النقرس.. داء الملوك وأسراره التي يجب أن تعرفها

هل شعرت يومًا بألم مفاجئ في مفصل إصبع قدمك الكبير؟ أو ربما في مفصل آخر؟ إذا كنت قد مررت بذلك، فقد تكون قد اختبرت نوبة من النقرس، ذلك المرض الذي يمكن أن يقلب حياتك رأسًا على عقب في لحظات قليلة. النقرس ليس مجرد ألم عابر، بل هو حالة معقدة تؤدي إلى التهاب شديد وألم لا يُحتمل. لكن ماذا عن تسميته بـ "داء الملوك"؟ وهل يعني ذلك أنه يقتصر على الأغنياء والنبلاء فقط؟

في هذا المقال، سوف نأخذك في رحلة لفهم هذا المرض الذي يُصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ونتعرف سويًّا على أسبابه، أعراضه، كيفية الوقاية منه، وكيفية التعامل معه في حال أُصبت به. استعد لاكتشاف أسرار هذا المرض الذي لطالما ارتبط بالرفاهية والثراء، ولكن في الوقت نفسه قد يضرب أي شخص منا بغض النظر عن خلفيته. فهل أنت مستعد لمزيد من المعرفة؟ دعونا نبدأ معًا!

ما النقرس؟

النقرس هو نوع من أنواع التهاب المفاصل الذي يحدث نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل والأنسجة المحيطة بها. يُعد النقرس حالة شائعة يمكن أن تؤدي إلى ألم شديد ومفاجئ في المفاصل، وغالبًا ما يصيب مفصلًا واحدًا في كل مرة، مثل قاعدة الإصبع الكبير في القدم. إضافة إلى مفصل إصبع القدم الكبير، يمكن أن يؤثر النقرس في مفاصل أخرى في الجسم، منها: الكاحل والركبة والمرفق والمعصم والأصابع.

لماذا سُمي النقرس داء الملوك؟

سُمي النقرس مرض "داء الملوك" بسبب ارتباطه تاريخيًّا بالأشخاص ذوي الطبقات الاجتماعية العليا والثراء. في العصور القديمة، كان النقرس يعد مرضًا ناتجًا عن الطعام الفاخر ونمط الحياة الذي كان يرتبط في الغالب بالنبلاء والملوك الذين كانوا قادرين على تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، وكذلك شرب الكحول بكميات كبيرة، خاصة النبيذ.

من أعراض النقرس.. التهاب وتورّم المفاصل

ما أعراض النقرس؟

أعراض النقرس تتفاوت في شدتها، لكنها تظهر غالبًا على نحو مفاجئ وحاد، وتشمل:

نوبات ألم مفاجئة وشديدة

  • تبدأ النوبة عادةً ليلًا أو في الصباح الباكر.
  • الألم غالبًا ما يكون شديدًا لدرجة أن أبسط اللمسات أو الوزن على المفصل يصبح مؤلمًا جدًّا.

احمرار وتورم المفصل

يصبح المفصل المصاب منتفخًا، وأحمر اللون أو أرجوانيًا.

شعور بالحرارة في المفصل

يبدو المفصل دافئًا عند لمسه بسبب الالتهاب.

تيبس المفصل

قد يُواجه المصاب صعوبة في تحريك المفصل المصاب، خاصة بعد زوال الألم الحاد.

ظهور التوفات (Tophi)

في الحالات المزمنة، قد تتكون كتل صلبة تحت الجلد نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك.

تكرار النوبات

إذا لم يتم علاج النقرس، قد تتكرر النوبات على نحو متزايد، وقد تُصيب مفاصل متعددة.

كم تستمر نوبة النقرس؟

تستمر نوبة النقرس عادة بين 3 و10 أيام إذا لم تُعالج. ومع العلاج المناسب، قد تقل مدة النوبة وشدة الأعراض.

تفاصيل مدة النوبة

  • الألم الشديد: يكون في أشد حالاته خلال أول 12 إلى 24 ساعة من بداية النوبة.
  • التخفيف التدريجي للأعراض: يبدأ الألم والتورم في التراجع تدريجيًّا بعد ذلك.
  • عودة المفصل إلى حالته الطبيعية: بعد انتهاء النوبة، قد يستغرق المفصل بعض الوقت ليعود إلى حالته الطبيعية تمامًا.

ما أسباب النقرس؟

حمض اليوريك يُنتَج طبيعيَّا في الجسم نتيجة لتكسير البيورينات الموجودة في  بعض الأطعمة والمشروبات، ولكن الجسم يتخلص منه، فتقوم الكُلى بفلترة حمض اليوريك من الدم وإخراجه مع البول، ويتم أيضًا التخلص من نسبة صغيرة من حمض اليوريك عن طريق البراز.

ما يحدث في حالة النقرس؟

يتراكم حمض اليوريك في الجسم؛ ما يؤدي إلى تكوين بلورات صغيرة وحادة في المفاصل والأنسجة المحيطة. ويرجع ذلك للأسباب التالية:

زيادة إنتاج حمض اليوريك

حمض اليوريك هو ناتج طبيعي لتفكك البيورينات، وهي مركبات توجد في بعض الأطعمة مثل:

  • اللحوم الحمراء.
  • المأكولات البحرية.
  • المشروبات الكحولية (خاصة البيرة).
  • المشروبات السكرية الغنية بالفركتوز.

ضعف قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك

تؤدي الكلى دورًا أساسيًّا في إزالة حمض اليوريك من الدم، فإذا لم تعمل جيدًا، يتراكم الحمض في الجسم.

عوامل وراثية

قد يكون لديك تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس؛ ما يزيد احتمالية إصابتك.

السمنة وزيادة الوزن

الوزن الزائد يؤدي إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك، ويضغط على الكلى للتخلص منه.

استخدام بعض الأدوية

مثل مدرات البول، الأسبرين بجرعات منخفضة، وبعض الأدوية المثبطة للمناعة.

الإصابة بالأمراض

الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم غير المعالج.
  • مرض السكري.
  • أمراض الكُلى المزمنة.
  • متلازمة التمثيل الغذائي.

التعرض للجفاف

قلة شرب الماء تؤدي إلى تركيز أعلى لحمض اليوريك في الدم.

الإفراط في تناول الكحول

الكحول يزيد إنتاج حمض اليوريك، ويقلل قدرة الكلى على التخلص منه.

الوزن الزائد يؤدي إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك

عوامل خطر الإصابة بالنقرس

يمكن أن يصيب النقرس أي شخص، ولكن الرجال يُصابون بالنقرس بمعدل 3-4 مرات أكثر من النساء؛ ويرجع ذلك إلى أن الرجال لديهم مستويات أعلى من حمض اليوريك في الدم مقارنة بالنساء قبل انقطاع الطمث. فهرمون الإستروجين عند النساء يساعد في تحسين قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك؛ ما يحميهن إلى حد ما قبل انقطاع الطمث.

ما الأطعمة التي تسبب النقرس؟

إليك قائمة شاملة بالأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تسبب أو تُسهم في زيادة خطر الإصابة بالنقرس؛ بسبب تأثيرها في مستويات حمض اليوريك في الدم:

الأطعمة الغنية بالبيورينات

  • اللحوم الحمراء: مثل لحم البقر، لحم الضأن، لحم الخنزير.
  • المأكولات البحرية: مثل السردين، التونة، الأنشوجة، المحار، الجمبري، الكابوريا.
  • الدواجن: مثل الدجاج، البط، الديك الرومي.
  • اللحوم المعالجة: مثل النقانق، اللحم المدخن، اللحم المملح.

الخضراوات التي تحتوي على بيورينات (لكن أقل تأثيرًا)

السبانخ والهليون والفطر والبازلاء.

الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون المتحولة

  • الأطعمة المقلية (مثل البطاطس المقلية، الدجاج المقلي).
  • الوجبات السريعة (مثل البرجر، البيتزا).
  • المنتجات المخبوزة التي تحتوي الدهون المتحولة (مثل الكعك، البسكويت، الفطائر).

المشروبات السكرية والمحلاة بالفركتوز

  • المشروبات الغازية (التي تحتوي على السكر المكرر).
  • العصائر الصناعية المحلاة بالسكر أو الفركتوز.
  • المشروبات الرياضية المحلاة.

الكحول

  • البيرة: تحتوي بيورينات يمكن أن تزيد مستويات حمض اليوريك.
  • المشروبات الكحولية الأخرى: مثل النبيذ والمشروبات الروحية (ولكن البيرة تُعد أكثر تأثيرًا على النقرس).

الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح

  • الأطعمة المملحة: مثل رقائق البطاطس، المكسرات المملحة.
  • اللحوم المعالجة: مثل اللحوم المدخنة أو المملحة (مثل اللحم المقدد والنقانق).

الأطعمة الغنية بالفركتوز

  • المعجنات المعلبة.
  • الحلويات والمشروبات الغازية.
  • الفواكه المجففة: مثل التمر والزبيب إذا تناولناها بكميات كبيرة.

المكملات الغذائية التي تحتوي النياسين (فيتامين B3)

بعض المكملات الغنية بالنياسين يمكن أن تزيد مستويات حمض اليوريك في الدم.

كيفية تشخيص النقرس؟

تشخيص النقرس يعتمد على مجموعة من الفحوصات الطبية والتاريخ الطبي للمريض. إليك الخطوات الرئيسة المستخدمة في تشخيص النقرس:

التاريخ الطبي والفحص السريري

  • التاريخ الطبي: الطبيب يستفسر عن الأعراض والتاريخ العائلي للحالة، وكذلك العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بالنقرس، مثل السمنة، ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، أو استخدام الأدوية مثل مدرات البول.
  • الفحص السريري: خلال الفحص، قد يلاحظ الطبيب وجود التهاب واحمرار وألم شديد في المفاصل، خاصة في إصبع القدم الكبير، والذي يُعد من أكثر الأمكنة شيوعًا للإصابة.

اختبارات الدم لقياس مستويات حمض اليوريك

  • مستوى حمض اليوريك في الدم: يجري المختص إجراء اختبار الدم لقياس مستوى حمض اليوريك في الدم. مستويات حمض اليوريك المرتفعة قد تشير إلى النقرس، لكن وجود مستويات عالية لا يعني دائمًا الإصابة بالنقرس. بعض الأشخاص قد يكون لديهم مستويات عالية من حمض اليوريك دون ظهور أعراض.
  • مستويات الكرياتينين: قد يفحص المختص أيضًا مستويات الكرياتينين في الدم لتقييم صحة الكلى، فيمكن أن تؤدي مشكلات الكلى إلى تراكم حمض اليوريك.

اختبار السائل المفصلي

في حالة وجود شك في التشخيص، قد يسحب الطبيب عينة من السائل الموجود داخل المفصل المتأثر باستخدام إبرة طبية. تفحص العينة تحت المجهر للبحث عن بلورات حمض اليوريك التي تكون سمة مميزة للنقرس. هذه الطريقة هي الأكثر دقة في تشخيص النقرس.

الأشعة السينية (X-ray)

تُستخدم لتحديد تلف المفاصل أو وجود ترسبات حمض اليوريك (النقرس المزمن) في المفصل، لكن الأشعة السينية لا يمكنها تشخيص النقرس على نحو مؤكد؛ لأنها لا تظهر إلا بعد مرور وقت طويل من التراكم.

اختبارات أخرى (اختياري)

في بعض الحالات، قد تستخدام اختبارات إضافية مثل:

  • اختبار البول لقياس Uric Acid حمض اليوريك الذي يتم إفرازه.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يمكن أن يُستخدم للكشف عن بلورات حمض اليوريك في المفصل.
  • الرنين المغناطيسي (MRI): في الحالات المعقدة، يمكن أن يوفر تصويرًا أكثر تفصيلًا للمفصل المتأثر.

التشخيص التفريقي

في بعض الأحيان، قد تتشابه أعراض النقرس مع حالات أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، العدوى المفصلية، أو التهاب الأوتار، لذا يستبعد الطبيب عادة هذه الحالات.

تتشابه أعراض النقرس مع التهاب المفاصل الروماتويدي

كيف يتم علاج النقرس؟

يهدف علاج النقرس إلى تقليل الألم والسيطرة على النوبات، إضافة إلى تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم لمنع تكرار النوبات، فما أفضل الأساليب لعلاجه؟

الأدوية لتخفيف الأعراض والسيطرة على النوبات

  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين، تستخدم لتقليل الألم والتورم في المفاصل خلال نوبة النقرس.
  • الكولشيسين: دواء مضاد للالتهاب يستخدم لتخفيف الألم والالتهاب أثناء النوبة، ولكنه قد يسبب آثارًا جانبية مثل الإسهال.
  • الكورتيكوستيرويدات: مثل البريدنيزون، قد يصفها الطبيب إذا كانت الأدوية الأخرى غير فعالة أو غير مناسبة. يمكن تناولها عن طريق الفم أو حقنها مباشرة في المفصل المصاب.

الأدوية لتقليل مستويات حمض اليوريك

  • الأدوية الخافضة لحمض اليوريك: مثل ألوبيورينول أو فبوكسوستات التي تعمل على تقليل إنتاج حمض اليوريك في الجسم.
  • الأدوية التي تساعد في التخلص من حمض اليوريك: مثل بروبنسيد التي تعمل على زيادة قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك.

تعديل نمط الحياة

  • تقليل الأطعمة الغنية بالبيورينات: مثل اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، الكحول، والمشروبات الغازية المحلاة.
  • الترطيب الجيد: شرب كميات كبيرة من الماء (8-12 كوبًا يوميًا) يساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم، ويعزز التخلص منه عن طريق البول.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد في تقليل خطر نوبات النقرس. يُنصح بتجنب ممارسة الرياضات التي قد تؤدي إلى إصابات في المفاصل.
  • الحفاظ على وزن صحي: السمنة تزيد خطر الإصابة بالنقرس؛ لذا يساعد الحفاظ على وزن مناسب في تقليل النوبات.

العلاج الدوائي المستمر للوقاية

  • في حالات النقرس المزمن أو عند تكرار النوبات، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية الخافضة لحمض اليوريك يوميًّا (مثل الألوبيورينول) للوقاية من النوبات المستقبلية.

العلاج الطبيعي والداعم

  • استخدام الكمادات الباردة: لتخفيف الألم والتورم في المفصل المتأثر.
  • تجنب الضغط على المفصل المصاب: يحتاج المفصل المتأثر إلى الراحة خلال نوبة النقرس.
  • العلاج الطبيعي: قد يساعد في تحسين الحركة وتقوية المفصل المتأثر في الحالات المزمنة.

المتابعة الطبية

  • من الضروري متابعة مستويات حمض اليوريك على نحو دوري بواسطة فحوصات الدم.
  • التقييم الدوري مع الطبيب يمكن أن يساعد في تعديل العلاج وفقًا للحالة.

التوجهات الحديثة في العلاج

  • في بعض الحالات، قد يُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة تراكم البلورات في المفاصل، وهذا يساعد في مراقبة تطور المرض.

هل يمكن علاج النقرس؟

النقرس لا يمكن علاجه نهائيًّا، ولكن يمكن إدارته بفاعلية للحد من النوبات ومنع تكرارها، وكذلك تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة للمريض. يركز العلاج على التحكم في مستويات حمض اليوريك في الدم ومنع تراكمه في المفاصل، إضافة إلى تخفيف الألم والتورم في أثناء النوبات.

كيف يمكنني التعامل مع نوبة النقرس؟

التعامل مع نوبة النقرس يتطلب تدابير سريعة لتخفيف الألم والتورم، وكذلك اتخاذ خطوات للحد من تكرار النوبات المستقبلية. إليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها أثناء نوبة النقرس:

  1. استخدام الأدوية لتخفيف الأعراض التي ذكرناها مسبقًا.
  2. تطبيق الكمادات الباردة: الكمادات الباردة على المفصل المصاب يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والتورم. يمكن وضع كمادة ثلجية ملفوفة في قماش على المنطقة المتأثرة مدة 20-30 دقيقة عدة مرات يوميًا، لكن تجنب تطبيق الثلج مباشرة على الجلد لتفادي حدوث تجمد الجلد.
  3. الراحة وتجنب الضغط على المفصل المتأثر
    • الراحة مهمة خلال نوبة النقرس. حاول تجنب التحميل الزائد على المفصل المتأثر، ورفع القدم المصابة إذا كان ذلك ممكنًا.
    • تجنب ارتداء الأحذية الضيقة أو التي تزيد الضغط على إصبع القدم المصاب (مثل الأحذية ذات الكعب العالي).
  4. شرب كميات كبيرة من الماء: الترطيب الجيد يساعد في التخلص من حمض اليوريك عبر البول؛ ما يقلل تراكمه في المفاصل. حاول شرب 8-12 كوبًا من الماء يوميًا خلال النوبة.
  5. تجنب الأطعمة والمشروبات المسببة للنقرس: في أثناء نوبة النقرس، يجب تجنب الأطعمة الغنية بالبيورينات التي ذكرناها مسبقًا.
  6. تعديل وضعية المفصل المصاب: رفع المفصل المتأثر يمكن أن يساعد في تقليل التورم. حاول رفع القدم المصابة عند الجلوس أو النوم باستخدام وسادة.
  7. تجنب التمارين الشاقة: تجنب ممارسة الأنشطة البدنية الثقيلة أو التمارين الرياضية التي قد تضع ضغطًا إضافيًا على المفصل المتأثر. يُفضل الراحة التامة خلال النوبة.
  8. مراجعة الطبيب: إذا كانت النوبة شديدة أو إذا لم تتحسن الأعراض بعد استخدام الأدوية المنزلية، يُفضل مراجعة الطبيب بسرعة. في بعض الحالات، قد يكون العلاج الطبي ضروريًّا لتقليل الالتهاب بفاعلية.

مضاعفات النقرس 

النقرس إذا لم يمكن علاجه أو إدارته على نحو مناسب يمكن أن يؤدي إلى عدة مضاعفات صحية شديد الخطر. إليك بعض المضاعفات المحتملة للنقرس:

التلف الدائم للمفاصل

مع مرور الوقت، إذا تكررت نوبات النقرس ولم تُعالج، قد يحدث تلف دائم في المفصل. تتراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل وتسبب تدميرًا للأنسجة؛ ما يؤدي إلى تآكل الغضاريف وضعف حركة المفصل.

حصوات الكلى

بلورات حمض اليوريك قد تتراكم في الكلى؛ ما يؤدي إلى تكوين حصوات كلوية. يمكن أن تسبب هذه الحصوات الألم الشديد، الغثيان، صعوبة التبول، أو حتى الإصابة بعدوى في المسالك البولية.

أمراض القلب والأوعية الدموية

الأشخاص المصابون بالنقرس لديهم خطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. قد يؤدي ارتفاع مستويات حمض اليوريك إلى زيادة الالتهاب في الأوعية الدموية؛ ما يسهم في تطور أمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين.

النقرس المزمن

في بعض الحالات، قد يصاب الأشخاص بالنقرس المزمن، حيث يتكرر حدوث النوبات أو يستمر الألم مدة طويلة. يمكن أن يؤدي هذا إلى تكوين عقيدات أو تواؤم بلورات حمض اليوريك تحت الجلد (وتسمى هذه العقيدات "توفرات النقرس") التي قد تكون مؤلمة وتؤثر في المظهر الجمالي للجلد.

الالتهابات المفصلية

في حالة تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل مدة طويلة، يمكن أن يُصاب المفصل بالتهاب حاد؛ ما يزيد الألم والتورم، ويزيد خطر حدوث التهابات مفصلية.

ارتفاع ضغط الدم

توجد علاقة بين النقرس وارتفاع ضغط الدم. فالأشخاص الذين يعانون النقرس قد يكونون عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم؛ ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم (فرط حمض اليوريك الدم)

عندما لا يعالج النقرس جيدًا، قد يؤدي ذلك إلى استمرار ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم؛ وهذا يزيد خطر الإصابة بالنقرس المتكرر وزيادة النوبات.

تدهور الوظيفة الكلوية

استمرار ارتفاع مستويات حمض اليوريك قد يؤدي إلى الإصابة بمرض كلوي مزمن. عند تراكم الحمض في الكلى، يمكن أن يتسبب في تدهور القدرة على تصفية السموم من الدم.

يؤثر النقرس في مفصل إصبع القدم الكبير

هل يمكنني منع النقرس؟

نعم، يمكنك الوقاية من النقرس أو تقليل فرص الإصابة به. فالوقاية تركز أساسًا على تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم ومنع تراكمه في المفاصل. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في الوقاية من النقرس:

  1. مراقبة مستويات حمض اليوريك
    • خاصة إذا كان لديك تاريخ عائلي للنقرس أو عوامل خطر أخرى، مثل السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.
    • إذا كنت تعاني مستويات عالية من حمض اليوريك، ولكنك لم تظهر لديك أعراض النقرس بعد، يمكن للطبيب أن يصف لك أدوية خافضة لحمض اليوريك لتجنب النوبات المستقبلية.
  2. تعديل النظام الغذائي
    • تجنب الأطعمة والمشروبات الغنية بالبيورينات التي ذكرناها مسبقًا.
    • تناول الأطعمة الصحية: مثل الفواكه (خصوصًا الكرز)، الخضراوات، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم التي تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك.
    • زيادة استهلاك الماء: شرب كميات كبيرة من الماء (8-12 كوبًا يوميًا).
  3. الحفاظ على وزن مناسب سيساعدك في تقليل خطر الإصابة بالنقرس.
  4. ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تحسين صحة المفاصل.
  5. التحكم في الأمراض الأخرى: إذا كنت مصابًا بمرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو مرض الكلى، من الضروري مراقبة هذه الحالات وعلاجها بفاعلية.
  6. تناول الأدوية الوقائية في حالة كانت لديك نوبات سابقة من النقرس أو مستويات حمض اليوريك المرتفعة باستمرار.
  7. الابتعاد عن الضغط على المفاصل المتأثرة: الراحة في حالة إصابة أحد المفاصل يمكن أن تساعد في تجنب تفاقم الحالة.
  8. التقليل من تناول المكملات الغذائية التي تحتوي النياسين: النياسين (فيتامين B3).
  9. إذا كنت عرضة للنقرس أو كان لديك عوامل خطر، يُفضل أن تراجع الطبيب بانتظام لإجراء فحوص ومتابعة مستويات حمض اليوريك.

في الختام، يُعد النقرس أكثر من مجرد ألم عابر؛ إنه دعوة لنا جميعًا للاهتمام بصحتنا واتباع أسلوب حياة متوازن. على الرغم من أن هذا المرض قد يرتبط بالأطعمة الفاخرة وأنماط الحياة المترفة، فإنه يمكن أن يصيب أي شخص بغض النظر عن عمره أو وضعه الاجتماعي.

عن طريق فهم أسباب النقرس وكيفية الوقاية منه، يمكنك تقليل خطر الإصابة به والتمتع بحياة خالية من الألم. إذا كنت قد عرفت الآن أكثر عن هذا المرض وسبل التعامل معه، فلتكن الخطوة التالية هي اتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على صحتك.

تذكر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، وأنت قادر على الوقوف أمام هذا العدو الخفي باتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، ومراجعة الطبيب بانتظام. في النهاية، صحتك أغلى ما تملك، ولا شيء يستحق الاهتمام أكثر من الاعتناء بها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة