"المرأة بين حرب الاستحقاق وزنازين المجتمع".. خواطر اجتماعية

في هذا العالم المليء بالمعايير المزدوجة لا يكفي أن تكون المرأة ناجحة، بل يجب أن تكون استثنائية خارقة قادرة على سحق كل ما حولها؛ كي تثبت أنها تستحق مكانها؛ لأن وجودها بحد ذاته يبدو تهديدًا للمنظومة الذكورية التي تعيش على فكرة السيطرة المطلقة.

الرجل حين يخطو خطوة واحدة نحو النجاح يهلل له الجميع، يحملونه على الأكتاف، ويصفونه بالعبقري حتى لو كانت خطواته مجرد صدى لأفعال عادية. أما المرأة فإن عبرت ألف ميل وحققت إنجازات لا يجرؤ الرجال على الاقتراب منها؛ فإن نجاحها يُختزل ويُستهان به، بل ويُشكك فيه.

وحين تشكو المرأة تعبها أو تصرخ من قسوة هذا الواقع، ينظرون إليها شزرًا، ثم يفتحون لها أبواب زنازين البيوت، ويقولون لها ألم نقل لك إن مكانك هنا؟ أما الرجل فإن صاح بأعلى صوته، أو بكى أمام العالم، وجد من يبرر له، ومن يربت على كتفه، ومن يدعمه كي ينهض.

إن صراع المرأة اليوم ليس مجرد صراع من أجل النجاح أو التميز، بل هو حرب مفتوحة من أجل البقاء في مساحة يصر المجتمع على أنها ليست لها؛ لأن فكرة التساوي لا تعمل لصالح الرجل أبدًا، ولذا يُطلب منها دائمًا مزيد ومزيد؛ حتى تتحول حياتها إلى معركة دائمة، وعليها أن تنتصر فيها كي لا تسقط في هاوية التهميش.

إن المجتمع لا يخشى شيئًا أكثر من امرأة ترفض الصمت، امرأة تعبر عن ألمها، امرأة تتفوق، امرأة تثبت أن وجودها بحد ذاته حق لا يحتاج إذنًا. وحين يحدث هذا تبدأ المعركة الكبرى مع الأصوات التي تحاول خنقها باسم التقاليد، أو تقزيمها باسم الواجبات، أو القضاء عليها تمامًا باسم ما يسمى طبيعتها.

ولكن المرأة التي ترى حقيقتها لا يمكن أن تعود إلى القفص؛ لأنها تدرك أن كل خطوة تخطوها للأمام هي في حد ذاتها انتصار ثورة، حققت أم لم تحقق. المهم أنها رفضت السكون، وقررت أن تعيش على طريقتها؛ لأنها تعرف أن الوجود لا يُمنح، بل يُنتزع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أحسنت يا عزيزتى
ووضعتى قلمك على لب الحقيقة
لى خاطرة بعنوان يوميات فتاة ريفية
تحمل نفس المعانى لتحجيم
دور المرأة أكن ممتنة لو طالعتيها ❤🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة