المدرسة والتربية.. كيف تربي المدرسة أبناءنا؟

المدرسة هي المؤسّسة التّربويّة النّظاميّة الأولى الّتي يتلقّى فيها الطّفل التّعليم والتّربية، لذلك ليس مستغربًا أن يطلق على الوزارة المعنيّة بهذه المسؤوليّة وزارة التّربية والتّعليم إدراكًا لهذه المسؤوليّة...

دور المدرسة في عملية التربية؟

لا يستطيع أحد أن ينكر الدّور المهمّ الّذي تؤديه المدرسة في عمليّة التّربية، فهي المؤسّسة التّربويّة النّظاميّة الأولى الّتي يعهد إليها بالطّفل للقيام بهذه المسؤوليّة.

كونها ليست فقط مؤسّسة تعليميّة، وإنّما مؤسّسة تربويّة أيضًا تنقل للطّفل قيمَ ومبادئ المجتمع الّذي يعيش فيه، لذلك ليس مستغربًا أن يطلق على الوزارة المعنيّة بهذه المسؤوليّة "وزارة التّربية والتّعليم" إدراكًا منها بهذه المسؤوليّة.

الطّفل كالبذرة لكي تنمو بشكل جيّد لا بدّ من اختيار التّربة الصّالحة لهذا النّمو، وكذلك الطّفل بحاجة إلى اختيار المدرسة الّتي تنقل له مبادئ وقيم مجتمعه.

هنا تقع على عاتق الآباء مسؤوليّة اختيار المؤسّسة التّعليميّة الّتي يثقون في قدرتها على تنشئة وتربية طفلهم وفق القيم والمبادئ الّتي يرتضونها.

خطورة دور المدرسة في عملية التربية؟

وتكمن خطورة الدّور الذي تؤديه المدرسة في عمليّة التّربية من أوجه ثلاثة.

الأوّل وجود عدد كبير من المعلّمين والمعلّمات لا يقلّ دورهم عن الآباء والأمّهات في زرع القيم والأخلاق فضلًا عن العلم.

الأمر الثّاني وجود أصدقاء وصديقات كثر يؤدّون دورًا كبيرًا في نفسيّة الطّفل سواءً بالسّلب أم الإيجاب من خلال تعاملهم مع الطّفل، فاختلاف البيئات والثّقافات والتّربية وغيرها تعدّ من المؤثّرات الأخرى في عمليّة التّربية.

الأمر الثّالث هو أنّ الطّفل يقضي ما لا يقلّ عن خمس ساعات يوميًّا في المدرسة، وقت ليس بالقليل يتعلّم من خلاله الطّفل الكثير والكثير، وتتأثّر نفسيّته بما يسمعه ويراه بين جدرانها.

هل يترك أولياء الأمور مسألة تربية أطفالهم على المدرسة؟ 

هل يعني ذلك أن يترك أولياء الأمور مسألة تربية أطفالهم على المدرسة؟ الجواب، بالتّأكيد لا، إذ يتعيّن على كلّ وليّ أمر أن يتابع ابنه أو ابنته، وأن يزور مدرسته ويجلس ويستمع لمعلّميه ويتعرّف منهم على مستوى نجله التّعليميّ وعلاقته بزملائه داخل الفصل فضلًا عن علاقته بمعلّميه.

في إحدى المدارس، طلبت المعلّمة من الأطفال الصّغار أن يحضروا معهم كلّ صباح أكياسًا صغيرة وأن يضعوا داخلها ما يجمعونه في الطّريق أثناء ذهابهم وإياباهم من وإلى المدرسة، وكانت النّتيجة أنّ الحيّ الّذي توجد به المدرسة أصبحت نظيفة وجميلة.

فهل يعلّم الآباء والأمّهات أبناءهم كيف يكون بحوزتهم أكياسًا صغيرة أثناء السّفر بالسّيارة، يضعون داخلها النّفايات بدلًا من رميها من نافذة السّيّارة في الطّريق؟

يبرز هذا المثال أهمّيّة الشّراكة والتّعاون بين البيت والمدرسة في عمليّة التّربية، فإن كنّا نتحدّث عن ضرورة توافق الأب والأم داخل البيت في طريقة التّربية، فكذلك الأمر بالنّسبة للبيت والمدرسة في تربية الأبناء

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة