هذا العنوان اقتبسته من رسم كرتوني يظهر فيه أفراد الأسرة وهم مقيدون بالسلاسل أمام جهاز التليفزيون.
وهو أصدق تعبير عن الحالة التي تعيشها الأسرة بمتابعتها للمسلسلات التي يعرضها التليفزيون.
قد يعجبك أيضًا مسلسلات رمضان.. من نجح في المنافسة خلال الموسم الرمضاني ج 1؟
ساعات ضائعة
توجد مسلسلات شهرية تنتهي بعد ثلاثين حلقة تقريبًا، وأخرى طويلة المدى تتكون من أجزاء عدة، وكل جزء يتكون من مئات الحلقات.
وهي في الغالب هندية أو تركية دبلجها منتجوها لكي تكفي المشاهد عبء متابعة الترجمة لكيلا تفوته المَشاهد.
ولا شك أن هذا المسلسل سيستغرق سنين عددًا لنصل إلى نهايته إن كانت له نهاية قبل نهاية أعمارنا.
وسواء أكانت مئات الحلقات أم محدودة الحلقات فهي مسلسل متواصل من القلق والتوتر والترقب، إضافة إلى إهدار ساعة محددة كل يوم.
وبعد نهاية الحلقة يظل المشاهد في حالة توقع لأحداث الحلقة التالية، وينام وهو يستعرض السيناريوهات المحتملة لما سيحدث غدًا، متجاهلًا ما قد يحدث له هو نفسه، وسيضطر إلى تخصيص ساعة محددة في اليوم يجمد فيها كل نشاط اجتماعي أو اقتصادي لمتابعة أحداث المسلسل.
ولعل أكثر المواسم جذبًا للمشاهد هو رمضان. ففي الأشهر العادية قد لا يتابع المشاهد أكثر من مسلسل واحد، أما في رمضان فهو يحتاج إلى أربعة مسلسلات (ليقتل) بها وقته؛ اثنان ليقصر بهما نهاره، وآخران ليطيل بهما ليله، ولا عزاء للعبادات الرمضانية.
ونسبة لأننا نشاهد أكثر من ثلاثة مسلسلات في اليوم، فقد يختلط الأمر علينا وتتداخل أحداث وشخصيات مسلسل مع الآخر.
وينتهي الموسم ونحن نحاول تجميع تلك الأحداث ووضع الشخصيات في مكانها المناسب لنخرج بمسلسل مسخ تختلط فيه المطلقة مع قاتلة زوجها، ويختلط البلطجي مع إمام المسجد، ويظل المشاهد يشغل نفسه بالأفكار التي غزت عقله والحوارات التي دارت في أثناء العرض.
وفي النهاية فإن تلك الدراما التي نحرص على متابعتها ليست سوى قصص وروايات خيالية يتحكم المخرج في أحداثها، في حين يمتلئ المجتمع المحيط بنا بدراما واقعية يتحكم أبطالها في مخرجاتها.
ففي كل بيت دراما في داخله وفي المجتمع المحيط به، ومشكلة المسلسلات أنها تقدم لنا حلولًا قد لا تتناسب مع المواقف التي تمر بنا، وحينما نلجأ إلى تلك الحلول فستكون النتيجة كارثية قد تؤدي إلى خراب البيوت أو تدمير العقول أو تفكك الأسر.
قد يعجبك أيضًا في يوم ميلاده.. السيرة الفنية للفنان مصطفى فهمي
إعلانات لا تنتهي
ومما يزيد الأمر سوءًا الفواصل الإعلانية التي تتخلل المسلسل التي تستغرق وقتًا أطول من المسلسل نفسه، حتى يكاد المشاهد أن ينسى المواقف التي شاهدها قبل الفاصل، وأصبح المسلسل هو نفسه فاصلًا آخر.
ومعظم إعلانات رمضان تروج للمأكولات والمطاعم؛ ما يفتح شهية الصائم، فتغريه بتذوق تلك الأكلات فيسعى في طلبها وتناولها، خاصة مع توفر خدمة التوصيل؛ ما حرم الأسرة من تذوق نكهة الأكل البيتي الصحي.
وإذا كنت من متابعي المسلسلات فلا بد لك من متابعة الإعلانات، خوفًا من أن تفوتك بداية الجزء الذي يليها.
والإعلانات نفسها أصبحت تقدم كأنها نوع من الدراما، ويؤديها ممثلون محترفون، حتى تكاد لا تعرف إن كانت إعلانًا أم جزءًا من السيناريو.
وكان لا بد أن يشتكي المشاهدون من كثرة الإعلانات، لكن تلك القنوات قد وفَّرت لهم خيارًا آخر وهو الاشتراك في القناة مقابل مبلغ معين لمشاهدة المسلسل دون إعلانات، وعلى المشاهد هنا أن يضحي إما بماله أو وقته لمتابعة المسلسل.
وعلى الرغم مما تسببه تلك الإعلانات من ضيق للمشاهِد، لكنها مفيدة له كونها استراحة لأعصابه وراحة لبصره وفرصة لأداء نشاط آخر.
والعاقبة عندكم في المسرات.
جميل و مقال مفيد
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.