المتعة والألم

"المتعة والألم" عبارة يراها القارئ على شكل كلمة وضدّها، ولكن إن كنت قارئًا متمكنًا تملك نظرة فلسفية تراها عبارة عميقة، لا بد من معرفة جوهرها وإلى ما ترمز لأن بالأضداد تتّضح المعاني.

يعيش الإنسان العادي في اليوم 24 ساعة بمعنى 1440 دقيقة في اليوم، بحيث تختلف لحظات الفرد الواحد في اليوم من دقيقة إلى أخرى، أو من ساعة إلى أخرى، ولكن الأمر المهم كيف يقضي الإنسان تلك اللّحظات التي تحمل في طياتها لحظات ألم ولحظات متعة. 

قيل في الأدب العربيّ تتّضح المعاني بالأضداد وكذا هي حياتنا اليومية بين ضد ومعنى، بمعنى كل أمر يحدث لنا له ضدّه لتتضح لنا الصُّورة الحقيقيّة للأحداث.

في مثال الدّواء، يمرض الإنسان فيجد الدّواء علاجًا فعّالًا ليُزيل ما أصابه، سواء في جسده أو نفسه، وفي ذلك اختلاف من شخص لآخر.

بطبيعة الحال يختلف العلاج إمّا: بتعاطي الأدوية، الخضوع لعمليات جراحية، أو ربما جلسات طبيّة.

عادة ما تكون الأدوية سيئة المذاق بمعنى تضيف بعض المرارة إلى لسانك ممّا يسبّب لك ألمًا، وهذا الألم ليس ألمًا حقيقيًا كما نشعر به وإنّما فقط مذاق سيئ يتملك لسانك، ولكن بعد أخذ عينة من الدّواء بالطبع ستتعالج وهنا تكمن المتعة (الرّاحة).

بمعنى الألم هو أخذ الأدوية المزعجة والمتعة (الرّاحة) هي العلاج، ويتّضح من هنا أن الألم عادة ما يكون مصدر المتعة (الرّاحة). 

النكبات التي يتعرّض لها الإنسان صعبة وتختلف درجاتها من شخص لآخر، ولكن لو دقّقت في نظرتك للحياة وللمشاكل التي تتعرّض لها لأدركت أن بعد كل مشكل يسبّب لك الألم هناك درس تتعلمه يسبّب لك المتعة (الرّاحة)؛ لذا عادة الشخص الذي يعيش ظروفًا صعبة هو شخص قويّ تعلّم من ألم الدنيا ما لم يتعلمه من راحة الدنيا.

وهذا ما نسمّيه بالمتعة والألم.

أيّ أن لولا الألم والصعوبات لما وصلنا إلى هذا الحد الأكبر من الذكاء والقوّة لنواصل حياتنا.

لا بد من أن تكون لنا نظرة إيجابية للحياة، أن نكون على ثقة أن المعاني تتّضح بالأضداد، بمعنى الألم يريك ذوق المتعة (الرّاحة).

والحزن يريك معنى الفرح.

والفشل يريك معنى النّجاح.

إلى أن تكمل حياتك في أحسن صورة.

تمنياتي للجميع مستقبلًا زاهرًا وأيامًا مشرقة كشمس الربيع تبثّ السرور في قلوب الأصدقاء. 

وحياة منعشة كأمطار تبثّ السّعادة في قلوب العاشقين.

كاتبة

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب