تعريفُ المُراهقة
يُمكن تعريف المُراهقة بأنّها فترةٌ زمنيّة مُعيّنة من حياة الإنسان، تمتدّ من انتهاء مرحلة الطفولة المُتأخِّرة إلى بدء مرحلة سن الرُّشد، وتتفرّد عن غيرها من المراحل بتغيُّر في حالة الإنسان العقليّة، والاجتماعيّة، والانفعاليّة، والجسديّة. تعريفُ ستانلي هول
هي فترةٌ من عُمر الإنسان يتصف فيها سلوكه بالحّدة، والتّوتر الكبير والانفعال العاصف، وركّز ستانلي على فكرة الجانب الانفعاليّ الذي يُصاحب مرحلة المراهقة، ويتشكّل على صورة انفعالات وتوتّرات وثورات.
علامات المراهقة المبكرة
تكون هذه المرحلة من بداية المرحلة الإعدادية في المدرسة في سن 12 و13 و14، وفي هذه المرحلة يتضاءل السلوك الطفولي لدى الطفل، وتبدأ المظاهر الجسمية والفسيولوجية والعقلية والانفعالية والاجتماعية المميزة للمراهقة بالظهور، ومن أهم علامات المراهقة المبكرة الآتي:
-
النمو الجنسي
يعد بلوغ مرحلة المراهقة المبكرة بالميلاد الجنسي أو اليقظة الجنسية للفرد، ويحدد البلوغ الجنسي عند الذكور بحدوث أول قذف منوي وظهور الخصائص الجنسية الثانوية، وعند الأنثى بحدوث أول حيض وظهور الخصائص الجنسية الأخرى، ويعد البلوغ هو نقطة تحول وعلامة انتقال من الطفولة إلى المراهقة، وأهم شيء في النمو الجنسي هو نضج الغدد الجنسية، وهذا يحدث غالبًا في سن 13 و14.
-
النمو الجسمي
سيلاحظ طفرة بالنمو وازياد سريع في هذه الفترة، وتغير ملحوظ في شكل الوجه، وازدياد في الطول واتساع الأكتاف ومحيط الأرداف وطول الجذع والساقين، وهناك فروق بين الجنسين فقد يبدأ النمو السريع عند البنات قبل النمو عند البنين، ولكن عند نمو البنين يكونون أقوى جسميًا من البنات لنمو عضلاتهم.
-
النمو الحركي
تكون حركة المراهق غير دقيقة لذلك يطلق علة هذه المرحلة سن الارتباك، فقد يلاحظ كثرة اصطدام المراهق بالأثاث وسقوط الأشياء من يده، والسبب هو طفرة النمو في سن المراهقة التي تجعل من الجسم في حالة عدم اتساق.
النمو الانفعالي
سيلاحظ السيولة الانفعالية وعدم الثبات الانفعالي، ويظهر التذبذب الانفعالي في تقلب سلوك المراهق بين سلوك الأطفال وتصرفات الكبار، كما يظهر التناقض في المشاعر بين الحب والكره والشجاعة والخوف، والاكتئاب والسعادة، وحتى في التمسك بالدين وعدمه، فهو يسعى نحو الاستقلال الانفعالي بشتى الطرق.
مراحل المراهقة
والمدة الزمنية التي تسمى "مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:
1- مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2- مرحلة المراهقة الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد.
الاحتياجات النفسية
جانب آخر في البناء النفسي للمراهق يجب أخذه في الاعتبار والإشارة إليه، وهو الاحتياجات النفسية له، حيث تخلص واحدة من أحدث النظريات النفسية -التي تعرف بنظرية تحديد الذات أو تقرير المصير الشخصي- إلى وجود ثلاث حاجات نفسية أساسية للإنسان تسهم في توافقه وفعاليته النفسية، وهي:
1- الحاجة إلى الانتماء: تتمثل في حاجة المراهق إلى الشعور بالأمن الناتج عن الارتباط بالآخرين، والشعور أنه جزء من مجموعة، وأنه يمكن أن يُحِب ويُحَب، ولذلك نجد اهتمام المراهق بجماعات الأقران وتكوين الصداقات، والميل نحو المجاراة، وتفضيل جماعة الأصدقاء في بعض الأحيان على الأسرة والأهل؛ حيث يساهم الانتماء بشعوره بأنه مرغوب فيه، بل محتاج إليه، كما يولد لديه إحساساً أنه جزء من المجموعة، ومثل هذا الشعور يزيد من الأمان الداخلي له.
2- الحاجة إلى الاستقلال: حيث يحتاج للشعور بالحرية في القول والفعل؛ ليتمكن من التعبير عن الرأي دون خوف أو كبت، ويتمكن من القيام بما يرغب القيام به دون ضغط أو إحباط.
3- الشعور بالكفاءة والثقة في قدراته: لتنمي لديه الشعور بالمسؤولية، وتقدير الذات وإدراك دوره وأهميته مما يضفي على شخصيته التكامل، بينما يؤدي الحرمان من ذلك إلى معاناة من التبعية، والاعتماد على الآخرين والخوف من الإقدام، وانخفاض الإنجاز، وهو ما ينقص من تكامل شخصيته ويهز كيانه أمام من يتعامل معهم.
أبرز المشاكل التي يواجهها المراهق
هُناك العديد من المَشاكل التي تواجه المُراهق، ومنها
-
الاغتراب والتمرد
حيثُ يشعُر المُراهق أنّ والديه لا يستطيعان فهمه، مما يدفعه للانسلاخ عن رغبات وثوابت والديه، لتأكيد ذاته وإثبات تميُّزه. العصبية وحدة الطباع: حيثُ تطغى على تصرُّفات المُراهق العناد والعصبية، لكونه يُريد أن يُحقق رغباته ومتطلّباته بالعنف والقوة، ويغلبُ على طبعه التّوتر مما يُزعج من حوله.
-
الصراع الداخلي
حيثُ تتشكلّ لدى المُراهق بعضُ الصّراعات الداخلية كالصِّراع ما بين طفولته ورغبات رجولته، وبين الانسلاخ والاستقلال عن أسرته وبين الاتّكال عليها، وبين غرائزه والتّقاليد المُجتمعية، وبين طموحاته وأهدافه الكبيرة وعدم التزامه وتقصيره، والصِّراع الديني بين ما تربّى عليه وبين ما يظهر له ويقرأ عنه ويُفكّر فيه. السلوك المزعج
يُريد المُراهق أن يُحقّق رغباته ومتطلباته بأيّ شكلٍ من الأشكال دون أي يُراعي مُقتضيات المصلحة العامة، ولذلك قد يتصرّف تصرّفات مزعجة كالصّراخ والضّرب والسرقة والتّخريب وعدم الاهتمام بمشاعر غيره، مما قد يُزعج المحيطين به.
-
الخجل والانطواء
تزداد صراعات المراهق داخله، نتيجة متطلّبات المرحلة التي يلزمها الاستقلال والاعتماد على الذات، في حين يكون قد تعوّد على الدلال المبالغ، أو القسوة المُبالغة التي قد أشعرته باعتماده على الآخرين، مما يُلجئه بعد هذا الصّراع إلى الانطواء والانعزال والانسحاب.
كيفية التعامل مع المراهق؟
بعد الإجابة عن سؤال: ما هي مرحلة المراهقة فمن المهم أن يعي المربّون كيفية التعامل مع المراهق، لما ينتج عن هذه المرحلة من تغيرات واضطرابات تؤدي إلى مشكلات كثيرة ومتعددة، لذا يجب على الأسرة والمجتمع بشكلٍ عام معرفة الطرق التي يجب التعامل بها مع المراهق، ومنها الآتي
-
الأسرة
يجب خَلق جو أسري عائلي وحميم بقصد تربية المراهق تربية إيجابية أساسها التوافق مع الذات والأسرة والمجتمع والمدرسة لإبعاده عن أجواء القلق والتشنج والتمرد، ولا بد أن توفّر الأسرة فضاءً إيجابي للمناقشة والحوار والنقد والتفاوض في حل المشكلات.
-
المجتمع
لا يمكن للمراهق تحقيق التوازن الملائم إلا إذا حاول المجتمع بكل مؤسساته الصغرى والكبرى أن يتفهّم احتياجاته ورغباته ومتطلباته الذاتية، وبإصدار قوانين وتشريعات تحمي المراهق وتخدمه جسديًا وذهنيًا، وتنفعه وجدانيًا وثقافيًا.
المصادر
- المراهقة خصائصها ومشاكلها وحلولها، د. جميل حمداوي.
- ابراهيم محمود، المراهقة خصائصها ومشكلاتها
- مجلة المجتمع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.