من المعروف أن الحكومة الصينية هي حكومة شيوعية وهي تسيطر سيطرة تامة على أبناء شعبها الأكثر من مليار نسمة، حيث تعمل الحكومة على بناء نظام ائتمان اجتماعي كلي القدرة، يهدف إلى تقييم مصداقية كل مواطن.
قاعدة بيانات المواطنين الصينيين
وتملك الحكومة قاعدة بيانات وطنية واسعة تجمع المعلومات المالية والحكومية بما في ذلك الانتهاكات المرورية البسيطة، وتشجع المستخدمين على التباهي بدرجاتهم الائتمانية الجيدة للأصدقاء، كما أنها تمنحهم تسهيلات حكومية إضافية.
يتم النظر في الصين إلى النتائج العملية المترتبة على أي تصرف، وهذه الفلسفة الواقعية أصبحت بمرور الوقت أسلوب حياة، كما تفسر هذه الفلسفة كثيراً من الجوانب منها: الجمارك، والمعايير الثقافية.
بالرغم من إيجابية هذا النظام إلا أنها لا تخلو من سلبية فمثلاً سكان شينجيانغ موطن مسلمي الإيجور، الذين يتحدثون اللغة التركية يعانون منذ سنوات من أعمال عنف، ووصل الأمر بالحكومة إلى منع ارتداء الحجاب والملابس الفضفاضة بالنسبة للنساء ومنع اللحى الطويلة بالنسبة للرجال، وإذا تمت مخالفة أوامر الحكومة فسيمنع المخالفين من ركوب الحافلات العامة في مدينة كرامي شمال غرب الولاية، كما أن المساجد يجب أن تتحقق من بطاقات الهوية لأي شخص يأتي للصلاة خلال شهر رمضان وفقاً لإشعار على موقع الحكومة على الانترنت.
اقرأ أيضاً يوم التأسيس لدولة السعودية.. معلومات لا تفوتك
كيف وصلت الصين إلى هذا المستوى من التطور الاقتصادي؟
لا يخفى على أحد أن الصين لم تحرز على هذه المرتبة من التطور بسهولة، لكنها اعتمدت نموذجاً اقتصادياً جعلها في قمة الدول المصنعة في العالم، وغالباً ما تشكو الدول من حين إلى آخر من الانكماش والأزمات الاقتصادية، لكن بكين لم تشهد عاماً واحداً من الانكماش، حيث تقوم بالاتفاق الاستثماري الضخم وشبكات سلاسل تجارية معقدة يعتمد عليها العالم اليوم ومجرد نقلها أو استبدالها يعني ارتفاعاً في التكاليف.
لا تُعدُّ الصين إلى الآن من الدول المتقدمة كأوروبا وأمريكا بسبب الفجوة الكبيرة بين الحضر والريف، حيث تبلغ نسبة الحضر في الصين 58% مقارنة مع البلدان المتقدمة، حيث تبلغ 80% كما يُعدُّ التفاوت الاقتصادي بين المدن والريف الأكبر من نوعه في العالم؛ ففي العقود الأخيرة توافد الملايين من سكان الأرياف الفقراء إلى المدن لتحسين معيشتهم، لكن الحكومة عن طريق الكثير من الإجراءات استطاعت رفع أكثر من 400 مليون مواطن من تحت خط الفقر، مما زاد من حجم الطبقة المتوسطة.
اقرأ أيضاً دولة أوروبية وحيدة تتحدث اللغة العربية.. تعرف عليها لآن
هل أثر النمو الاقتصادي سلباً على دولة الصين؟
إن النمو الاقتصادي الانفجاري كان له أثر سلبي؛ إذ زاد من تلوث البيئة، وتوجد في الصين بعض من أكثر دول العالم تلوثاً، كما الفوارق الطبقية أصبحت منتشرة في الصين، ويرغب أغلب الناس إلى إخفاء حقيقة مستواهم الاجتماعي، فأغلب عمال الطبقة المتوسطة تسمر بشرتهم بسبب العمل تحت ضوء الشمس فيميلون لاستخدام منتج تبييض البشرة لكي يعطوا انطباعاً أنهم من طبقة أعلى اجتماعياً، كما كانوا يستخدمون الحيوانات الأليفة كعنصر غذائي لكن في الآونة الأخيرة أصبحت رمزاً للمكانة العالية.
الشعب الصيني من الشعوب المسالمة، وإيمانهم بأن السلام هو السبيل الوحيد لتحقيق الرخاء والطمأنينة، كما على الجميع تحمل المسؤولية لبناء مجتمع متناغم والاستفادة من ثمار التنمية.
اقرأ أيضاً زلزال الصين وشائعات كثيرة حوله
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.