بشتة عبير أغسطس 6, 2023, 7:09 م

الوهم وراء الشاشة.. الحياة المزيفة للمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي

تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي في الزمن الحالي دورًا متزايد الأهمية في حياتنا، فأصبحت واجهة للتفاعل الاجتماعي ومشاركة الأحداث، وفي ظل هذه الظاهرة، ازداد ظهور طبقة من الأفراد تعرف باسم "مؤثرين"، الذين يشاركون لمحات من حياتهم على نحو يبدو مثيرًا وملهمًا.

ومع ذلك، يتباين الواقع عما يُعرض، فكثيرًا ما تكمن وراء الشاشة حياة مزيفة مرتبطة بالمؤثرين، وسنناقش في هذا المقال هذه الحياة المزيفة وتأثيرها في الجمهور.

الحياة المزيفة للسوشيال ميديا

التأثير والوهم

تبدو حياة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي ممتلئة بالمغامرات والنجاحات والأناقة المتوهجة، لكن الحقيقة قد تكون مختلفة تمامًا، فرغم الصور الرائعة والمحتوى الملهم الذي يشاركونه، فإنه من الممكن أن تكون هذه مجرد لحظات مختارة بعناية ومُجمّعة بعناية؛ لتُظهِر جانبًا فقط من حياتهم، وراء الكاميرا قد يكونون يواجهون تحديات ومشكلات مماثلة لتلك التي يواجهها أي شخص آخر.

الضغط النفسي والمشكلات الخفية

تجدر الإشارة إلى أن السعي للظهور على نحو مثالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى ضغوط نفسية هائلة على المؤثرين، فهم يعيشون في بيئة تشجع على الاستعراض والمقارنة المستمرة مع الآخرين، ما يجعلهم يخفون مشاعرهم الحقيقية ويظهرون وجوهًا مختلفة تمامًا عن واقعهم الداخلي، قد يتطور هذا إلى مشكلات نفسية أعمق مثل القلق والاكتئاب.

تفاقم الهموم الاجتماعية

رغم أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون منصة للتواصل والتفاعل، فإنها أيضًا قد تسهم في تفاقم بعض الهموم الاجتماعية، فالمقارنة المستمرة مع المؤثرين قد تؤدي إلى شعور بعدم التفوق وقلة التقدير، وتُعزز مشاعر عدم الرضا عن الذات.

تجنب الوقوع في فخ الوهم

رغم الصورة الساطعة التي يعرضها المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن نتذكر دائمًا أنه توجد حياة حقيقية وراء الشاشة، ويجب أن نتجنب الوقوع في فخ الوهم، وندرك أن الحياة المثالية التي يُظهِرُونها قد تكون ببساطة قطعًا مُختارة من قصة أكبر، من المهم التركيز على تعزيز الصدق والواقعية في مواقع التواصل الاجتماعي، والاهتمام بصحة العقل والنفس لدى الجميع سواء أكانوا مؤثرين أم متابعين.

بقلم بشتة عبير

كاتبة مذكرات و مقالات متنوعة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.