لمَ لم يقتنع مالك بفكرة العمل؟ ألم يتطور الزمن ويُنادَى بالمساواة بين الرجل والمرأة؟ لمَ هو متخلف عن العالم بهذا الشكل؟ أملُّ من الجلوس بمفردي حتى يأتيني سيادته من عمله؟ لمَ يقول لي ألا أتأخر في حين أنه مستعد أن يأتي قبيل الفجر؟ ألا يريد أن يراني أنجح منه؟ لا.. ما هذا التفكير يا حنين؟ فهو يحبك والجميع يعلم ذلك. حسنًا سأفاتحه مرة أخرى لكن.. قاطع شرودها:
- ما رأيك؟
= ..
- حنين ما رأيك؟
= ها..
- ألم تستمعي إلى ما قلت؟
= عذرًا ماذا قلت؟
- ما رأيك؟
= بماذا؟
-لا أرى أنكِ بحالة جيدة. هل أنتِ مريضة؟ هل نذهب للطبيبة؟ بماذا تشعرين؟ لا تفعلي أي شيء غدًا وسأحضر العشاء معي، فقط لا تتعبي نفسك.
= ألا ترى أن اهتمامك مبالغ به؟ أنا فقط شردت وأنت فورًا بدأت تحلل الموقف! (تفاجأ من ردها فهو خائف وقلق عليها وهكذا ترد عليه).
- لا أبدًا فقط أردت أن أطمئن عليكِ.. أردت أن تكوني بخير.
= أريد أن أتوظف (تجاهلت حديثه).
- نعم.. الآن فهمت.. فتلك المصطلحات تعصف بعقلك للمرة المائة وأنا للمرة الألف ومائة أقول لكِ اطلبي ما تحتاجينه، لكن العمل لا.
= لماذا؟ ألا تثق بي؟
- لا أثق بمن حولك.
= وأنا لا أثق بمن حولك. فهلا تركت العمل والذهاب لأي مكان؟
- لا مشكلة لديَّ، لكن من يعطينا المال الذي نحتاج؟ ومن يلبي احتياجاتك واحتياجات منزلنا؟
= حسنًا.. أتفهم ذلك، لكن لا أثق بمن حولك، ماذا سنفعل إذن؟
- هل سمعتِ ما تقولين؟ أريد أن أسألكِ هل تردين لي جوابي عليكِ؟
= نعم فأنت قلت إنك لا تثق بمن حولي.
- وتوجد أيضًا أسباب أخرى، لكن إذا أردتِ أن تعرفيها عليكِ أولاً أن تجيبي عن أسئلتي، فهل أنتِ موافقة؟
= حسنًا فلتبدأ.
- ما المساواة برأيك؟
= أن نكون مثل بعضنا في كل شيء، ما تفعله أنت يمكنني أيضًا فعله، وما أفعله أنا يمكنك أيضًا فعله.
- حسنًا وهذا يأخذنا لسؤال آخر: لماذا إذن لا يحمل الرجل ولا ينجب؟
= هذه طبيعته البشرية وهذه إرادة الله.
- جميل جدًّا. هل الله لا يساوي بين العباد؟
= ما هذا الهراء؟! لم أقل ذلك.
- حسنًا سأجيبك إذن. فالله حقًّا لا يساوي بين العباد، هل تعلمين لماذا؟
= ها.. لماذا؟ (قالتها بنفاد صبر).
- لأن المساواة بها بعض الظلم. فمثلاً الله خلق المرأة تحمل وتنجب، وأمر الرجل بالعمل حتى يلبي احتياجاتها، كل ذلك وهي جالسة بالمنزل تفعل ما يحلو لها في منزلها، لا أحد يهينها أو يأمرها، ولا أحد يعاقبها ولا يجازيها على تأخير، ولا أحد يستطيع أن يتملك منها بغير إرادتها، ولا يستطيع أحد أن يجبرها على تحمل العمل الشاق. فماذا إذا كان الرجل أيضًا يحمل وينجب؟ من كان سيوفي احتياجاتهما؟
فأقول لكِ يا حنين يا حبيبة قلبي ونور عيني وزوجتي ورفيقة دربي، أقول لكِ إن الله عادل، فالمرأة تتعب كثيرًا بحملها وعند الوضع وعند الرضاعة وعند التربية، وتتعب عند الحيض، فهل لا يستحق كل ذلك التعب بعض الراحة؟ ألا يستحق أن تكون المرأة أميرة منزلها وأن يتعب الرجل ويتعب جسده لتكون هي في أمان واحتياجاتها ملبية؟ ألا تستحق أن تكون مدللة في منزلها؟ ألا تستحق أن يحارب الرجل لأجلها؟
ألا تستحق أن يعمل على راحتها؟ ألا تستحق أن تترك الرجل يعطي لها ولو قليلًا مما تفعله؟ ألا تشعرين أن من الظلم للمرأة أن تهتم بمنزلها وزوجها وأبنائها وتحمل وتنجب وترضع وتتحمل كل شهر آلام الحيض وفوق كل ذلك تعمل أيضًا ويأمرها أحدهم؟ أن تلتزم بمواعيد وتعاقب عند مخالفتها؟... إلخ، مما نتحمله نحن الرجال في سبيل راحتكن وتلبية احتياجاتكن. هذا هو العدل. الآن هل ترين العدل أفضل أم المساواة؟
= أنتَ أفضل زوج على الإطلاق (قفزت عليه وقبلته على وجنتيه) أحبك كثيرًا.. الآن فقط علمت الفرق بين المساواة والعدل. يا ليت كل فتاة تنادي بالمساواة تعلم أن العدل أفضل.
أغسطس 21, 2023, 9:29 م
مقالك رائع جدا ..واصلي ..تحياتي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.