أطلق العلم الحديث على ردود الأفعال الناتجة عن المشاعر مصطلح "النوبات الانفعالية". والنوبة هي حالة مفاجئة سريعة، والنتائج تكون واضحة وغير متوقعة وقد يندم عليها المرء بعدها لأنها لا تصدر باقتناعه التام وإنما بسبب الانفعال.
ما النوبة الانفعالية؟
وحين نقول "نوبة انفعالية" فنقصد أنها حالة تنشأ نتيجة تراكم المشاعر السلبية، أو نتيجة شعور سلبي معين، أو تجربة مؤلمة مرَّ بها الفرد.. فتظهر بنتائج قد تكون كارثية أو قد تصل إلى الموت حسب شدة النوبة، أو حتى حسب التهديد الموجود. وعلى اختلاف آثار ونتائج النوبة الانفعالية، لكن الأحداث والواقع يعبر عن معناها الحرفي.
ومثال على نوبة انفعالية واقعية، فقد ذُكر في كتاب "الذكاء العاطفي" قصة تُظهر نهاية رجل قد خرج من السجن، وقرر أنه لن يقوم بعمل إجرامي أبدًا بعد الآن.. وذات يوم كان بحاجة ماسة إلى المال؛ فقرر أن يدخل إحدى الشقق السكنية وأخذ المال، وكان في الشقة التي قرر الدخول إليها فتاة تحت سن الثلاثين.
دخل الشقة وهددها بإعطائه المال الذي تملكه. حتى لا تمثل مصدر تهديد له ربطها بالحبال، وأخذ المال، وعندما كان على وشك الخروج، أتت الفتاة التي تسكن معها؛ ففوجئ جدًّا، وقرر ربطها مع صديقتها. وهي في هذه الحالة قالت له: لن تهرب من قبضة القانون، فأنا قد حفظت تفاصيل وجهك وسأساعد الشرطة في الإمساك بك. وهو في حالة من الخوف والفزع أخذ زجاجة وبدأ يضرب الفتاتين حتى فقدا الوعي وهرب.
وبالكشف عن تفاصيل الحادثة تم الإمساك بالرجل وأُدخل السجن مرة أخرى لقضاء ثلاثين سنة فيه. وحين سئل عن تصرفه، قال باختصار "أحسست بنوبة من الخوف إزاء أنني سأرجع إلى السجن.. لم أكن أدرك ما فعلته.. لم أكن أعي تمامًا ما الذي يحدث لي، وما زلت أشعر بالندم، مع أنني وعدت نفسي أنني لن أعود مجرمًا، لكنني عدت إلى السجن وأصبحت مجرمًا مرة أخرى".
أثر النوبة الانفعالية
ومن هذه القصص كثير التي تنتشر في المجتمعات وبين الأفراد. إن عدم فهم النوبة الانفعالية يؤدي إلى صعوبة التنبؤ بها، وصعوبة التعامل مع نتائجها. ورغم أن النوبة الانفعالية تحكمها المشاعر، لكن العقل في هذه الحالة يصبح غير موجود. فالتعبير عن كم المشاعر السلبية وخصوصًا إذا كانت متراكمة ولا يوجد طريقة للتعبير عنها، كالكبت وعدم الإفصاح، قد تؤدي مع مرور الأيام إلى الانفجار، بإشعال فتيل صغير فتنتج عنه نيران لا يمكن إخمادها بسهولة. وتؤثر هذه النوبة بأعراض جسدية وحركية حسب الحالة، كالغضب والخوف والحزن، إذ يمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى الموت، وفقدان الحياة.
وفي الختام، مع تنوع الدراسات والبحوث عن النوبات الانفعالية فينبغي القيام بجلسات توعية للأفراد والمراهقين عن كيفية التعامل مع المشاعر السلبية، وكيفية تعلم السلوك المعرفي الصحيح والملائم للمواقف والأحداث التي نصادفها في حياتنا، والعمل على الموازنة بين العقل والعاطفة في التعامل مع النوبات الانفعالية المفاجئة قدر الإمكان
مقال جميل فى علم النفس
شكرا صديقتي على مرورك الكريم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.