في مجتمعاتنا، تنال المرأة نصيب الأسد من جلد الذات والوصم بالعار؛ وحدها تُحاكم، وحدها تُدان، وكأنها وحدها المسؤولة عن لعبة لا تخوضها إلا برفقة "رجل". ولكن ماذا عن "الچيجولو" أو الرجل العاهر؟ ذلك الذي يلقي بجسده في أحضان النساء، يجمع بينهن كما يجمع الصياد غنائمه، ثم يخرج للمجتمع متباهيًا بذكوريته المنتصرة وكأنه أسطورة الحكايات!
"الچيجولو" أو الرجل العاهر ليس سوى ممثل بارع في مسرحية بلا حبكة؛ يدَّعي النزاهة، ويرسم ملامح المُخلص الذي لم يعرف النساء إلا عابرًا ليقنعك بأنك قصة الاستثناء، يُقدِّم لك كل ما تعتقدين أنه صدق، لكنه في الحقيقة يحفظ جملة واحدة يرددها على مسامع الجميع: "أنتِ الوحيدة".
يغازل بكلمات تبدو وكأنها عملة نادرة، لكن حقيبته مملوءة بالنقود المزيفة.
الجنس هو العنوان والباقي تفاصيل
هذا الرجل لا يعرف للحب طريقًا؛ لأنه ببساطة لا يؤمن بوجوده. الحب له ليس إلا كلمة يطلقها في اللحظة المناسبة لينال ما يريد؛ كل شيء عنده يبدأ بالرغبة وينتهي بها، ما بين البداية والنهاية مجرد مسرحية يشد بها خيوطك كدمية، حتى تصبحين قطعة في قائمته الطويلة.
قد يعجبك أيضًا الحب بين المرأة البالغة والرجل الأصغر سنًّا.. بين الانجذاب والقبول الاجتماعي
الضحية هي من صدقت الحب في عينيه
المرأة التي تسقط في شباكه ليست ضعيفة كما يصورها المجتمع، بل هي ضحية إيمانها بقصة "الرجل المختلف"؛ رجل يظهر وكأنه جاء لينقذها من الخذلان، ولكنه في الحقيقة مجرد "نسخة مكررة" من غيره، بنسخة أكثر احترافية. يبيع الوهم ويغرقك في تفاصيل زائفة، وفي اللحظة التي تتكشف فيها الحقائق، يختفي كالشبح.
قد يعجبك أيضًا ما أسباب تقلب المشاعر في الحب؟
لكن ماذا عن المجتمع الذي يغض الطرف؟!
المرأة التي تسقط تلاحقها الألقاب الموجعة، أما الرجل العاهر فهو "الذكي" و"المغامر" الذي يستحق التصفيق. يصفق له الجميع حينما يروي قصصه، في حين تُقصى المرأة حتى لو كانت القصة ذاتها تحمل تفاصيل الخديعة نفسها.
يبقى "الچيجولو" أو الرجل العاهر جزءًا من مجتمع يصنعه ويدعمه ويرفض محاسبته؛ هو منتج ثقافة مشوهة ترى جسد المرأة ملكًا للرجل، وترى في استغلاله لها شطارة لا عارًا!
فإلى متى نظل نحمل النساء خطايا لعبة لم يُسمح لهن يومًا بوضع قواعدها؟!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.