الوميض الأزرق.. ما وراء الزلازل المدمرة

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي الحديث عن ضوء وامض أو برق صاعق يظهر قبل الزلزال بثوانٍ أو عند حدوثه، وحدث هذا أيضًا عند حدوث زلزال سوريا وتركيا، وقال البعض وقتها إن هذه صور مُفبركة ومُركبة والغرض من تركيبها بث الرعب في نفوس الناس.

إلى أن أتى وميض المغرب وأسكت القائلين بذلك، ووضعهم في حالةٍ من الصدمة، لأنه كان حقيقيًّا وواضحًا، وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي، ليجتمع العلماء سويًّا ويحاولوا فك هذا اللغز العلمي الغامض. 

اقرأ أيضًا للزلازل آثار مدمرة على البيئة.. تعرف عليها الآن

أضواء الزلازل عبر التاريخ

وميض الزلزال ليس حديثًا؛ لأن أول التقارير يعود إلى التاسع من يوليو عام 869 في اليابان، إذ أكدت الكتب التاريخية المحفوظة في اليابان ظهور أضواء في أثناء حدوث الزلزال، وعادت الأضواء مرة أخرى في زلزال اليابان عام 1935.

وكذلك عام 1988 إذ ظهر الضوء البنفسجي والوردي الذي ضرب مقاطعة كيبك الكندية وإثر ذلك حدث زلزال قوي بالمنطقة، وأيضًا في منطقة بيسكو بأمريكا الجنوبية وسجلته كاميرا مراقبة عام 2007 وحينها بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر. 

وكذلك مقاطع الفيديو المماثلة التي ظهرت قبل زلزال قهرمان مرعش الذي ضرب تركيا، وأجزاء من سوريا بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر.

اقرأ أيضًا معلومات لا تعرفها عن الزلازل ورعب العالم الجديد

ما هذه الأضواء؟

تعد هذه الحوادث حقيقة علمية، وتُصنف ضمن النوادر التي وضعها العلماء ضمن تصنيف الظواهر الحقيقية الغامضة، وظهرت كثير من النظريات والفرضيات التي وُضعت، منها ما نشره عالم الجيوفيزياء جود دير في دراسته، وكثير من العلماء كذلك.

ويتخذ وميض الزلزال هيئات مختلفة، فتارةً يظهر على هيئة صواعق، وتارةً أخرى أضواء ملونة في السماء، وتارة كالشفق المنير، وأكد العلماء أن أكثر من 80℅ من وميض الزلازل لوحظت أو سُجلت قبل أو عقب وقوع الزلزال، وتفوق قوتها 5 درجات حَسَبَ مقياس ريختر. 

سبب الوميض

أما عن سبب الوميض المخيف فيوجد كثير من الفرضيات والنظريات ولكنها لم تحسم الموضوع، فقد وضع البروفسور والعالم الجيوفيزيائي فرديمان فرويند، المساعد في الفيزياء لدى جامعة سان خوسيه، وأحد الباحثين لدى وكالة «ناسا»، فرضيات تنص على أن تلك الأضواء تنتج عن تعرض الكريستال غير النقي في الأرض بمختلف أنواعه إلى ضغط ميكانيكي كبير في أثناء أو قبل حدوث الزلزال.

وهذا الضغط أدى إلى تفكك الكريستال، ومع ضغط الصخور والاحتكاك الكبير الناجم عن هذا الضغط تتولد شحنات كهربائية هائلة تؤدي إلى ما يشبه الانفجار، الذي يظهر على هيئة وميض هائل يخرج من الأرض. 

اقرأ أيضًا الزلازل.. أسبابها وتاريخها وكيف نتصرف في حالة وقوعها؟

فرضيات حدوث الزلزال 

وتوجد فرضية أخرى تقول إن ضغط الألواح التكتونية لا يسبب الزلزال فقط، بل أيضًا طحن الصخور المختلفة، وهذا الأمر يؤدي إلى خروج ملايين الذرات من الأكسجين سالب الشحنة ليخرج إلى سطح الأرض ويتحول مباشرةً إلى غاز مشحون مسببًا هذا الوميض بلونه الأزرق، وهذا السبب الذي أورده الأستاذ عبد الله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، ونائب رئيس جامعة الطقس والمناخ في السعودية في أكثر من مقابلة وعلى أكثر من موقع. 

فرضية أخرى طُرحت 2014 في المؤتمر الفيزيائي الأمريكي، تنص على أن الوميض ناتج عن احتكاك طبقتين من التركيب الجيولوجي والكيميائي نفسه ببعضهما خلال الزلزال، وتتولد نتيجة هذا الاحتكاك طاقة كهربائية كبيرة، وهذه الطاقة تخرج من باطن الأرض عند احتكاك القشرة الأرضية نتيجة الزلزال، لتشحن مباشرةً الهواء المحيط مسببة هذا الوميض. 

وكل هذه الفرضيات تندرج تحت مسمى ظاهرة من الظواهر التي لا تزال مجهولة إلى يومنا هذا. 

وبالطبع لن نتجاهل الفرضيات العبثية التي تقول إن هذا الوميض ناتج عن مجيء الفضائيين إلى الأرض، ومرة أخرى يقولون إن الوميض نتيجة انفجار نووي هائل، ومرة أخرى يُقال إنه نتيجة مشروع هارب الشهير!

وكل هذا كلام عبثي الذي لا صحة له، والهدف من انتشاره بث الرعب والخوف في نفوس البشر وليس أكثر. 

كاتبة روائيّة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

سبتمبر 27, 2023, 10:57 م

معلومات قيمة و مفيدة جدا تستحق الإعجاب...و كان الله في عون الجميع 🙏🙏🙏

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقال غلمى رائع

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقال غلمى رائع

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 26, 2023, 10:24 ص - عبدالخالق كلاليب
أكتوبر 31, 2023, 2:43 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 19, 2023, 12:10 م - سولى عربي
أكتوبر 9, 2023, 1:28 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
أكتوبر 8, 2023, 9:12 ص - إياد عبدالله علي احمد
سبتمبر 26, 2023, 6:22 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
سبتمبر 25, 2023, 12:25 م - مريم محمد إسماعيل
سبتمبر 23, 2023, 10:50 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 18, 2023, 4:16 م - عمرو سيف
سبتمبر 17, 2023, 8:14 ص - بلال الذنيبات
سبتمبر 9, 2023, 7:24 م - دغموس آية وصال
سبتمبر 9, 2023, 6:57 م - جوَّك لايف ستايل
سبتمبر 9, 2023, 12:52 م - جوَّك لايف ستايل
سبتمبر 6, 2023, 12:35 م - ريان عبدالاله سليمان
سبتمبر 6, 2023, 5:19 ص - محمود سلامه الهايشه
أغسطس 31, 2023, 6:14 م - سارة كمال سماني
أغسطس 15, 2023, 2:30 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
أغسطس 14, 2023, 5:10 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 13, 2023, 4:47 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 13, 2023, 3:54 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 10, 2023, 11:12 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 9, 2023, 3:21 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 8, 2023, 8:58 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
أغسطس 8, 2023, 2:47 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 7, 2023, 7:25 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 5, 2023, 2:48 م - جود معاذ الرفاعي
أغسطس 1, 2023, 6:21 م - اسامه غندور جريس منصور
يوليو 30, 2023, 6:07 م - إيمان عبدالباري قائد
يوليو 30, 2023, 5:27 م - اسامه غندور جريس منصور
يوليو 29, 2023, 7:43 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
يوليو 26, 2023, 4:47 م - محمد أمين العجيلي
يوليو 25, 2023, 8:02 ص - مولاي شريف شبيهي حسني
يوليو 24, 2023, 6:57 م - رضوان عبدالله سعد الصغير
يوليو 24, 2023, 2:56 م - اسامه غندور جريس منصور
يوليو 24, 2023, 12:03 م - عبدالاله عبدالله سالم السرحان
يوليو 23, 2023, 1:48 م - بن بوهة فاطمة
يوليو 21, 2023, 12:35 م - فتح الله محمد المدني
نبذة عن الكاتب

كاتبة روائيّة.