بعد الحديث عن أشهر إستراتيجيات التفكير الإيجابي، التي تساعدنا على التغلب على الضغوط الحياتية، والانطلاق في مسار صاعد مملوء بالإنجازات والنجاحات، بعيدًا عن السلبيات والعوائق، أوصت الدراسات النفسية بعدد من الوصايا للتفكير الإيجابي، وأهم هذه الوصايا:
1. الرغبة المشتعلة
انطلاقًا من المقولة: "إن ما يوجد في عقلي ويسيطر على أفكاري ويعيش في قلبي ويسري في عروقي ودمي يجب أن يخرج للحياة"... والمقصود بهذه المقولة أن الشيء الذي نريد تحقيقه في حياتنا أكثر من أي شيء آخر، إذا أردنا فعلًا أن نحققه، علينا أن ندعه يمشي في عروقنا، وعلينا أن نفكر فيه باستمرار، وأن نخطط له، ونضعه موضع العمل، ومهما كانت التحديات، فلا نترك ما نريد تحقيقه على الإطلاق.
2. القرار القاطع
إن القرار القاطع لا يدع مجالًا للتردد أو التراجع، بل يعطي الشخص قوة توجهه إلى تحقيق أهداف حياته، وإن كثيرًا من الأشخاص يقررون أشياء ثم لا يطبقونها، ولو طبقوها فعلًا يكون ذلك مدة بسيطة، ثم يعودون بعدها كما كانوا من قبل، والقرار القاطع يكون قاطعًا؛ أي لا رجعة فيه مهما كانت الظروف أو التحديات أو المؤثرات الداخلية أو الخارجية؛ لأن هذه التحديات في النهاية ما إلا خبرات ومهارات نكتسبها ونحن في طريقنا إلى القمة.
3. المسؤولية الكاملة
إن النجاح الفعلي يتطلب من الإنسان أن يأخذ المسؤولية كاملة ويمتلك القدرة على تحملها، فإن عدم المسؤولية يجعلنا نركز كل أفكارنا وطاقتنا فيما لا يفيد، ويبعدنا البعد كله عن أن نصبح الشخص الذي نريده أن نكون، ويجعل حياتنا أكثر صعوبة ومملوءة بالتحديات والصعوبات؛ لذا علينا أن ندرب أنفسنا على تحمل المسؤولية كاملة.
4. الإدراك الواعي
إن الإدراك هو بداية التغيير، والتغيير هو بداية النمو، فإدراكنا لقدراتنا وطاقاتنا، وسعينا لاستخدامها استخدامًا إيجابيًّا، يجعل حياتنا تجربة من راحة البال والسعادة؛ لذلك علينا أن نكون مدركين لما نفكر فيه، ونقرر أن نتحكم في التفكير السلبي ونحوله إلى صالحنا؛ لأن التغيير الحقيقي يبدأ في الأفكار، وعلينا أن ندرك ما نفكر فيه.
5. تحديد الأهداف
إن الأهداف من أهم عوامل التفكير الإيجابي؛ لأنها تجعلنا نركز على ما نريد، فلو عرفنا أولًا أين نحن، وماذا نريد، لاستطعنا أن نحكم ماذا نريد وكيف نحصل عليه، وأوضحت الدراسات 7 أركان للحياة المتزنة:
الركن الروحاني: يحتوي حب الله سبحانه وتعالى، والتسامح المتكامل، والعطاء غير المشروط.
الركن الصحي: وذلك بالتفكير الصحي، ونظام تغذية متوازن، والقيام بالتمارين الرياضية.
الركن الشخصي: وذلك بالثقة بالنفس، وتنمية الذات، والتقدير الذاتي.
الركن العائلي: وذلك عن طريق العلاقات العائلية والشخصية.
الركن الاجتماعي: عن طريق علاقاتنا الاجتماعية وقدرتنا على الاتصال بالآخرين.
الركن المهني: عن طريق أهدافنا المهنية، وتميزنا في مهنتنا، وتحسين ما نملكه من مهارات.
الركن المادي: عن طريق أهدافنا المادية والدخل الذي نحصل عليه.
إن معظم الناس يركزون على الركن المهني والمادي، لذلك نجدهم لا يهتمون بصحتهم، ولا بعائلتهم، ولا حتى بعلاقاتهم بالله سبحانه وتعالى. فلكي نكون أكثر اتزانًا وسعادة، علينا أن تكون أهدافنا في الأركان السبعة واضحة تمامًا، فإن لم يكن لدينا هدف، سنعيش في أهداف الآخرين.
6. التأكيدات المتضامنة
إن لم نعرف قدراتنا ونقدرها ونقنع أنفسنا بأنها حقيقية، فكيف نتوقع أن يقدرنا الآخرون؟ خلال حياتنا نستقبل الآلاف من الرسائل السلبية، سواء حين كنا صغارًا أو حينما نكبر... أيًّا كانت آراء الناس فينا، فهي لا تدل علينا، ولكن تدل عليهم هم. ولما كان العالم الداخلي يؤثر في عالمنا الخارجي، فحين نكون أشخاصًا متزنين، نتكلم باتزان وثقة أمام الناس.
إن التأكيدات المتضامنة تساعدنا على التركيز في قدراتنا، وعلى تحسين الأشياء التي نريد تحسينها في أنفسنا، وتساعدنا أيضًا على استخدام قدراتنا وطاقاتنا لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها، مع الأخذ في الحسبان آراء الآخرين، والاستفادة منها، وتقييمها، ثم إحداث التغيير الذي يطابق قيمنا واعتقاداتنا ومبادئنا.
7. الوقت الإيجابي
كما ذُكِر في استراتيجيات التفكير الإيجابي، تحدثنا عن استراتيجية التنقيص والتصعيد، وقلنا إن العقل البشري لديه القدرة على تصعيد مشكلة وجعلها أكبر من حجمها الطبيعي، والعكس صحيح. والغرض من الوقت الإيجابي هو أن نستخدم قدرة عقلنا على التركيز على وقت نحدده نحن، ويكون ذلك الوقت على سبيل المثال 10 دقائق، ثم تصعيد هذه المدة كل يوم. المهم هو الاستمرارية في فعل ذلك حتى تصبح عادة من عاداتنا، وبذلك نتصرف بطريقة إيجابية تلقائيًّا.
8. التنمية الذاتية
إن أقل شيء يستطيع الإنسان أن يهديه لنفسه هو أن يكون أفضل ما يستطيع أن يكونه.. إن التنمية البشرية هي أهم المتطلبات في عصرنا الحالي، سواء في مجال العلاقات المهنية أو الشخصية، فهي أسلوب في الحياة يستخدمه الإنسان لكي يعيش حياة أفضل، والتنمية البشرية يمكنها أن تغذي عقولنا بالمعلومات والمهارات التي تجعلنا نستخدم كل قدراتنا وإمكانياتنا لتحقيق أهدافنا، وتوجد وسائل عدة للتنمية، كالقراءة، والأشرطة السمعية والبصرية، والبرامج التدريبية.
9. السكون والتأمل اليومي
إن تعاسة الإنسان تكمن في عدم قدرته على السكون... فلو نظرنا إلى العالم حولنا، نجده مملوءًا بالضوضاء من العالم الخارجي، ما يجعلنا في حالة تأهب دائمة، ويجعل جهازنا العصبي يعمل بقوة دون أي داعٍ لذلك. إضافةً إلى الضوضاء الداخلية، إذ نتحدث مع أنفسنا طوال الوقت، ونشعر بالخوف وعدم الأمان على نحو دائم.
إذا نظرنا إلى الطبيعة حولنا، فإن كل شيء فيها ينمو بهدوء وسكون تام، فالشمس مثلًا تشرق بهدوء وتغرب بهدوء، والنباتات والأشجار والزهور... كل شيء ساكن... إن السكون يقوي قدراتنا، ويجعلنا أكثر ابتكارًا وإبداعًا، ويقلل من التعب، ويخلصنا من الأمراض الجسدية، ويمنحنا السلام الداخلي والهدوء النفسي والذهني والجسدي والعاطفي، ويساعدنا على استحداث الحلول لأكثر المشكلات صعوبة. فالسكون في النهاية يجعلنا نفكر في روعة الخالق جل جلاله.
10. الاهتمامات الشخصية والأنشطة اليومية
علينا أن نحاول أن نأخذ بعض الوقت لممارسة ما نحب، سواء كانت هواياتنا المفضلة أو رياضة المشي مثلًا، المهم أن نحاول ممارسة كل شيء نحبه ولو مدة قصيرة، فممارسة الأنشطة التي نحبها تخفف عنا الضغوط التي نتعرض لها، وتجعلنا أكثر هدوءًا واتزانًا...
مهما تعددت هذه الوصايا، يبقى علينا أن نحاول تطبيقها فعلًا، حتى نجد حياتنا أكثر إيجابية، ونكون أكثر قوة وقدرة في التعامل مع مشكلات الحياة.
مقال متكامل بوصياه العشر، مزيدا من التألق يا صديقة عوالم النفس و الطاقة الإيجابية...لك مني أجمل الأمنيات.
شكرا صديقي ... ولك كل التوفيق ولكل الكتاب على هذه المنصة
احسنتي استاذة شهد
أحسنتي عزيزتي
اووووو ابداع حقا رائعة كالعادة فى اختيارك للمواضيع 👍💜
مرحبا من جديد، وشكرا على هذا الموضوع الرائع، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
اشكركم جدا على دعمكم لي دمتم بألف خير اصدقائي
بحب نوعية المقالات دي ابدعتي واللله🫀❤️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.