في لحظة ما نشعر بالضجر ونركب قطار العجلة لمجرد أنّ الانتظار بات مزعجاً!
لمجرد السأم من تلك الحالة!
لمجرد الخوف والقلق من الافراط في الانتظار!
ثم لا يحدث مما ننتظر شيء!
لم يكن الانتظار يوماً سهلاً، لم يكن جهداً بلا عناء، زمناً بلا دموع، ومسافات بلا تعب.
لم يكن الانتظار يوماً هيناً، بعد أن أرهقتك الطرقات، وقتلتك التوقعات، وعصرك الوقت، ولُقبت بيتيم الانتظار!
لم يكن الانتظار يوماً لينا، بعد أن اختل توازنك على حافة الأحلام، وسقطت أرضاً، يواجه ظهرك النجوم لا تراها وتراك!
لم يكن الانتظار يوماً مرنا، بعد أن وقفت أمامك عقبات الحياة، كما تقف الأمواج العاتية أمام أضخم البواخر، تهزها وترجها وتعيث بتوازنها يمنة ويسرة!
إلاّ أن الالتفات إلى الوراء كما قال الدكتور مصطفى محمود، والمعارك الجانبية، والتفكير فيما يقال وراء ظهرك، والحنين إلى الماضي، كلها أشياء تعرقل خطاك وتؤثر في سرعتك وتستنزف قلبك وعقلك وروحك، لا تلتفت لها لأن أمامك أهداف عظمى لا يسعها الانتظار!
أرأيت كيف يزورك الانتظار من زاوية أخرى وبمفهوم آخر!
خذ نفساً عميقاً وتأمل في علاقة الانتظار بحسن الظن بالله، يقال أن انتظار الفرج ما هو إلاّ حسن ظن بالله يثاب عليه القلب المنتظر!
ألا ترى معي أنّ الانتظار له لوازم ومن تلك اللوازم زمن يمر دون حصول المأمول، مع أمل بحدوثه!؟
وكأنّ الانتظار أوجاع ليل حتمية، وخطوات نهار حامية.
وكأنّ الانتظار سجدة نشدّ بها على القلب، وسعي نشدّ به على الوقت.
وكأنّ الانتظار قلب عاري من اليأس، وجسد يلتف بمعطف الفأل.
الانتظار مع الله استثناء، الانتظار مع الله مبهر، الانتظار مع الله التفات إليه وحده.
ومن التفت إليه ثبت به ونبت.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.