فئة الهتيفة لا مبدأ لها همها الحصول على المال فقط، وفي النهاية تكون السبب المباشر في سقوط أي شخصية ناجحة.
اقرأ أيضًا إدمان التواصل الاجتماعي.. وتأثيرها على المجتمع
من هو الهتيف والمطبلاتي؟
أظهرت الانتخابات مهنة تسمى الهتيف، يهتف بأعلى صوت لكل من يعطيه الأجرة، لا يهم أن يكون مقتنعًا بمن يهتف، أو يكون ذلك الرجل أهلًا لثقة الناس به.
أو يُعرف أن هذا الرجل داهية في المكر أستاذًا في الأنانية بارعًا في تمثيل الأكاذيب، أو أن هذا الرجل يدخل الانتخابات من أجل الوجاهة والوصول إلى هدف ما مثل تسهيل تجارته ومصالحة.
وقد يهتف ويعلو صوت الهتيف لثلاثة في ليلة واحدة، عندما ينتهي من واحد يستلم آخرًا، على الرغم أنهم يتسابقون متضادين، كلهم ضد بعض.
ومن الغريب أن الهتيف يعلو صوته وتنفجر أحاسيسه وشعوره العالي مع كل واحد منهم بنفس الهتاف ونفس الشعار، ويشعر كل من يسير خلفه بالحماسة ويوهم الجميع أن كل مرشح من هؤلاء سيكون هو الفائز، وأن أهالي البلدة كلهم سيضعون صوته لهم، ومع نهاية وصلة الهتاف لكل منهم يقبض الثمن بالآلاف.
وعلى غرار ذلك ظهرت فئة أخرى تسمى المطبلاتية وماسحي الجوخ وحاملي الشموع، تراهم دائمًا عند وصول أي شخصية مهمة إلى مقر بلدتنا وتنوي عمل لقاء جماهيري.
تجد هذه الفئة فئة المطبلاتية يتصدرون المشهد ويقفون على خشبة المسرح، يتوافدون عليها مستقبلين مهنئين مقيمي زفة الاستقبال، وكل واحد من هذه الفئة له دوره الذي يجيده بمهارة.
منهم من يتخصص في الخطابة ويلهب مشاعر المتفرجين، وآخر يجيد فن التصوير، وآخر فنان في كلمات الترحيب ووضع القبلات على الخدود ولف المحتفى به بالأحضان، ومنهم المتخصص في تجهيز المسرح والكراسي وغير ذلك.
اقرأ أيضًا الهندسة البشرية والكونية وعلاقتها بتقدم المجتمعات وتطوره
دور هذه الفئات في المجتمع
وإني أتذكر موقفًا حدث منذ سنوات طويلة لأحد الشخصيات الكبيرة في دمياط الذي كان مرشحًا في إحدى الدورات، حيث كلف واحدًا من فئة المطبلاتية بتجهيز مؤتمر لهذه الشخصية.
وبالفعل جهز المطبلاتي مسرحًا عبارة عن مقطورة جرار زراعي وميكروفون من أحد متعهدي الأفراح، وخمسين كرسيًا مصنوع من الخيزران واستدعى المطبلاتي فرقة الخطابة التي تمجد هذا الشخص.
وفي منتصف الليل انتهت الحفلة، وطلب المطبلاتي من المرشح خمسين ألف جنيه، مقابل تجهيز المؤتمر، فتظاهر المرشح بالقبول، وطلب من المطبلاتي ركوب السيارة معه وعندما أفلت المرشح إلى خارج البلدة فتح باب السيارة وأعطى المطبلاتي ألفًا واحدًا من الجنيهات، ثم قذف المطبلاتي خارج السيارة.
نعم.. فئة المطبلاتية هذه تلتف حول أي شخص مهما كان اتجاهه هل يتفق مع مصالح وأهداف بلدتنا ومصالح البسطاء الذين سعوا وراءه وساعدوه أم لا.
وتجد هذه الفئة دائمًا تلتف حول كل الأصناف رغم اختلافهم، وينصبون زفتهم مع الجميع، وهم يعرفون جيدًا كيف يستفيدون ماديًا منهم، وبالتفحص والتمحيص تجد نفس الأشخاص هم الذين يستقبلون ويصفقون لكل قادم، وعندما تنتهي مدة صلاحية المرشح.
وللأسف بعد قليل تجد فئة المطبلاتية أول من تنقلب عليه، وتبحث عن وجه آخر، وعجبًا لذلك.
وإني أدعو كل شخصية ناجحة أن تختار بدقة من يساعدها ويعاونها ويوثق صلتها بالناس ويعينها على قضاء مصالح الناس، لا أن يقف حاجزًا وعازلًا بين هذه الشخصية الناجحة وبين الناس، بل فئة المطبلاتية هذه تضع طلبات الناس الملحة في سلة القمامة، وتوهم الناس أنها في سبيلها للحل والتنفيذ ويحلم الناس بذلك.
وبعد مدة طويلة يكتشف الناس الحقيقة، وبذلك تكتب خاتمة ذلك الناجح بالفشل، ولن تختاره الناس مرة أخرى مهما فعلت هذه الفئة وأبدعت في فنون الطبل.
استقيموا يرحمكم الله أيها الهتيفة أيها المطبلاتية؛ حتى لا تكونوا السبب المباشر في عدم نجاح أي شخصية ناجحة مرة أخرى، ولن تقوم له قائمة بعد ولن ينال صوتًا واحدًا بعد ذلك.
اقرأ أيضًا
-المرأة وأدوارها المختلفة في المجتمع
-فيلم وثائقي بعنوان "تحديث الفكر الرأسمالي".. التوجه نحو الرأسمالية
ديسمبر 15, 2022, 3:33 م
عجبني المقال كثيرا فعلا هم موجودون في مجتمعنا بكثرة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.