الوساوس القهرية من وجهة نظري هي حرب بين النفس وهذا المرض المستمد من خلال انحرافات نفسية أدت إلى عقد، وتكون هذه الحرب التي ينظر لها الإنسان، وتجعله في حالة سكون.
وكأنه دمية فهو يترقب الموقف من خلال عقله بما يدور ويحدث بين نفسه وهذا المستعمر، ويحسم الأمر للأقوى فيما بينهم، ويستحوذ على مساحة داخل العقل، ويستجيب العقل لها.
وتكون نقطة انطلاق لهذا المرض من أجل توسيع المساحة حتى يصل لهدفه ويستحوذ على كامل العقل، ويذهب بالإنسان إلى عالم الخروج من أصل الواقع ويعيش بداخله دون النظر لما يحدث حوله في واقعنا الحقيقي.
اقرأ أيضاً مرض الوسواس القهري من السر إلى النور
أسباب الوساوس القهرية
الوساوس القهرية هي سيطرة عادات على عقل الإنسان والاستحواذ على مساحات أكبر في عقله تدريجيًا تمكنها من السيطرة والتحكم وتطوير ذاتها المرضية داخل الإنسان، فالوساوس هي عامل أساسي للاضطرابات النفسية التي تحدث للإنسان في مختلف أعماره وليس لها عمر معين أو زمن معين، فهي حالة مرضيه تصيب الإنسان وتذهب به إلى الأسوأ تدريجيًا بغرض الوصول للهلاك.
لذلك أرى أن العلاج من هذه الوساوس لا بد أن يكون بنفس الطريقة وهو العلاج منه تدريجيًا وتحرير المساحات منه تدريجيًا والالتزام بالصبر تأكيدًا على أنه أهم طرق العلاج منه مع التخلص من كل العقد النفسية التي أدت إلى ذلك وكانت مفتاح المرض.
كما أرى أن العلاج الكيميائي هو في حد ذاته ضعف وعلاج مؤقت للخروج من الحالة، ولكن من السهل انتكاسه، ويصبح الأمر أكثر صعوبة عما كان وأيضًا المؤثرات الجانبية لذلك العلاج الكيميائي، لذلك أرى أن تكون مراحل العلاج بكورس علاجي للتمكن.
واسترداد العقل بقوة، وعودته باقتناع مما يقلل من حدوث أي انتكاسات، فهو مرض أشبه بدوامة كلما اتسعت كانت أخطر وأصعب في مواجهتها، فقد تكون أبواب الدخول إليه كثيرة ومتنوعة ومنها وسواس العقيدة، وسواس النظافة، والموت، والخوف، فكلها ملمسها بالنفس قريب وحساس، وأي خلل يحدث في أي منهما يؤدي إلى عدم الاتزان الكيميائي بداخل الإنسان والاستحواذ عليه من خلال ذلك والإنسان في حقيقة نفسه ضعيف.
اقرأ أيضاً الوسوسة والهلوسة
عندما يصاب الإنسان بالوساوس
نرى الإنسان المصاب غير طبيعي في تصرفاته نتيجة تكرار العادات الملتزم بها من جانب الوسواس، فهو مقيد مسجون داخل عقله غير متحرر كأنه مأمور أن يفعل هذا الأمر جبريًا، وليس اختياريًا.
ويرى الواقع بشكل آخر من خلال منظوره، فهو يتجه بعقله اتجاهًا خاصًّا دون إرادة ودون شعور، فحقيقة هذا الأمر هو حرب نفسية تواجهها النفس في البداية من أجل تحرر العقل.
ولكن يستقر الأمر بالبقاء للأقوى، وتحسم له وهذا عنصر الإرادة، والعزيمة هي منبع القوة والتي تستمد من الصبر الذي أمرنا به الله عز وجل، استعينوا بالصبر والصلاة، وهنا نرى تقديم الصبر على الصلاة لمدى أهميته العظيمة في أمور حياتنا.
اقرأ أيضاً اضطراب الوسواس القهري
طريقة علاج المريض لنفسه
من خلال وجهة نظري أن هذا المرض الذي يجعل حياة الإنسان في سكون قاتل في أعين الناس.
ولكن الحقيقة تكمن داخل هذا المريض ومدى الآلام التي يعانيها من حرب بين هذا المرض وبين نفسه من أجل حفاظه على عقله وواقعه، فهو ليس راضيًا عن نفسه، وتجعل حياته مضطربة دائمًا، ويصل به الحال للبكاء فالظاهر سكونه.
ولكن في باطنه نار مشتعلة، يراقب الحرب ويحسم الأمر بالاستجابة للأقوى، إما نفسه أو هذا المرض، لذلك فشفاؤه متوقف على التزامه بالصبر وقوة تحمله لهذه الحرب الخفية، وذلك خلال فترة زمنية يحرر من خلالها عقله، ويرجع به لواقعه الحقيقي، ولا يلجأ للاستسلام، سيحدث انتكاسه حقًا، ستكون أقل خطورة من انتكاسات العلاج الكيميائي ولكن الأفضل أن يستمر في السير ويلتزم صبره ويستمد قوته من الله عز وجل، وسيرى التغيير الأفضل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.