أيمن زيدان" والنجمة "سلاف فواخرجي" دوريْ البطولة. وهذه الشراكة المهنية بينهما، عمرها أكثر من 15 سنة، حيث وقفت فواخرجي أمام زيدان في مسلسلات عدّة ومتنوعة دراميًّا، مثل "على طول الأيام" (الراحل حاتم علي)، و"حرائر" (باسل الخطيب)، و"الكندوش" (سمير حسين).
قصة ليالي روكسي إنتاج "أفاميا" وتأليف "عدة كتاب" تدور في عشرينيات القرن المنصرم، في أثناء الاحتلال الفرنسي، وأحد خطوط العمل الرئيسة تدور حول كواليس صناعة أول فيلم روائي سوري.
أيضًا المسلسل تعاون ثاني بين سلاف وعبد العزيز، من بعد مسلسلهما المثير للجدل "شارع شيكاغو".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.