أصبحنا نلاحظ مؤخرًا انتشار السلوك العدواني والعنيف بين الأطفال، فغالبًا ما يعبِّر الطفل عن نفسه عن طريق انفعالات عدوانية عنيفة ومؤذية، تسبب ضررًا للآخرين وضررًا خفيًّا على صحته النفسية وبناء شخصيته على أسس الفطرة السليمة.
ومن الممكن أن تجعل هذه السلوكيات الطفل شخصًا منبوذًا من الآخرين، وبذلك سندخل في متاهة ودوامات أمراض نفسية، واللجوء إلى العنف والجريمة للتعبير عن نفسه، وللفت نظر الآخرين من حوله إلى وجوده وكينونته.
اقرأ أيضاً العنف المنزلي وتأثيره في حياة الأبناء
أسباب انتشار ظاهرة العنف بين الأطفال
لهذه الظاهرة عدة أسباب تحمل الطفل على أن يكون عدوانيًا عنيفًا على نحو غير مبرر. فالطفل لا يولد على هذه الشاكلة بل يولد على أساس إنساني وفطرة سليمة وبريئة.
ولكن أحداثًا تمر في الشريط القصير لحياة هذا الطفل تكون سببًا رئيسًا ومنشئًا لهذه السلوكيات الغريبة والمؤذية. منها:
-
التعامل العنيف مع الطفل
قد يولِّد التعامل العنيف مع الطفل -سواء في البيت أو المنزل أو الشارع- رد فعل عكسي، فيؤثر في شخصيته بأن تصبح ضعيفة ومهزوزة وانطوائية، ولكن تخبئ وراءها كثيرًا من الأذى والعنف الذي من الوارد أن ينفس عنه في بيئته بين أقرانه ليثبت لنفسه أنه غير ضعيف.
-
وجود الطفل في بيئة عائلية غير سويَّة
كوجود مشكلات بين الأب والأم أو انفصال أو تعنيف زوجي، هذا كله في النهاية سيؤثر في نفسية الطفل، الذي اعتاد على سماع الصراخ ومشاهدة الضرب والتعنيف أمامه في أغلب الأوقات.. ما يجعل منه شخصًا عنيفًا، ولا شعوريًا تبدأ شخصيته بالتغير والميل نحو الأذى وتوجيه الضرب للآخرين في أي موقف يواجهه، وفي أقل موقف يتعرض له.
-
الحاجة المادية
وهذا الشق قد يستغرب البعض له، لكن الحاجة المادية للعائلة تجعل الأجواء في المنزل دائمًا مشحونة والتوتر على أشده، وقد تتسبب في مشكلات بين الوالدين أو لجوء الأب إلى ضرب زوجته أو أولاده للتفريغ عن نفسه.. ومن هنا يتسلل هذا السلوك إلى نوازع الطفل الذي سيتحول فيما بعد إلى طفل عنيف حتمًا.
-
وجود الطفل في بيئة غير صحيَّة
المقصود هنا بالبيئة غير الصحية هو نشأة الطفل مع أهل هم أنفسهم بحاجة إلى إعادة تأهيل لأفكارهم. فغالبًا ما نرى بعض الآباء والأمهات يشجِّعون الطفل على الممارسات العنيفة ضد بقية الأطفال أو ضدهم هم شخصيًّا وحملهم على ممارسة ألعاب عنيفة حتى يصبحوا أقوياء على حد زعمهم وظنهم.
ودائمًا ما يرددون على مسامع الطفل أنك قوي وبطل وشجاع وغيرها من الألقاب التي ستعطيه شعورًا بالفوقية، وتصبح هذه الممارسات جزءًا من حياته ومع أي شخص كان.
-
التحرش الجنسي
يميل الطفل الذي يتعرض لمحاولات التحرش الجنسي إلى العنف لا إراديًا في محاولة منه للتعبير عن كم الأذى الذي يتعرض له دون أن يشعر به الآخرون.
-
وجود أسلحة في المنزل
يوجد أشخاص يميلون إلى امتلاك السلاح للحماية، أو هواية، أو إذا كان أحد أفراد العائلة يعمل في سلك عسكري.
فالسلاح يكون جزءًا من حياته وعمله وسيوجد حتمًا في المنزل.. والسلاح هو أول ما سيفتح عينيه عليه هذا الطفل البريء، لتصبح لديه الرغبة في مسكه ثم التعلم عليه ثم امتلاكه عند الكبر، وسيصبح مغرورًا متباهيًا أمام أصدقائه بملكيته لشيء غريب عنهم، وبذلك سيطاله هذا الغرور لينقلب عليه وعلى محيطه.
فيصبح شخصًا عصبيًّا مجنونًا يميل إلى العنف والصراع، والذي سيتكون بباله أن السلاح والعنف سيحل له أي أمر معقد بالنسبة له.
-
الألعاب الإلكترونية العنيفة
الانتشار المتزايد لألعاب البلايستيشن أو ألعاب الهاتف المحمول التي تحمل تصويرًا لحرب أو معركة أو ملاكمة أو هروب مساجين... إلخ من الألعاب التي تحمل هذه الشاكلة والآلية ستجعل الطفل عنيفًا أمام أعيننا ونحن راضون عن هذا.
ولكن غير مقدرين أن الطفل يجلس أمامنا ويلعب وكل شيء يبدو جيدًا، لكن غريزته للقوة ستكبر داخله ليتحول إلى شخص عنيف ومؤذٍ.
اقرأ أيضاً العنف ضد الأطفال وتأثيره السلبي عليهم
كيفية إنقاذ أطفالنا من التحول إلى العنف
- علينا بدايةً مراقبة سلوك الطفل، والحوار معه، والاستفسار عن السبب الذي دفعه لاتباع هذه السلوكيات.
- حل المشكلات التي تعترض طريقه، والإقلاع عن ممارسة العنف في المنزل سواء عليه أو على أحد أفراد العائلة.
- مراقبة مشاهدات الطفل للأفلام وممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة ومنعه عنها، أو أن نجعل في برنامج مشاهداته وألعابه ألعابًا أخف وطأة وتعزز لديه بعض القيم الإنسانية.
- التحدث مع الطفل والكشف عما إذا كان قد تعرض لأي إساءة جسدية أو تحرش جنسي من أحد، وإعادة توازنه وثقته بنفسه بالتنسيق مع طبيب مختص حتى يتخلص من نتائج هذا الفعل الشائن قبل أن يتحول إلى إنسان مريض ومؤذٍ.
- إخفاء السلاح من المنزل وعدم تعريضه للخطر بحمله أو التعلم عليه أو حتى لمسه.
- تغيير لغة الحديث من ألفاظ تشجِّعه على العنف إلى ألفاظ تجعل منه قويًّا بحنانه وعقله وأسلوبه الطيب مع الغير.
- تخفيف مناقشة المشكلات المادية أمام الأطفال في المنزل واستيعاب أن عقولهم الصغيرة لا يمكنها حمل همومنا الكبيرة وأعبائنا الخاصة؛ فهم يمتلكون دنيا صغيرة بريئة علينا ألا نشوبها بأي شائبة.
يوليو 30, 2023, 11:27 ص
👍👍❤️❤️
يوليو 30, 2023, 12:40 م
تماما مقال رائع
يوليو 30, 2023, 5:46 م
صحيح الأهل مسؤولون اولا و اخيرا
يوليو 30, 2023, 5:55 م
احببت
يوليو 30, 2023, 6:09 م
❤️👍
يوليو 31, 2023, 10:36 ص
صحيح و مهم جداً أن نتابع أطفالنا
يوليو 31, 2023, 11:24 ص
ظاهرة موجودة بكثرة
يوليو 31, 2023, 1:10 م
١٠٠%
يوليو 31, 2023, 5:13 م
جيد 100% الحق معك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.