أتساءل: هل الإنتاج وحده قادر على خلق حركة فكرية؟ هل يكفي الإنتاج وحده لإحداث نهضة أدبية؟ ومَن يؤمن بهذا الاعتقاد هو أقرب إلى المجنون منه إلى العقل، يريد أن يمشي بساق واحدة حتى لا تضعف أو تتعثر.
اقرأ أيضاً مميزات القصة القصيرة جدًا
أهمية الإنتاج الفكري
الإنتاج وحده ليس كل شيء.
أوراق الشجرة تتفرع أغصانها فتؤتي ثمارها.. لكنها لا تخلو من الطفيليات وفاكهة فاسدة وحاقدة.. ما يشوه مظهرها.
المشذب هو الذي يصحح تشويهه، ويقوي انحناءه، ويجمع ساعديه ، فيجعلهما علامة روعة وبهاء، كلها جمال، وكلها نظام، وكلها ثمار صالحة للطعام النافع وغني.
وبالمثل، فإن أي حركة فكرية، وأي نهضة أدبية، تنسب إلى عاملين، هما الإنتاج والنقد.
الإنتاج هو ما هو وما هو.
اقرأ أيضاً كيفية كتابة بيان صحفي 2022 |جذاب ومثير لزيادة الأداء وتأثير الأعمال
وظيفة الناقد
الناقد هو الخياط الذي يشذب ويهذ ويقوي ويوجه.
الأول يخرج من العدم... الشر، الخير، الهزيل والدهون، والثاني يقوي ويطهر... يقلب اللبلاب الذي يمتص الرحيق ... ويدنس الجمال كاملًا وجوهريًّا.
هذا هو المبدأ الصحيح والعادل لكل حركة ولكل ولادة جديدة.
دون نقد، لم تكن هذه الحركات الرائعة التي توجت الإنسانية لتجد قلائد من الأفكار النقية والنبيلة، وهذه العقائد الأدبية العظيمة للكلاسيكية والرومانسية، لولا النقد لما حدث هذا الإحياء الأدبي الحديث في مصر وسوريا ولبنان، ولم يكن ليحدث في الشعر الجاهلي وتحت راية القرآن وحديث الأربعاء..
لأن النقد هو محك الأفكار.
الشاحذ للعزائم..
الدافع لاقتراح كل ما هو جميل وأصيل ونقي..
اقرأ أيضاً لغة الفلسفة.. الصعوبات التي تواجه الفيلسوف و قضايا الفلسفة الرئيسية
أسباب الركود الأدبي ومواجهته
في رأيي، هذا الركود الأدبي الذي نبكي ونأسف على وجوده، لكن البكاء والنحيب -للأسف- لا فائدة منه.
سمحنا لكتابنا بالكتابة كما يحلو لهم، وكما يريدون، اختلط الحابل بالنابل، وكانت حركتنا بساق واحدة فقط...
إنها الحانة بالطبع.
إنها عثرة بالطبع، إنه بالأحرى موقف قاتل بطريقة جيدة.
ألا نحتاج إلى القليل من النقد؟
لكن كيف يجب أن يكون هذا النقد؟
بالطبع ، النقد هو الذي يبني لا يدمر، إنه النقد الذي يفحص ويفحص وينقي ويوجه إلى الصراط المستقيم القديم.
هذه المنتجات المتنوعة التي تقرأها صحفنا اليومية والأسبوعية والشهرية، والتي نسمعها في محطات الإذاعة والمسارح، التوازن لوزنهم.
ولا أعتقد أن كتَّابنا يكرهون هذا المقياس، أو يخشون ذلك المنخل، إما الحثالة التي يسعد بها صاحبها والأدب الذي يشتغل بها صاحبها، وإما العبث الذي يسعد صاحبها أيضًا... لأنه عمل، ولأنه شعر، ولأنه فوق هذا. وذاك، سوف يأخذ درسًا في هذه المراجعة. يمكن أن يكون هذا الدرس حافزًا لزيادة المعرفة والظهور مرة أخرى بشيء جميل.
من المستحيل العثور على إحياء قائم على الإنتاج دون نقد.
والرِّجل الواحدة لا تحمل صاحبها..
واليد الواحدة لا تصفق..
..
المرجع: الغساسي، التهامي، (1958م)، النقد فن نحتاج إليه، مجلة رسالة الأديب، ع5، ص275 إعادة صياغة.
أكتوبر 12, 2022, 8:49 م
اسلوب مميز و به الكثير من التحفيز
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.