تستمر الإمبراطورية البريطانية السابقة في الانكماش وفقدان مستعمراتها السابقة؛ فقد أعلنت حكومة بربادوس أنها تعتزم الانفصال عن عهد الملكة إليزابيث الثانية، وتحويل الدولة الكاريبية إلى جمهورية بمناسبة مرور خمسا وخمسين عامًا عن الاستقلال عن التاج البريطاني. وسيعلن هذا الانفصال في نوفمبر 2021.
في خطاب افتتاح الجلسة البرلمانية، قدم الحاكم العام لبربادوس نيابة عن الملكة، السيدة ساندرا ماسون، خطة الحكومة بقيادة ميا موتلي. ومحتوى الخطة المذكورة هو تحويل بربادوس إلى جمهورية العام المقبل.
وقال ماسون في كلمة كتبها موتلي "حان الوقت لترك ماضينا الاستعماري وراءنا بالكامل؛ يريد شعب بربادوس رئيسًا محليًا للدولة. هذا هو إعلان الثقة النهائي في أنفسنا وفي ما يمكننا تحقيقه. لذلك، ستتخذ بربادوس الخطوة اللوجستية التالية نحو السيادة الكاملة، وتصبح جمهورية حتى نحتفل بعيد استقلالنا الخامس والخمسين."
وأضاف ماسون أن "باربادوس طورت هياكل ومؤسسات حكومية تجعلنا دولة كاملة السيادة، فمنذ الاستقلال، سعينا باستمرار لتحسين أنظمة القانون والحكومة لدينا لتعكس خصائصنا وقيمنا كأمة".
تجدر الإشارة إلى إن فكرة تحويل بربادوس إلى جمهورية ليست جديدة؛ ففي عام 1998، أوصت لجنة فحص الدستور بالانتقال إلى نظام الجمهورية، لكن الخطة لم تنفذ بعد انتخابات 2003. وحتى رئيس الوزراء السابق فرونديل ستيوارت لم ينفذ إعلانه بالتخلي عن التاج البريطاني قبل خمس سنوات.
من بين الدلالات السياسية لهذا الانفصال عن التاج البريطاني أن بريطانيا لم تعد تغري مستعمراتها السابقة بالبقاء تحت مظلتها، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، واراجع نفوذها الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي على المستوى العالمي أدخلها في سيرورة انكماش متزايد ومتلاحق. ومن الطبيعي أن يكون لهذا الانكماش المزيد من الآثار السلبية على موقع بريطانيا في العالم. لقد أصبحت فكرة الإمبراطورية البريطانية مجرد ذكرى بعيدة تعيش فقط في خيال من تبقى من أجيال البريطانيين القدامى.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.