الوقت جوهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بدايةً اليوم سأحدّثكم عن الوقت، وكلنا نعلم ما هو الوقت ولمَ هو مهم؟ وما الذي جعلني أتحدّث عنه؟

سأبدأ بقصّة مع بداية اهتمامي بالوقت، عندما كنت في الخامسة من عمري، وقال لي والدي رحمه الله وكنت مع أخَوي: انتظروا هنا ولا تتحركوا إلّا بعد خمس دقائق، كنّا حينها في ممرّ ضيّق في المنزل، ولم يكن حولنا شيء لنراه غير ساعة معلّقة في الجدار، وكنت أنظر إلى الساعة وأرى العقارب تتحرّك وتمضي، وحينها كانت تدور أسئلة كثيرة وفي رأسي حول الوقت، وأدركت أن الدّقيقة ليست كما كنت أحسبها مسبقاً، وبعد عدّة سنوات التي مرّت بسرعة أيضًا فعلت معي والدتي رحمة الله عليها ذات الشيء لمدّة خمس دقائق، ولكن هذه المرة كانت تنظر في عيني وأنا أنظر إليها في صمت تام، وفي تلك اللحظات تذكّرت ما حدث قبل خمس سنوات مع والدي، وأدركت كم كانت هذه السنوات سريعة مع أنها ليست قليلة، والآن أبلغ من العمر تسعة عشر، قال لنا المدير في العمل خذوا قسطًا من الراحة لخمس دقائق؛ فخرجنا، ثم عدنا إليه وكان منّا من لم يعُد إلّا بعد عشر دقائق، ومنّا من عاد في سبع دقائق، ومنّا فقال لنا لا تستخفوا بالوقت..

لقد أخبرتكم أن تعودوا بعد خمس دقائق، ولم أرَ أحدكم نظر إلى ساعته، فلو قدرتم الوقت ما خسرتم شيئًا، والمهم ممّا حدث هنا أني تذكر كلاً من المرّتين التي ظللت فيهم أحسب الوقت (الدقائق الخمس) قبل اثنتي عشر سنة مع والدتي، وقبل سبع عشرة عاماً مع كليهما، وأدركت أن الوقت يمضي بسرعة أكبر ممّا كنت أتخيّل فأصبحت أحترم الوقت أكثر ممّا سبق، وأتمنّى أن يستفيد الجميع من وقتهم قبل فواته فإننا لا ندري متى ينتهي الوقت الذي نملكه.

ماذا استفدت من هذه الدقائق الخمس التي قرأت فيها هذه الحكاية؟ وهل لديك نصيحة قيمة يمكن أن نستفيد منها مستقبلاً.

مع حبّي وتحياتي.

عمرو بن حسان بن محمد ضياءالدين الصابوني

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب

عمرو بن حسان بن محمد ضياءالدين الصابوني