المرأة الانتهازيّة ج2

ولم تزلْ تستغلُّ الروحَ والجــسَدَ         في حين تُبْدِي لهذا المُتْعَبِ الكمَد

واستَحْمقَتْه فأضحى جاهدًا ولــها         يسعى ليقضي لها ما كان معتـمدًا

تُبْدِي له مرَضًا من دونمًا مرَضٍ        لكي يقدِّمَ مالًا ترتجي عدَدًا

من أجلها يُضمِرُ الأحزانَ منفردًا         وليس يُظهِرُ من أجل الهوى كبَدًا

حتى إذا ما رأتْ ما كان تطلبُه          قالت له: لستَ في دنياكَ مجتهدًا

وتصرفُ الهمَّ تأتي غيَره وإذا          قضتْ به حاجةً منه تفيد جَدًا

وكلما احتاجَتِ المالَ الكثيرَ أتَـتْ         إلى الذي تركتْه قبلَه نكدًا

إذا قضتْ ما أرادتْ منه تتركُه          عادتْ إلى من أتَتْ من بعدِه أبَـدًا

تأتيه بالوصفِ من إقبالها وإذا          جنَتْ ثِمارًا رأتْه بعده صفَدًا

ميزانُ حبِّ الفتاةِ المالُ مـــن هِبَةٍ           ولا تطيقُ فقيرًا يعدمُ العُدَدًا

فالحبُّ أسهلُ ما تعطي الفتاةُ إذا          غشى الغِنى وجهَهَا من بعدِه بمدى

وتقلبُ الوصفَ إن لم يُعْطِ سؤدَده          وتهجرُ الإِلْفَ تأتي عــنه مبتعدًا

وتعدَمُ الشرَفَ المطلوبَ من حِقَبٍ           من أجل نيل الذي قد صار ما فُقِدًا

دون الحياءِ ترى الخذلانَ مـكرمُةً            وتحسبُ الذلَّ والخذلانَ معتقدًا

حتى إذا نالتِ الأوهامَ تسحبُها            من أفضلِ العهْدِ لا تُخْفِي به حسَدًا

تموجُ في لُجَجٍ فيها تخيُّلُها             تسقي من الويلِ في آفاقِها الكبِدًا

وتستغلُّ الرجالَ الحمقُ يلحقُهم             حتى تسعِّرَ من أجل الهوى مسَدًا

وتُقْحِمُ القصدَ في إبريقِ أُمْنِيَةٍ             تأتي بخمر غرورِ الأنْفُسِ السُعَدَ

وتُسْكِرُ اللُّبَّ منقادًا لها وإذا            نالت مرامًا أتاها الخُسْرُ مقتصدًا

في سوق أحلامها باعتْ أنوثتَها             بخْسًا، ولم تربحِ الأحلامَ والسنَدَ

قلبُ الرجالِ رخيصٌ عند عَبْرَتِـها             تستعطفُ القلبَ إيلامًا إذا عنَدًا

لا حُمقَ عند رجال العقلِ إنَّ لهمْ              قلبًا رقيقًا فلا تدري لهم فـندًا

والظنُّ كذَّابُ إجْلالٍ فكيف ترى             تلك الفتاةُ رجالًا قد غدوا عــمَدًا؟

أعطوا ولم تشكرِ الأيدي لهم ورأتْ         كفرًا لهم...ولقد أعطى الرجالُ يدًا

حتى إذا أنفَدوا ما عندهم قصدتْ             هِجْرانَهم...إنهم لم يُخطئوا رشَـدًا

ولم يكفُّوا عن الإعطاءِ يومَ أتتْ              قد أنقذوا بعطاءٍ وافرٍ بلدًا

اقرأ أيضًا المرأة الانتهازيَّة ج1

المرأة في العطاء

ويمكن تجربة المرأة بالإعطاء والكفّ، وبالستر والكشف، فالمحبة للمال، لها تطييب البال، عند الإفاضة عليها في بعض الأحوال، فالتي لا تحب المال تصبر، وقلبُها لا ينكسرُ، ومنها الهجران لا يصدر، والتشاحن منها لا يُتصوَّر، ولا تكون على حب جني المال أخطر، سواء نالت أقلَّ أو نالت أكثرَ.

إن التي لا ترى للمال محتملًا       هي التي ملكتْ أبدًا لا تملك الجلَدَ

بعض النساءِ اللواتي المالُ فتنتُها     في ظنِّها أن هذا المال ليس ندى

في ظنِّ معطي الفتاةِ المالَ أنَّ لها     مستقبَلًا لم تَشُبْه محنةٌ وسُدى

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة