المرأة بين الختان النفسي والجسدي

  قد يكون الوعي قد ارتفعت نسبته في هذا العصر من حيث التوعية الموجودة عبر برامج التليفزيون وعبر الإنترنت ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تكون ناقشت موضوع ختان الإناث باستفاضة وأثره السيئ على الفتاة بعد الزواج من حفر صورة ذهنية سوداء داخل بؤرة عقلها فيما يخص هذا الجزء المبتور من جسدها.

اقرأ أيضاً العنف ضد الأطفال وتأثيره السلبي عليهم

ختان البنات وتأثيره السلبي عليهم 

الأمر يُعد بمثابة اغتصاب نفسي لها في مرحلة مبكرة من عمرها لا تستطيع فيها أن تدافع عن نفسها ولا تجد سببًا لما يحدث لها من الاجتراء والاعتداء على جزء من جسدها، وبالتالي تظل آثار تلك الحادثة ملازمة لها ربما طوال حياتها، فتؤثر عليها نفسيًّا وجسديًّا.

وقد تجد نفسها في يوم من الأيام أمام زوج جاهل، خُتن عقله بمشرط الموروثات البالية وبُتر الجزء المسئول لديه عن الإحساس والمشاعر، فيتعامل معها كقطعة من اللحم ينهش فيها ليشبع غريزته العمياء بدون النظر إلى احتياجات المرأة في الحصول على أبسط حقوقها من الإشباع الحسي والعاطفي، فيزيد الأمر تعقيدًا لديها ويجعلها تنفر من تلك العلاقة بل تصبح كارهة لها.

لأنها تجد نفسها فيها في صراع بين ما ورثته من خلال التربية الخاطئة التي سلبت منها حقَّها كامرأة في أن تعبر عن مشاعرها أو الإفصاح عن احتياجاتها فتتحول لطرف يُستغل فقط دون أن يأخذ أو يجد متعة من هذه العلاقة. وهنا تبدأ وتظهر المشكلات تباعًا دون الإفصاح عن الأسباب.

اقرأ أيضاً عادات وتقاليد متوارثة من المناطق العربية القديمة

عادات خاطئة مازالت موجودة رغم التطور الهائل 

وعلى الرغم من أننا نعيش في عصر التكنولوجيا والمعلومات والتطور والفضائيات المفتوحة فلا تزال توجد فتيات يعانين داخل العالم الثالث من عادات الجهل والتخلف، سواء من خلال أعمال الختان أو أسلوب التربية الخاطئ الذي يكبت مشاعر المرأة وينزع منها حرية التعبير والإفصاح تحت مسميات العيب.

ثم تأتي مشكلات الأزواج بعد ذلك بسبب البرود الحسي والعاطفي، في حين أن المشكلات قد تكون أسبابها مشتركة بين الطرفين. فاجتماع الجهل مع التزام الصمت وعدم الاقتراب من تلك الأمور المحظورة لمناقشتها وعلاجها بين الزوجين يؤدي إلى نتائج غير محمودة، قد تصل في بعض الأمور إلى الانفصال.

في حين أن الأمر بسيط للغاية من خلال الطرح والمناقشة بين الزوجين بدون خجل أو مواربة أو تجميل حتى يعلم كل طرف احتياجات الآخر النفسية والجسدية، التي قد تدمرها بعض المجتمعات بفعل عادات الجهل المتوارثة والتنشئة الخاطئة.

ثم تأتي المصيبة الكبرى لتُجْهز على ما تبقى، من خلال الاعتماد على الأفلام الإباحية في الخفاء للاسترشاد بثقافة مغلوطة، وبدلًا من الوصول إلى حلول تزداد الأمور تعقيدًا؛ لأن ثقافة البورنو هي ثقافة تجارية لغسل العقل، وفي الوقت ذاته تقوم بتحويلك إلى مجرد حيوان يشتهي فقط ويندفع وراء غرائزه في أي اتجاه بدون مشاعر أو عاطفة، فترتفع الأنا ويضيع حق الطرف الآخر ويضيع الاستقرار بين الزوجين.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة