النظرة الغاضبة.. هل تكفي لعقاب الأطفال على تصرفاتهم الخاطئة؟

يشتكي كثير من الآباء والأمهات من المشكلات التي يسببها أبناؤهم، على الرغم من استخدام كل أساليب العقاب المختلفة، فإنها لم تُجدِ نفعًا معهم.

فما أساليب العقاب التي يمكن اللجوء إليها في معاقبة الأبناء عندما يخطئون؟

قد يهمك أيضًا فن عقاب الأطفال الإيجابي وأمثلة على المبالغة في العقاب

كيف يرتكب الأطفال الأخطاء؟

بداية، يجب أن يدرك الآباء والأمهات أن أخطاء الأطفال هي جزء من بشريتهم، وأنه لا يوجد شخص على هذا الكوكب لا يخطئ، وإلا كان ملاكًا من الملائكة.

غير أن أخطاء الأطفال تكون أكثر نظرًا لأنهم ما زالوا صغارًا يحاولون اكتشاف البيئة والعالم من حولهم، ومن الأخطاء يتعلم الأطفال ويكتسبون تجارب وخبرات.

يصر قطاع واسع من الآباء والأمهات حتى اليوم مع ظهور التربية الحديثة وما تدعو إليه من اعتماد لغة الحوار والنقاش مع الأبناء، على أن الضرب هو الوسيلة الأفضل لردع الطفل عن التصرفات الخاطئة التي يرتكبها.

ما يجب على الوالدين فهمه، أن كثيرًا من "الأخطاء" التي يرتكبها الطفل، تكون عن غير قصد، ودون وعي منه بأنها خطأ؛ لذلك عندما يلجأ الوالدان إلى الضرب، يصاب الطفل بالدهشة والاستغراب، لأنه لا يعرف لمَ يُضرب أصلًا.

هنا تراود الطفل كثير من الأشياء والأفكار، ويقول لنفسه: ماذا فعلت لكي يضربونني بهذا الشكل؟! مؤكد أنهم يكرهونني حتى يضربونني بهذا الأسلوب، مؤكد أن مولودًا جديدًا قد يحل، لذا أصبحت شخصًا غير مرغوب به داخل البيت، وغيرها من الأفكار السلبية التي تراود الطفل في محاولة منه لتفسير أسباب الضرب.

قد يهمك أيضًا أساليب وطرق تربوية مختلفة للعقاب المدرسي

لكن السؤال: هل الضرب هو الحل؟

سوف تصاب بالصدمة، عندما تسمع الجواب من لسان الوالدين الذين يلجأون إلى هذه الطريقة في التربية، بأن الضرب أدى إلى مزيد من العناد والسلوكيات غير المرغوبة.

لذلك يمكن القول بالفم المليان إن الضرب ليس الوسيلة الأفضل على الإطلاق في العقاب، ويجب التوقف عنها فورًا.

وهذا لا يعني أنه لا يجب عقاب الطفل إن أخطأ، فالعقاب والثواب مكملان لبعضهما في التربية، ولا يمكن التربية بأحدهما دون الآخر، لكن توجد وسائل أخرى للعقاب أكثر فاعلية من الضرب، نتناول إحداها في هذه المقالة.

قد يهمك أيضًا تعرف على أفضل طريقة لتأديب الطفل

النظرة الغاضبة

يختلف الأبناء فيما بينهم، فقد تؤثر في أحدهم نظرة غاضبة، وقد لا يجدي الضرب نفعًا مع البعض الآخر، وكما يقول المصريون باللغة الدارجة "يلحس الضرب"، انطلاقًا من المبدأ التربوي القائل "كثرة المساس تميت الإحساس".

النظرة الغاضبة بمنزلة رسالة اعتراض ورفض للسلوك الذي قام به الطفل، وأحيانًا يكون وقعها على الطفل أشد من الكلمات، وتشعره بالخجل وبالذنب بسبب الفعل الذي ارتكبه، ويدرك أنه بذلك أغضب والده أو والدته، فيتوقف عن ممارسة هذا الفعل على الفور.

لذلك يمكن القول إن النظرة الغاضبة من شأنها أن تؤتي ثمارها مع نوعية الأطفال الأذكياء مرهفي الحس، الذين تؤثر بهم النظرة قبل الكلمة، خاصة عندما يعبر لهم الوالدان عن حبهما لهم بالنظرات والابتسامات، وعندما يحدث تغيير، يدركون أن ثمة شيء ما أزعجهما.

تزداد أهمية النظرة الغاضبة مع الأطفال الذين تربطهم علاقة قوية بوالديهم، بحيث لا يطيق الطفل أن يغضب والديه أو يحزنهما، فتكون النظرة الغاضبة بمنزلة جرس إنذار له من غضب والديه عليه لسلوك ما أزعجهما.

إن النظرة الغاضبة أحيانًا تستخدم لضبط سلوك الآخرين دون حاجة إلى استخدام كلمات قاسية أو جارحة.

غير أن الإفراط في استخدام هذه الطريقة لتوجيه الأبناء قد يؤدي إلى تقويض العلاقات بين الوالدين من جهة، والأبناء من جهة أخرى، حيث يشعر الطفل بالنقد المستمر والإهانة.

يمكن للمعلم استخدام النظرة الغاضبة داخل الفصل الدراسي؛ لتحفيز السلوكيات الجيدة أو لمعاقبة شخص آخر على تصرف غير لائق، دون حاجة إلى توجيه كلمات قاسية أو إجراءات رسمية.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم أسفل هذه المقالة، حول مدى جدوى النظرة الغاضبة مع الأبناء بوصفها وسيلة لزجرهم عن التصرفات والسلوكيات غير اللائقة.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة