الناس كالماء.. نصيحة لتغير الأخلاق السيئة

مقولة يورباوية شهيرة، فيها من العبر عبرة كبيرة، وفيها أبعاد غير يسيرة، ولها مفاهيم غير عسيرة. نعم الناس ماء، ليس إلى الماء انتماء.

ولكن من ناحية الجريان، ومن زاوية الإتيان، يتلاطمون، ويتزاحمون، ويتداهمون، ويتجاهمون. يلتقون ويتفرقون، ينتمون ويترقرقون، ويبتعدون ويتحلقون. كأن لهم مجامع، وكأن لهم مطامع، يضرب بينهم الزمن، ويبعِّدهم الفرح والشجنُ. وعندما تجمعهم المجاري تزحلقوا، وعندما ترميهم التِلاعُ ترقرقوا.

اقرأ ايضاً محمد حافظ رجب: الأديب الصارخ الذي صمت طويلاً ومات أخيراً

الناس ماء مقولة شهيرة

الناس ماء في الحقيقة لا في المجاز، فمن نظر في أحوالهم من ناحية الالتقاء والانحياز، والماء ينبع من المنابع، ويجري وتجمعه المجامع. 

الناس ماء لمن له نظر بعيد، ولمن له دقة في التتبع وله عقل سديد.

الناس ماء لمن رأى تصرفات، وإن لكل الناس في هذه الدنيا تكلفات وتخلفات. 

النظر في صفاء الماء في هذه المقولة ما له عبرة، والقول في نوع الماء خبرة.

كيف يكون الناس ماءً؟

ما وجه الشبه بينهم وبين الماء، فلماذا لم يكونوا دماءً؟

ماذا لو كانوا بحرًا؟

ماذا لو كانوا سحرًا؟

اقرأ ايضاً الصديقان العظيمان الأديبان: جار النبي والمنسي قنديل

اليورباويون وعلاقتهم بجملة الناس ماء

عندما يلتقي اليورباويون بعد انقطاع، وحصل لهم سبيل انتفاع، قالوا: الناس ماء، فمهما اختلفت المجاري، فإن التلاقي يكون للسيل الجاري.

ولكن عندما تكون لأحدهم يد بلاء، فلا يمحوها ضوء جلاء، وهذه المقولة تقال كثيرًا عند أمر يُئِس من اجتماعه، أو قُنِط من حصول انتفاعه. 

هذه النصيحة لتحسين الأخلاق، وهذا الإرشاد للبعد عن الإرهاق، وهذا التوجيه لمن لم يتوقع حدوث أمر، وهذا التبصير لمن لقاء بعض البشر. 

اقرأ ايضاً قراءة في أدب نجيب محفوظ

أديب الزمان 

قال أديب الزمان: وقد يشبه الناس ماءً جاريًا، ولم يشبهوا سيلًا ساريًا، ولكن مهما يكن من أمر، فإن الناس كانوا خبرًا روايًا.

فمن أراد أن يحدث له خبر يتحدثه الناس دهرًا، فعليه أن يكون صافيًا لا عكرًا، وعليه أن يكون في السيل الذي لا يبلغ الزبى، ولا يتجاوز الرُبى، فمن لم يكن ماء صافيًا، وصار عكرًا، حارب المكان العالي، وطاول السماء وهو يغالي، وأفسد الأساس ولا يبالي، وهدَّ البناء ولا يوالي.

فمن كان ماءً صافيًا صالحًا، لم يكن عكرًا طينًا طالحًا، فكونوا أيها الناس ماءً صالحًا للاستفادة منه، وليس آسنًا يُبتَعَد عنه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة