فرقة طيران نسائية في الجيش السوفيتي قذفت الرعب في قلوب الجنود الألمان، ومئات النساء تنكرن في ملابس الرجال للمشاركة في الحرب الأهلية الأمريكية، وأكثر من مليون فيتنامية شاركن في الحرب ضد أمريكا وقلبن ميزان المعركة.
مئات القصص التي تحكي عن بطولات النساء في الحروب، فلماذا يشار إلى المرأة المقاتلة أنها نموذج شاذ؟ وهل تعمد الرجال إخفاء تاريخ المرأة في الحرب على مر الزمن؟
ساحرات الليل
كان الأمر كابوسًا مزعجًا للجنود الألمان في الحرب العالمية الثانية، ففرقة الطائرات الروسية التي تقودها النساء تتبع تكتيكًا غريبًا، تمثل في إيقاف محركات الطائرة عند الاقتراب من مناطق الهجوم، فلا يسمع الجنود سوى حسيس الرياح قبل أن تسقط القنابل -أحد أهم الأسلحة المستخدمة خلال الحرب العالمية الثانية- ويندلع الجحيم.
ومع توالي الهجمات أطلق الألمان على الفرقة الروسية اسم (ساحرات الليل)، فهن يظهرن فجأة ودون سابق إنذار، والغريب أنهن لم يحملن معهن مظلات الهبوط، لإفساح المجال لأكبر عدد من القنابل، في شجاعة لا يتحلى بها معظم الرجال.
الحرب الأهلية الأمريكية
أما في الحرب الأهلية الأمريكية، فقد تنكر أكثر من 700 امرأة في زي الرجال للمشاركة في الخطوط الأمامية للقتال، فكانت النساء يعملن في الخطوط الخلفية وأعمال التمريض، حتى إن إحدى النساء حصلت على رتبة ملازم في الجيش الأمريكي.
كانت تدعى (لوريتا جانيتا فيلاسكيز)، ووضعت شاربًا ولحية مستعارين، واستخدمت اسم (هاري تي بافورد) وقادت فرقة من المشاة، في الوقت الذي كان فيه كثير من الشباب والرجال يهربون من المعارك المشتعلة.
ولم يكشف تنكرها إلا عندما أصيبت بشظايا متفرقة واحتاجت إلى العلاج، وبعد الحرب كتبت المرأة الشجاعة مذكراتها تحت عنوان (نساء في المعركة).
بينما حاولت الكاتبة والمؤرخة الشهيرة (باميلا تولير) أن تشير إلى دور المرأة في الحروب، بسرد قصص النساء المحاربات عبر التاريخ في كتابها (نساء مقاتلات.. تاريخ غير متوقع).
ملحمة فيتنام
صنعت النساء الفيتناميات ملحمة لا يستطيع التاريخ تجاهلها، وعلى مدار 18 عامًا شاركت نحو مليون ونصف مليون امرأة فيتنامية في الحرب ضد أمريكا.
ولم يقتصر الأمر على أعمال المساعدة العسكرية، وإنما شاركن كذلك في أعمال التجسس ووضع الفخاخ المتفجرة والهجمات المتتالية على الجنود الأمريكيين، فكانت المقاتلة الفيتنامية أكثر شراسة وأكبر تأثيرًا في أقوى جيش في العالم.
قائمة لا تنتهي
وتمتلئ القائمة أيضًا بأسماء نساء مقاتلات فوق العادة..
فهذه (لودميلا بافليتشينكو) أنجح قناصة في التاريخ التي أطلق عليها لقب سيدة الموت، بعد أن استطاعت قتل 309 جنود ألمان في الحرب العالمية الثانية.
وأطلقت خلفها ألمانيا عددًا من القناصين المشهورين الذين لم يستطيعوا الوصول إليها.
وهذه (نانسي وايك) التي قاتلت في صفوف المقاومة الفرنسية والقوات البريطانية، وكانت هذه المعارك نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور.
وعلى الرغم من أن القوات الألمانية قبضت على زوجها وأعدمته، فإنها لم تتوقف عن القتال، واستطاعت التوغل وحدها في خطوط العدو لإحضار شفرات سرية لقوات الحلفاء.
وحصلت نانسي على لقب (الفأرة البيضاء) لقدرتها على المراوغة في قلب المعارك المشتعلة.
ويوجد مزيد ومزيد من حكايات نساء مقاتلات لم تكن أصواتهن مسموعة، وإنما كانت أفعالهن أشد دويًّا من المدافع.
فهل تعتقد أن بطولات النساء في الحروب حالات استثنائية؟ أم أن المرأة قادرة على خوض الصراع في كل زمان ومكان؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.