هي ليست قصة قصيرة ولا متخيلة وهي تشبه إلى حد بعيد شخصيات رواية البؤساء مع اختلاف تحمل الأمر والتسليم به، لأنه من عند الله. كنت أحملها صغيرة ألاعبها.. مرة سنوات طفولتها بين جدران منزلنا وجدران المدرسة حتى بلغت الخامسة عشر، أصبحت أكثر عزلة وانطواء ثم غادرها النوم تدريجياً حتى لم تعد تنام مطلقاً، تمر عليها الساعات الطوال حتى تنهار المرة تلو المرة وتم تشخيصها بانفصام حاد.
قضت سنوات من عمرها بين المستشفيات البائسة في بلدها وما تيسر من بلدان الجوار وطالت إقامتها حتى أصبحت معروفة لدى طلبة الطب باعتبارها حالة مزمنة في الرومتايد، تسبب في اعوجاج يديها وقدميها.. الأمر الممكن تحمله لكن الأمر المسبب للألم هو نوبات الانفصام الحاد وتخيل الاضطهاد وفقدان الأمان العاطفي والداخلي، ورفضها في أحايين كثيرة للعلاج، الأمر الذي أدخلها لأسوأ مستشفيات الأمراض العقلية على الإطلاق ومرورها بأقسامه شديدة السوء.
قد لا أستطيع الوصف الدقيق لجسم يقاوم وعقل يرفض ونفس تتوق للتحرر من الألم حتى بالموت، وهذا مقالته مرار بعد إصابتها بالسرطان في مراحله الأخيرة، وقبل وفاتها بخمسة أيام حيث تمنت أن يأخذ صاحب الأمانة أمانته الأمر الذي تحقق لها وأراحها من عذاب لا يمكن وصفه............
...يتبع
بقلم/حسن ابوكتيف الحسن ولد بوسيف
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد