في هذه القصيدة الرومانسية العذبة، ينساب الشاعر بين صور الطبيعة الخلابة وأحلام الخيال الجامح ليُعبّر عن لحظة لقاء مُفعمة بالحب والشوق. وتتداخل مشاهد الزروع والمياه المتدفقة مع إطلالة عروس الخيال وبشائر الهوى الآتي، لتخلق لوحة شعرية بديعة تحتفي بقدوم الحب وتأثيره الساحر على الروح والوجدان.
نستكشف كيف يستقبل الشاعر هذا الشعور المتجدد بالدهشة والتلعثم والبوح الصادق، ليُعلن عن حبيبته كبحر قصائده وأسطورة كل تفاصيله، استمع إلى هذه التراتيل العاشقة التي تُغنّي للحب في أحضان الطبيعة الخلابة.
ما بين الزروع أتت مقاديري
كماءٍ تدفَّق يروي محاصيلي
نادَتني الحياةُ انْهَضْ تفتَّحْ
وانقشع الليلُ عن وجهٍ كقنديلي
وعروسُ الخيالِ أطلتْ تبشِّرني
بأنَّ الهوى آتٍ فغنِّي تراتيلي
«كيف حالك اليوم؟» قالتها خجلةً
وصوتُ هواكِ دقَّ طبولَ تأويلي
تلعثمتُ خانني فيكِ تفكيري
وصمتُ لساني رغم انفتاح أساريري
ضحكتُ لها والبِشرُ يسبقُ نطقي
ووجهي تهلَّل بالحبِّ وتبجيلي
فلمَّا رأتني بادلتني شعوري
وقالت: «دع الخجلَ... وامنحني مواويلي»
أنتَ الشاعرُ تشدو بكلِّ الحكايا
ويكفيك أنَّ الحبَّ يجري بمحمولي
فرِحَ الفؤادُ ونطق اللسانُ أخيرًا
بأعذبِ تراتيلٍ من سحرِ ترتيلي
أنتِ حُبِّي وبحرُ قصائدي
وأنتِ الأساطيرُ في كلِّ تفصيلي
فماذا أقولُ وقد ملأتِ فؤادي
شِعرًا يُحلِّقُ فوق أعلى السنابل؟
فلنغنِّ معًا.. بكلماتِ المواويلِ
ونرسمُ الهوى.. في حقولٍ وأيائل
في هذه القصيدة الرومانسية الرائعة، يمتزج جمال الطبيعة بسحر الحب ليُقدم لنا الشاعر ترنيمة عذبة تحتفي بلحظة لقاء الأحبة وبداية قصة عشق مُلهمة، تتميز الأبيات بلغة رقيقة وصور شعرية حية تُجسد مشاعر الشوق والفرح والبوح الصادق؛ لتترك في نفس القارئ أثرًا دافئًا وتُذكره بقوة الحب وجماله في كل تفاصيل الحياة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.