تظهر في العالم الافتراضي عبر شبكة الإنترنت كل يوم اتجاهات جديدة لدى مختلف الشعوب، كقنوات للتجميل والأشغال اليدوية والأزياء وغيرها كثير، بما في ذلك تناول الطعام بشراهة على الهواء مباشرة.
ظهرت في الأعوام الأخيرة ظاهرة غريبة عبر الإنترنت، وبدأت في كوريا الجنوبية عام 2010، وهي ظاهرة (الموكبانج)، وهي تناول كميات هائلة من الطعام أمام كاميرا بث مباشر، لعلكم سمعتم أو شاهدتم فيديو (الموكبانج)، وتساءلتم ماذا تعني هذه الكلمة أو ما أصلها؟
اقرأ أيضًا: تغيير العادات الغذائية للوصول إلى جسم صحي
أصل كلمة موكبانج
تتكون عبارة (الموكبانج) في اللغة الكورية من قسمين الأول (موك-جا) يعني تناول الطعام والثاني (بانغ-سونغ) يعني (بث)، وعندما تدمج الكلمتان تصبحان (الموكبانج) بمعنى (بث تناول الطعام).
وهذه الظاهرة لاقت نجاحًا ملحوظًا إلى درجة أنها أصبحت مصدر دخل كثير من الأشخاص، وتعتمد فيديوهات (الموكبانج) الكورية على التمويل الذي يحصلون عليه من تبرعات المشاهدين، ويحصل مقدمو (الموكبانج) الكوريون على معظم أموالهم في البث المباشر، أو من الهدايا التي يتلقونها، أو من تبرعات الأموال، فمعظم هؤلاء المقدمين الكوريين يكونون وسيمين وجذابين ورشيقين، وهذا يزيد من إقبال الجماهير على مشاهدتهم.
في كوريا الجنوبية وعدد من الدول الآسيوية يعد تناول الطعام نشاطًا مجتمعيًا، ومع ذلك بسبب تزايد عدد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم وأصبحوا يشعرون بالوحدة اتجهوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فيتطلع كثير منهم إلى علاج وحدتهم بهذه الفيديوهات.
وبعض آخر يستمتع بالتجربة الحسية لظاهرة (الموكبانج)، لكن النسخة الأمريكية مختلفة قليلًا، يميل الأمريكيون إلى التسجيل المسبق للفيديو الخاص بهم وإجراء محادثة من جانب واحد طوال الوقت.
وفي حال كنت لا تحب سماع صوت الناس وهم يأكلون، فربما لا يكون (الموكبانج) مناسبًا لك، فإحدى خصائص (الموكبانج) الضوضاء، فالمقدمون يصدرون أصواتًا مبالغًا فيها لإعطاء صوت للأكل والشرب والقضم والمضغ، في حين يكون هذا مزعجًا للبعض؛ لذا يوجد نوع آخر من فيديوهات (إيسمار) التي تعني الاستجابة الحسية الذاتية، وهي وسيلة للقول إنك تستمتع بالاسترخاء نتيجة أصوات كل شيء بداية من صوت الأكل إلى صوت تمشيط الشعر.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك تحويل عاداتك السيئة إلى عادات إيجابية في 30 يومًا؟
لماذا تحذّر الحكومة الكورية منها؟
مؤخرًا أصبحت هذه الظاهرة مصدر قلق للحكومة الكورية، فقد أصدرت تحذيرًا صحيًا ضد عروض (الموكبانج)، وسبب قلقهم هو اضطرابات الطعام الناجمة عن الإفراط الشديد في تناول الطعام، أو الحرمان الشديد منه حين مشاهدة الآخرين يأكلون، وقد وضعت الحكومة إرشادات لعروض (الموكبانج).
يبدو أن مشاهدة (الموكبانج) لها عواقب مفيدة، فعلى سبيل المثال تقلل الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية، وبناء مجتمع اجتماعي افتراضي، ولها عواقب أيضًا غير مفيدة كتغيير تفضيلات الطعام وعادات الأكل وآداب المائدة وتعزيز تناول الطعام المضطرب.
وقبل أن تفكروا ببدء قناة عبر يوتيوب لعمل تحديات (الموكبانج) عليكم أن تنتبهوا جيدًا؛ لأن هذه التحديات تخضع إلى بعض الشروط والقوانين؛ فمقدمو (الموكبانج) يذهبون إلى الأطباء لإرشادهم في كيفية تناول الطعام بكثرة دون التسبب بأضرار لأجسامهم.
وفي النهاية مع أن عروض الأكل الاجتماعية هذه تجمع الناس من مختلف البلدان والجنسيات والمنازل، فإن عليك أن تتذكر دائمًا نحن لا نعيش لنأكل، بل لنعرف إحساس تناول الطعام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.