المنافقون.. عندما يتحول الكذب إلى فن راقٍ ومهنة مربحة!

هل سبق لك أن قابلت شخصًا يستطيع أن يجعلك تشك في نفسك وأنت متيقِّن من الحقيقة؟ شخصًا يتلون أسرع من الحرباء، ويغير مبادئه حسب الموقِف وحالة السوق؟ حسنًا، لا تبحث بعيدًا، لقد التقيت بواحد من المنافقين العظماء، هؤلاء الأبطال الخارقين الذين لو كان للنفاق أولمبياد، لحصلوا على الذهبية ثم أنكروا مشاركتهم فيها!

المنافق ليس شخصًا عاديًّا، بل هو ظاهرة طبيعية، إعصار متحرك، آلة كذب متطورة، يستطيع أن يكون في كل مكان في الوقت نفسه، مع الجميع وضد الجميع، وكل هذا بابتسامة واثقة تجعلك تتساءل: "يا تُرى، هل هو مقتنع بنفسه؟".

النفاق: مهنة تحتاج إلى موهبة!

المنافق ليس مبتدئًا، إنه محترف، خبير، حاصل على دكتوراه في فن التلون والانقلاب السريع، بل يمكنه إعطاء دورات تدريبية في هذا المجال. يقول لك: "أنا لا أطيق الظلم!"، لكنه لو رأى شخصًا يُظلم أمامه، فجأة يتذكر أنه مستعجل ولديه موعد مهم مع النوم. يدّعي أنه "إنسان عملي" ويكره الكسل، لكن هاتفه يحفظ باسمه في قائمة الواي فاي الخاصة بالمقهى، لكثرة جلوسه هناك بلا عمل.

يصرخ في وجهك: "أنا شخص صريح ولا أجامل أحدًا!"، وبعد 5 دقائق تجده يكتب تعليقًا تحت صورة شخص غني: "ما شاء الله، وسيم وأنيق وذكي، وقلبه أبيض مثل الثلج!".. هذا الكائن العجيب يستطيع أن يقول لك "أنا معك للأبد"، ثم يختفي مثل إشارة الواي فاي عندما تحتاج إليه.

المنافق ليس مبتدئًا إنه محترف خبير حاصل على دكتوراه في فن التلون والانقلاب السري

كيف تعرف أنك أمام منافق محترف؟

الأمر سهل جدًّا، توجد علامات واضحة تجعل من السهل اكتشاف هذا النوع من البشر، إليك بعضها:

1. تاريخه حافل بالانقلابات

اليوم يحب شخصًا، غدًا يشتمه، وبعد غد يقول: "أنا لم أقل شيئًا، أنتم أسأتم فهمي!". يهاجم فكرة معينة، ثم عندما تصبح شائعة، يصبح أول من يدافع عنها بحماس ويقول: "كنت دائمًا من الداعمين لهذه القضية!". 

2. متخصص في قلب الطاولة

إذا واجهته بحقيقته، فجأة تتحول أنت إلى الشرير، والمنافق يصبح الضحية المظلومة التي لم يفهمها أحد! ويستخدم أسلوب "الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع"، فيبدأ بالصراخ وكأنك من سرق ماله، على الرغْم من أن الحقيقة هي أنك فقط اكتشفت كذبه.

3. يعاني من ذاكرة قصيرة جدًا

يخبرك أنه يكره الكذب، وبعد 5 دقائق يقول لك كذبة جديدة بوجه مبتسم! وينكر شيئًا قاله أمامك قبل يومين، وكأنك أنت من اخترع الكلام.

4. يكره النفاق لكنه منافق من الدرجة الأولى

يقول: "أنا لا أجامل أحدًا، أقول الحق فقط!"، لكن إذا قابل شخصًا غنيًّا أو صاحب نفوذ، يبدأ فجأة بتوزيع المدائح كما لو كان مندوب مبيعات في شركة عطور! ويتحدث عن الشرف والمبادئ، لكنه لو رأى فرصة للربح، يبيع هذه المبادئ بسعر الجملة.

المنافقون والتكنولوجيا.. مستوى جديد من الكذب

مع تطور التكنولوجيا، أصبح للمنافقين ساحة جديدة للعب: وسائل التواصل الاجتماعي.. في الواقع، يعيش حياة تعيسة، لكن في إنستغرام، يبدو وكأنه ابن عم بيل غيتس. يكتب منشورات عن أهمية الصدق، لكنه لو تحدث مدة دقيقة واحدة، ستحصل على 5 كذبات و3 مبالغات! ينشر صورة لكوب قهوة مع اقتباس عميق مثل: "بعض الأمور لا تحتاج إلى تفسير"، لكن الحقيقة؟ هو فقط يريد أن يظهر كوب القهوة الفاخر الذي اشتراه بالدين.

مع تطور التكنولوجيا أصبح للمنافقين ساحة جديدة للعب هي وسائل التواصل الاجتماعي

كيف تتعامل مع المنافق؟

إذا كنت تعتقد أنك ستكشف المنافق وتحرجه، فأنت مخطئ! المنافق لديه خبرة 20 عامًا في التملص، يمكنه الخروج من أي موقف كما يخرج الصابون من اليد المبللة.

إليك بعض الطرق الذكية للتعامل معه:

1. استمتع بالمشاهدة

لا تأخذ كلامه على محمل الجد، فقط اجلس، وراقب تناقضاته، واستمتع بالعرض المجاني.

2. لا تحاول مواجهته

المنافق مثل ساحر محترف، كلما واجهته بالحقيقة، زاد من الأكاذيب والتبريرات. 

3. استعمل طريقته ضده

إذا قال لك: "أنا لا أحب الكذب!"، فقط انظر إليه نظرة طويلة ثم ابتسم وقل: "أكيد، أنا أصدقك تمامًا!"، ودعه يحاول فهم السخرية.

وفي النهاية، المنافق يشبه المثل الذي يقول: "يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي"، يعيش حياته بين التلون والتقلب، يغير قناعاته أسرع من تحديثات التطبيقات! لكن لا تقلق، فهو في النهاية سيكشف نفسه بنفسه؛ لأن الكذب مثل الغراء الرديء، لا يثبت طويلًا.

لذلك، إذا صادفت منافقًا محترفًا، لا تحاول تغييره، فقط احتفظ بمقعد مريح، وأحضر بعض الفشار، واستمتع بمشاهدة مسلسل حياته، لأنه حتمًا سينتهي نهاية درامية تليق بموهبته العظيمة في التلون!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة