النهضة التكنولوجية: رحلة المملكة العربية السعودية نحو المستقبل الرقمي

تشهد المملكة العربية السعودية نهضة تكنولوجية ملحوظة ضمن مبادرة رؤية 2030 الطموحة.

ومع التركيز على تعزيز الإنتاجية والمرونة والمحافظة على البيئة، تحقق المملكة خطوات كبيرة في مختلف القطاعات، ولا سيما في الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

يتناول المقال التالي رحلة التحول التي شهدتها المملكة العربية السعودية، ويستكشف كيف تستفيد الدولة من التقنيات المتقدمة لتنويع اقتصادها، وتعزيز الابتكار، ووضع نفسها مركزًا تكنولوجيًّا عالميًّا.

قد يهمك أيضًا أهم 5 تقنيات رقمية ناشئة في المملكة العربية السعودية

القفزة التكنولوجية في القطاع الصناعي

منذ إطلاق رؤية 2030 في عام 2016، شهد القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية نموًّا مستدامًا، فقد بلغت الاستثمارات في التصنيع 132 مليار دولار أمريكي.

ومن الجوانب المحورية لهذا الانتعاش تبني مبادئ الصناعة التي تشمل تقنيات مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والروبوتات.

تهدف هذه القفزة التكنولوجية إلى إنشاء أنظمة أكثر كفاءة ومرونة وترابطًا، وتوجيه الأمة بعيدًا عن النماذج الاقتصادية التي تركز على النفط.

وقد حققت أنشطة التصنيع في المملكة العربية السعودية نتائج إيجابية فعلًا، فقد ارتفعت بنسبة 18.5% في ديسمبر 2022، ما يؤكد التزام الدولة بتبني التقنيات التحويلية.

فقد أصدرت أكثر من 2000 ترخيص جديد، ما أسهم في خلق 193 ألف وظيفة جديدة داخل القطاع الصناعي.

وتهدف المملكة العربية السعودية في رؤيتها لزيادة عدد المصانع إلى 36 ألف مصنع بحلول عام 2035، بما في ذلك 4000 منشأة آلية بالكامل، إلى إنشاء مشهد إنتاجي ديناميكي ومبتكر.

قد يهمك أيضًا ما مشروع نيوم؟ وما هي أهدافه المستقبلية؟

سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

تبلغ قيمة سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية أكثر من 40.9 مليار دولار أمريكي، وتمثل 4.1% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وهي السوق الأكبر والأسرع نموًّا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتضع المملكة نفسها على نحو استراتيجي كونها مركزًا لخدمات التكنولوجيا والحوسبة السحابية، مع إمكانية الوصول إلى الاتصال الدولي عبر البحر الأحمر والخليج.

لدعم أهداف التحول الرقمي لرؤية 2030، تنفذ المملكة العربية السعودية بنشاط استراتيجيتها لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2023، مع التركيز على التجارة الإلكترونية والتعليم الرقمي والصحة الرقمية والمدن الذكية والبيانات الوطنية والحكومة الإلكترونية.

وتحدد الاستراتيجية أهدافًا طموحة، بما في ذلك خلق أكثر من 25 ألف وظيفة في القطاع، وزيادة حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والتقنيات الناشئة بنسبة 50%، وزيادة إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 13.3 مليار دولار أمريكي.

قد يهمك أيضًا تأسيس المملكة العربية السعودية.. تعرف على تاريخ مؤسسات التعليم

الفرص المحتملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

وفيما يلي أهم الفرص المتاحة للابتكار الرقمي في المملكة العربية السعودية:

الأمن السيبراني

تحتل المملكة العربية السعودية المركز الثاني في مؤشر الأمن السيبراني العالمي الصادر عن معهد التنمية الإدارية، وهي رائدة في مجال الأمن السيبراني في الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن تصل قيمة السوق، التي بلغت 3.6 مليار دولار أمريكي في عام 2020، إلى 9.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026، ما يوفر فرصًا في مجال أمن التطبيقات وأمن السحابة وبرامج أمن المستهلك وأمن البيانات.

وتضع هذه المكانة المملكة لاعبًا رئيس في معالجة التهديدات الناشئة وتعزيز بيئة رقمية آمنة.

إنترنت الأشياء والمدن الذكية

تهدف المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح الدولة الأكثر اتصالًا في العالم بحلول عام 2030، ما يعزز سوق إنترنت الأشياء الذي من المتوقع أن يصل إلى 2.9 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.

ومع التركيز على إنترنت الأشياء الصناعي والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومراكز البيانات، توافر المملكة فرصًا في الصيانة التنبؤية وتتبع الأصول وإدارة الأسطول وتحسين المستودعات.

وهذا يجاري رؤية المملكة العربية السعودية الأوسع لمستقبل رقمي مبتكر ومترابط للغاية.

قد يهمك أيضًا النهضة التكنولوجية في المملكة العربية السعودية: نظرة ثاقبة

الحوسبة السحابية

ومن المقرر أن تزيد المملكة العربية السعودية إنفاقها السنوي على خدمات الحوسبة السحابية العامة، ويُتوقع أن يصل هذا الإنفاق إلى 2.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026 بمعدل نمو سنوي مركب مثير للإعجاب يبلغ 25%.

ويتجلى هذا الالتزام بتكنولوجيا الحوسبة السحابية على نحو أكبر في إطلاق منطقة اقتصادية خاصة للحوسبة السحابية، ما يسلط الضوء على تفاني الدولة في تعزيز التبني الواسع النطاق لخدمات الحوسبة السحابية.

الذكاء الاصطناعي

وتتوقع المملكة إسهامات كبيرة بقيمة 135 مليار دولار أمريكي في اقتصادها بحلول عام 2030 بفضل التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتكمن الفرص في تصميم تطبيقات الذكاء الاصطناعي للسوق المحلية، ولا سيما في تحويل عمليات التصنيع داخل قطاع النفط والغاز.

5G

أطلقت المملكة العربية السعودية شبكات الجيل الخامس في عام 2019، فتجاوزت نسبة التغطية 53%.

وقد أدت الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية الرقمية إلى سرعات عالية للإنترنت عبر الهاتف المحمول وزيادة معدلات الاشتراك، ما وضع المملكة في صدارة التقدم التكنولوجي.

قد يهمك أيضًا الجافورة تسعف اقتصاد المملكة بعد تردي أسهم أرامكو

التجارة الإلكترونية

وتبلغ قيمة سوق التجارة الإلكترونية في السعودية 5.15 مليار دولار أمريكي، وتمثل 6% من قطاع التجزئة.

وتستهدف رؤية 2030 التحول بنسبة 70% إلى المعاملات غير النقدية بحلول عام 2030، ما يعزز الاستثمارات في المدفوعات الرقمية، ويسلط الضوء على التزام المملكة العربية السعودية بالتحديث الاقتصادي.

إن التقدم التكنولوجي الذي تشهده المملكة العربية السعودية يدفع الأمة نحو مستقبل رقمي، مع التركيز على الابتكار والتنويع الاقتصادي والريادة العالمية في القطاعات التكنولوجية الرئيسة.

ومع استمرار المملكة في الاستثمار في التقنيات والبنية الأساسية المتطورة، فإنها على استعداد للظهور بصفتها منارة للتميز التكنولوجي في الشرق الأوسط وخارجه.

إن الرحلة التحويلية التي حددتها رؤية 2030 ليست مجرد أجندة وطنية بل هي شهادة على التزام المملكة العربية السعودية باستحداث مستقبل ديناميكي مدفوع بالتكنولوجيا.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة