يُقال إن الناقد قارئ للقارئ، أي إنه يقرأ للقراء بقراءة العمل الإبداعي مسبقًا، ويعرف تفاصيله فيستخرج منه كل ما هو إيجابي أو حتى سلبي.
وأيضًا يُخبِر بالتحليل الأدبي والقراءة الناقدة لمَن لم يقرؤوا هذا العمل بهذه الكتابة الأدبية.
فإذا حالف القارئ التوفيق وقرأه بالمستقبل، كان على دراية وخلفية سابقة عنه بما طالعه من كتب عنه، وإن لم يقرأ الكتاب، فقد أضحى على علم بما جاء فيه.
فبالتأكيد إنه مع الانفجار السكاني والإبداعي والمعرفي والتكنولوجي ومع قصر أعمارنا، يصبح من غير المنطقي أن يستطيع الجميع الاطلاع على كل ما صدر وطبع من مؤلفات وكتب!
قد يعجبك أيضًا دراسة نقدية في مجموعة حارس الغيوم القصصية
نبذة عن المجموعة القصصية
صدرت المجموعة القصصية «النميمة الحلال» للقاص والروائي المصري «خليل الزيني» عن المكتبة العربية للنشر والتوزيع، ط1، 2020م.
وتحتوي المجموعة على 13 قصة قصيرة، أولاهم هي أقصرهن حجمًا، فهي صفحة واحدة فقط (ص7)، فقد كُتِبَت في 11 سطرًا، وكما تعلمنا من الأدبيات الخاصة بكتابة القصة القصيرة، فإن العبرة ليست بطولها أو قصرها، بل بما يمتلكه كاتبها من مهارات الكتابة وفنياتها.
وهي تُحقِّق مبدأ الوحدة (موضوع واحد، هدف واحد، الشعور واحد، طريقة المعالجة واحدة، شخصية واحدة، وموقف واحد)، ومبدأ التكثيف والتركيز، وهذا ما استطاع الكاتب تحقيقه بقصته «الحرمان».
فجاءت الجملة الابتدائية للقصة ليُعلِمنا أن البطل (هو) يتحدث عنها (هي) ويصفها كما وصفها الآخرون: (هي بين أخواتها، لا مثيل لها، أشتهيها وأتمناها، الكل يلاحظها ويراقبها، ويطلقون التعليقات عليها).
والحوار الذي دار بين البطل الراوي ومحبوبته كان حوارًا صامتًا، ومن ثم فالصراع داخل القصة كان داخليًّا، وهي المشكلة الرئيسة التي تُواجه البطل: (أخاف أن أفقدها؛ سأسبق الجميع وأظفر بها، لكن للأسف كم مهرها؟) أي ضيق ذات اليد (البعد الاجتماعي للبطل).
قد يعجبك أيضًا الكتابة الأدبية.. صورة الرجل والذات في المجموعة القصصية
المشكلة والحل
وحدد الكاتب المكان وحلّ المشكلة بالجملة الأخيرة بالقصة: (قبض صاحب المحل الثمن وأعطى الحذاء غيري، فانصرفت على مهل ساخرًا من ذكريات سابقة مماثلة).
يا لها من نهاية مفاجأة غير متوقعة، بأن كان الحديث عن رغبة البطل في امتلاك حذاء جميل أعجبه كان معروضًا بأحد محال بيع الأحذية!
ويصف حالته النفسية بنوع من أنواع حيل الدفاع النفسي، ألا وهي السخرية على نفسه، فهي لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة بسبب قلة ماله (الحرمان المالي).
يؤكد النهج القائم على حقوق الإنسان الطبيعة المتعددة الأبعاد للفقر، ويصفه بأنه مجموعة من أنواع الحرمان المترابطة والمتداعمة، ويلفت الانتباه إلى وصمة العار والتمييز وانعدام الأمن والاستبعاد الاجتماعي المرتبطين بالفقر.
ينبع الحرمان وفقدان الكرامة المرتبطان بالفقر من مجموعة متنوعة من الأسباب، مثل الافتقار إلى مستوًى معيشي لائق.
بما في ذلك المأكل والملبس والمسكن، وميل الفقراء إلى التهميش والاستبعاد من المجتمع. وإن الالتزام بضمان احترام حقوق الإنسان هو قوة ضد كل هذا الحرمان.
سبتمبر 7, 2023, 9:17 م
وفقك الله
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.