إن هذا الديوان تميّز باقتباس صاحبه من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، كما هو مذهب ابن الرومي في كثير من أشعاره وغيره من الشعراء الأكفّاء، ولكن في ديوان صفيِّ الدين الحلي بوقة من السرقات الشعرية، وقد أخذ من الشعراء مثل ابن الرومي.
اقرأ أيضاً ميسرة الدندراوي بين التأليف والترجمة.. معلومات لا تفوتك
النظر في ديوان صفي الدين الحلي
ولكن هذه السرقات لم يخلُ أبو تمام منها، إذ أشار إليها الآمدي وقال في كتابه: (الموازنة) ص58: "وأخذ من كل قصيدة شيئًا حتى انتهى إلى إبراهيم بن هرمة، وهو اختيار مشهور معروف باختيار شعراء الفحول، ومنها اختيار تلقط فيه أشياء من الشعراء المقلين ولا الشعراء المغمورين غير المشهورين".
وسرقات صفيِّ الدين الحلي تبدو في مطلع قصائده أحيانًا أو في وسطها، ولكن البارودي أشبهه في بعض الآراء والبناء الشعري الجيد، وأخذ صفيِّ الدين أيضًا من المتنبي بعض الأفكار وبعض الأشعار دون تغيير، وأخذ من امرئ القيس بعض الأبيات وأحدث فيها التغيير.
إن من يقرأ ديوان الإمام الشافعي وديوان الإمام علي -رضي الله عنه- يجد أن التشابه المعنوي واللفظي أو نقول أخذ البيت الشعري مع إحداث التغيير من قبل الإمام كثير، حيث لم تختلف الأفكار والألفاظ والعاطفة، وهذا بيّن أن الإمام الشافعي أُعجب بأشعار الإمام علي، لأن البعد الأبعد بين زمنيهما.
اقرأ أيضاً ملخص رواية "صاحب القلب الكسير" لـ ديستويفسكي
مذهب الشيخ إبراهيم اليازجي جنبلاط
كثير ممن تناول وترجم للشيخ إبراهيم اليازجي قال في أشعاره إنه جمع الحكمة في أي غرض من أغراض الشعر، وكان شاعرًا موهوبًا مفوّهًا، وكان ميالًا إلى رثاء من يعرف ومن لا يعرف، ولم يتناول هجاءً ولم يهجه أحد من الشعراء، وكل هذا دال على صدق عواطفه الشعرية وبراءته من نيل من أحد، قال في شعره معارضًا شعر الحريري المشهور:
................................. ** ...... فقلت الفضل للمتقدّم
قد نال ما أعيا الذين تقدّموا ** فلذاك قلنا: الفضل للمتأخّر
وهو القائل:
فضول المال ذاهبة جزافًا ** وماء الكأس ................
قال في مقاماته: (مجمع البحرين):
يا من يرد عليّ ما فقـــــــــــدتْ يدي ** هيهات ليس يرد أمس إلى الغد!
الموت أطيب من حياة مـــــــــــــرة ** تقضي لياليها كقضم الجلـــــــمد!
قال أيضًا:
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب ** .................................
اقرأ أيضاً مفهوم الشعر العربي الجديد في المجتمع النيجيري ج1
النظر في أبيات الشيخ آدم الإلوري
منها قوله الذي فيه منع صرف السودان:
إلى أن أجزنا أرض سودانَ كلها ** وسرنا إلى الشلال نطوي الفيافيا
والسودان معرفة بـ(ال) غالبًا لدى عامة الناس، ولكن الضرورة الشعرية منعتها من الصرف والتعريف بـ(ال)، ويوجد بعض الشعراء من يجعل (مكة) محلاة بـ(ال)،
وقد فعل ذلك مثل الشيخ إبراهيم إنياس الكولخي في بيت شعره، وقد نكّر (السودان):
وقد ساد سودانٌ بحب نبيّنا ** وقد ذلّ بيضٌ في سرائرهم بغض
ومنها قوله في (فردوس) وقد منعه من (ال) مثل ما فعل في (سودان) في قوله:
ركبنا قطارًا مثل فردوس في الهنا ** وراحتنا قل من لغوس وزاريا
وقد فعل مثل هذا صاحب ديوان خادم الوطن، الأستاذ عبدالوهاب منصور، في قوله:
دفعتي فيها أناس مثل محــ ** مود عقّاد العباس الأجنبي
حيث منع (محمودًا) من الصرف.
كل ما أشرت إليه هنا أجازه العروضيون.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.