من المحتمل أنك قد تستنبط بعض المبادئ الأساسية للمحادثة حتى ولو أنك لم تستطع أن تنطق بها. ومهما كان الشيء الذي يجدي معك، فإنه ينجح. وعلى الرغم من أنك تحاول تحسين مهارتك، انظر إلى ما يلي:
اقرأ أيضًا فن الحوار.. كيف تجرى حواراً ناجحاً؟
المبادئ الأساسية للمحادثة
- إن هدف الدقائق الأولى لأية محادثة يتمثل في الآتي:
(۱) أن تكتشف بعض الأشياء عن الشخص الذي تحدثه.
(۲) تخبره بالقليل عن نفسك.
(۳) تجد شيئًا مشتركًا بينكما.
- حتى في المدن العملاقة فإنك إذا تحدثت إلى شخص مدة خمس دقائق ستجد كثيرًا من الأشياء المشتركة بينكما. ومثلما قالت جوديث مارتن (سيدة الأخلاق): «يجب أن تبحث عن موضوع مشترك بينكما. وذلك عن طريق طرح مجموعة من الملاحظات الدقيقة حتى تجد شيئًا مشتركًا بينكما».
- إن مفتاح نجاح أية محادثة يكمن في حدوث حوار متبادل بين المتحدثين. فقد قال رجل إنجليزى يُدعى «رايموند مورتیمر» إن المحادثة في الولايات المتحدة «ليست كلعبة التنس حيث تقوم برد الكرة لشريكك في اللعب، ولكنها كالجولف حيث يجب أن تقذف الكرة بنفسك». إن التشبيه بلعبة التنس من أهم الأمثلة التي ستساعدك في أن تصبح متحدثًا جيدًا. فإن انطلاق الكرة في الهواء يُعد نوعًا من الفن. وهذا هو هدف أغلب المحادثات.
- نوِّع حديثك بين: (1) الجمل، (۲) الأسئلة، (۳) ذكر معلومة عنك، (٤) اسأل عن شيء يتعلق بالشخص الآخر (لا ينبغي أن يكون شخصيًّا للغاية). ثم ابدأ من جديد، فإذا نوَّعت حديثك بين تلك العناصر الأربعة، فستكون محادثتك جيدة للغاية.
- أنا أومن بشدة بمنح الحرية للضيوف لكي يبدأوا حواراتهم حتى يجدوا موضوعًا مشتركًا بينهم؛ لتسود الألفة بينهم حتى لو كان هذا الموضوع غير شيق.
- يقول ألفريد نورث وايتهيد: لكي تبدأ حديثك، وجِّه للشخص الآخر أسئلة تتعلق بعمله أو اهتماماته، ومن الأفضل أن تخبره أيضًا باهتماماتك وعملك، ولا تدخل في لب أي موضوع حتى تصل إلى موضوع مشترك تفضلانه. وحاول التحدث عنه ببعض التفصيل؛ فإن أفضل المحادثات هي التي تدور حول موضوع مشترك بين الشخصين المتحدثين.
- استعمل كلمة «أنت» أكثر من كلمة «أنا»، ولكن هذا لا يعني أنك لن تستخدم كلمة «أنا» مطلقًا، ففي أية محادثة يجب أن ترد على ما قاله الشخص الآخر، وذلك بذكر معلومات عن نفسك. فإذا كنت تتحدث في موضوع معين، تحدَّث عن علاقة هذا الموضوع بك أو سبب اهتمامك به؛ فهذا الأمر يطيل المحادثة، ولكن إذا أكثرت من استخدام كلمة «أنا»، بدلًا من «أنت»، فسيفتر حماس الشخص الذي تتحدث إليه.
- إذا كنت بين مجموعة من الناس، فحاول جذب أطراف الحديث، وحاول أن تشجع الأشخاص الهادئين على أن يشاركوك الحديث، وذلك بإيجاد موضوع شيق مشترك بينكم جميعًا.
- كن مرحًا ودودًا مبتسمًا دائمًا تتمتع بروح الدعابة، وينبغي أيضًا أن تكون مجاملًا مرنًا مهذبًا متفتحًا، فتلك الصفات كثيرة فعلًا، ولكن حتى تستطيع إجراء محادثة شيقة يجب أن تتحلى بهذه الصفات، وغيرها من الصفات.
- انتقل ببصرك بين الناس، وحاول أن ترسم على وجهك انطباعات جيدة.
- أما إذا كنت تشعر بالإحباط أو بعدم السعادة والضيق، فحاول كبت هذه المشاعر وعدم إظهارها؛ فسوف يثنيك ذلك عن جميع الحاضرين، وإذا التقيت أحدهم في أي وقت، فسوف يبتعد عنك على الفور.استخدم كلمات مثل «نحن»، «لنا»، وضمائر المتكلم الجمع حتى تُشعر الشخص الذي تُحدثه بوجود نوع من التقارب.إذا كنت شخصًا خجولًا يشعر بعيوبه، فإن أفضل شيء يجب عليك فعله هو الاقتراب من شخص يجلس وحده.
أو شخص تبدو عليه الرغبة في التحدث إليك، ولكنه يشعر بشيء من التحفظ. قال «لاري كينج»: من المحتمل أن يكون الشخص الذي تتحدث إليه خجولًا مثلك، وأغلبنا يشعر بهذا الخجل، ففي أي تجمع ستجد أشخاصًا يشعرون بالخجل مثلك، فحاول أن تجدهم.
وينبغي ألا تمكث مع شخص واحد مدة طويلة حتى ولو كنت تشعر بارتياح أكثر نحو هذا الشخص؛ فإن اللقاءات الاجتماعية وتلك الخاصة في العمل لا تتم عندما ينفرد كل شخص بإحدى الزوايا ويتجاهل الأشخاص الآخرين.
اقرأ أيضًا كيف تحضر خطابك ؟
تابع المبادئ الأساسية للمحادثة
- تجنب الأكل أو الشرب في أثناء التحدث إلى الآخرين، إلا إذا كنت تشعر بالظمأ والجوع الشديديْن، أو إذا كنت معتادًا على ذلك أو استلزم الأمر ذلك. ولا مشكلة في تناول العصائر مثل عصير الليمون أو غيره.
- لا تشعر بالقلق في إظهار جهلك بأحد الموضوعات أو عند قولك: «لا أعلم»، أو «لا لم أسمع بهذا الأمر من قبل». وقد أشار «ويل روجرز» إلى ذلك قائلًا: إن كل شخص قد يجهل معرفة بعض الموضوعات التي قد يعرفها الآخرون. ولكنها محادثة وليست منافسة، فلن تتعرض لأي خطر إذا قلت بصراحة إنك لا تعرف شيئًا ما؛ لذا اسأل الشخص المتحدث الجيد أن يتحدث باستفاضة ويستخدم وصفًا دقيقًا وأسماء رنانة.
فالكاتبة جوان أيكن تخبرنا عن ابنتها بينما كانت تقرأ قصة، وفي هذه القصة قالت إحدى الشخصيات المحورية: «لقد ذهبنا إلى بيت ريفي ضخم وقدَّم لنا العصير وقطعًا صغيرة من الكعك». ألقت ابنتها المجلة وقالت متعجبة: «ما فائدة هذا إذا لم تخبرنا عن نوع هذا الكعك؟». لذا حاول دائمًا أن تذكر نوع هذا الكعك.
- إذا لم تكن في مناقشة عمل تجنَّب استخدام المصطلحات العلمية، والكلمات التي تكون من أكثر من مقطع، وكذلك تجنب استخدام اللغة العامية.
- حاول أن تُشعر الآخرين بأنك تشاركهم الحديث، فنحن نشعر بالارتياح مع الأشخاص ولكن إذا استطعت أن تحظى بمعية الجميع، ستجد كثيرين يبادلونك هذا الشعور.
- حاول استعمال مصطلحات موجزة ملائمة تُشعر الآخرين بأنك تتفق معهم مثل: «وأنا أيضًا»، و«أنا أعتقد ذلك أيضًا»، و«أتفق معك كلية»، و«أشاركك هذا الحماس». وتذكر أنك حينما تقول: «أنا مثلك تمامًا»، فإن ذلك أكثر مجاملة من قولك: «أنت مثلي تمامًا».
- احترس من انتزاع الحديث من الشخص الذي يتحدث، فلا تتحدث عن مغامراتك في «وادي يوزمايت»، إلا بعد أن ينتهي هو من حديثه. إن سلوكك الحسن هو السبيل الذي يساعد الآخرين في الشعور بالارتياح، فالشخص الذي يُشعر من حوله بالارتياح هو أفضل من يتحدث في أي مجموعة من الناس.
- يجب أن تجعل إيقاع حديثك وحِدَّة صوتك يتفقان مع إيقاع حديث وحِدَّة صوت الشخص الذى تتحدث إليه؛ فذلك الأمر يُشعره بنوع من التآلف. ولكن عندما تتحدث بما يخالف طبيعتك فلا يُعد ذلك زيفًا أو كذبًا على الإطلاق.
- وإذا كنت تقود سيارتك بصحبة صديق يرغب في رؤية أحد المشاهد ينبغي أن تبطئ من سرعة السيارة. أما إذا كان هذا الصديق متأخرًا عن موعده ينبغي أن تقود السيارة مسرعًا، فيجب أن تتجاوب مع شريكك في الحديث مثلما تفعل مع صديقك.
- ويوجد ما يُسمى بالحديث القصير، فعندما تتحدث إلى أشخاص لا تعرفهم جيدًا، فإنك تحاول أن تنهي الحديث سريعًا، ولا تتحدث في موضوعات شائكة مثل الحديث عن الفلسفة، أو علوم الدين، أو دور الحب في القرن الرابع عشر، أو كيف أثر أتباع نظرية التفكيك في الجامعات إلا إذا بدأ الشخص الآخر في الحديث عن مثل هذه الموضوعات وأراد جميع الحاضرين مناقشة هذا الموضوع.
وفي هذه الحالة ستستمتع، ولا تحاول أن تذكر شيئًا غريبًا فريدًا أو تبدأ في حديث أدبي فكرى. فالموضوعات المتعلقة بحياتنا اليومية تكون أكثر قبولًا، ولكن أهم ما في الأمر أن يكون الجميع مهتمًّا بحديثك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.