رحلة آندرو فيشر من عامل مناجم الفحم إلى رئاسة وزراء أستراليا

من أعماق مناجم الفحم المظلمة في إسكتلندا، حيث قضى سنوات شبابه، بزغ نجم آندرو فيشر ليضيء سماء السياسة الأسترالية، لم يكن طريقه إلى السلطة مفروشًا بالورود؛ بل شقه بعزيمة عامل، وثقافة قارئ نهم، وخطابة قوية. تعرف على قصة الصعود المذهل لهذا الزعيم العمالي الذي قاد أستراليا رئيسًا للوزراء في وقت حاسم من تاريخها.

ولد في أورلاند كروس هاوس في 22 أغسطس 1892، وهو الثاني في عائلة مكونة من ستة أبناء وبنت لروبرت فيشر وجين جارفين.

عندما كان في العاشرة من عمره انضم مع والده إلى المناجم المحلية، وعمل هناك تسع سنوات، وكان روبرت فيشر العضو المؤسس لجمعية كروس هاوس التعاونية التي تأسست سنة ميلاد آندرو.

آندرو لم يتجاوز تعليمه التعليم الأساسي، لكنه كان قارئًا نهمًا، ما أكسبه مستوًى من القراءة والكتابة والبلاغة قاده في سنوات المراهقة إلى المجال السياسي.

عندما بلغ من العمر 17 عامًا عُيّن في حي إبرشاير سكرتيرًا لاتحاد عمال المناجم، وأدى دورًا في اضطراب عمال المناجم العنيف في 1887 الذي أدرج على القائمة السوداء بسببه، ولأنه عجز عن العمل بعدها استغل وقت الفراغ القسري لمواصلة تعليمه، وفي النهاية حصل على عمل، لكنه أدرج على القائمة السوداء مره أخرى في 1885، وقرر ألّا مستقبل له في أسكتلندا.

انتقال آندرو فيشر إلى أستراليا

في يونيو 1885 هاجر إلى (أستراليا - كوينزلاند) حيث حصل على عمل في مناجم فحم في غامبيا، وفي وقت فراغه درس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية، وعمل زعيمًا نقابيًا في 1893، ثم انتخب لعضوية الجمعية التشريعية لكوينزلاند عن غامبيا.

في ديسمبر 1899 كان لدى كوينزلاند حكومة عمالية أيامًا عدة، وفي إدارة داوسن قصيرة المدى كان آندرو فيشر وزير السكة الحديد والأشغال العامة. 

آندرو فيشر وزير السكة الحديد

في إبريل 1904 أصبح آندرو فيشر رئيس التجارة والجمارك.

النجاح السياسي.. آندرو فيشر من سكرتير إلى رئيس وزراء

في 1907 استقال جي سي واتسون من قيادة الحزب، فانتخب فيشر مكانه، ثم في نوفمبر 1908 سحب الدعم الذي كان يقدمه لألفريد ديكين، وأصبح رئيس الوزراء وسكرتير الخزانة.

فصل في يونيو 1909، لكن في الانتخابات العامة التي أجريت في إبريل 1910 حصل حزب العمال على غالبية مجلس النواب، وعاد فيشر إلى السلطة رئيسًا للوزراء وأمينًا للخزانة.

في أكتوبر 1910 استقال فيشر من رئاسة الوزراء، وخلفه دبليو إم هيوز، وأصبح المفوض السامي الأسترالي في لندن، وهو المنصب الذي شغله حتى 1921، بعدها زار أستراليا، ثم عاد إلى بريطانيا.

آندرو فيشر المفوض السامي الأسترالي في لندن

في 1923 حاول أن يُعتمد مرشحًا لحزب العمال عن كيلمارنوك بورغيس في الانتخابات العامة، وفي 1924 رفضته لجنة اختيار الدوائر الانتخابية بسبب آرائه التي لم تكن متطابقة مع برنامج الحزب والعمال الوطني وسياسته.

انتقل إلى لندن حيث توفي في 22 أكتوبر 1928، وقد ترك خلفه زوجته مار جريت، وأبناءه وبنتًا.

تُعد حياة آندرو فيشر قصة ملهمة عن الصعود من بدايات متواضعة إلى أعلى المناصب السياسية. لقد ترك بصمة واضحة على الحركة العمالية والسياسة الأسترالية، ويُذكر كزعيم دافع عن حقوق العمال وسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة