هل سمعت يومًا أحد علماء الطبيعة أو الفيزياء يتكلم ويسهب عن المادة وماهيتها، ثم تفكرت قليلًا فلم تعرف ماذا يقول؟
تعال معي عزيزي القارئ نأخذك في رحلة شيقة في علم الفيزياء لنعرف معًا ما المادة.
اقرأ أيضًا توليد الطاقة وترشيد استهلاكها عن طريق الذكاء الاصطناعي
المادة والكتلة
في بادئ الأمر يعرف العلماء المادة بأنها كل شيء له كتلة ويشغل حيزًا من الفراغ، وهذا يأخذنا إلى التساؤل عن ما الكتلة؟
ويجيبك علماء الطبيعة بأنها الكمية الموجودة من جسم ما، وتقاس بدورها بعدد الذرات الموجودة في هذا الجسم.
والمادة عزيزي القارئ تتخذ عدة صور، هي الصلبة كالهاتف النقال الذي في يدك الآن، والسائلة كالماء الذي نشربه، والغازية كالهواء الذي نتنفسه، ولك أن تعلم أنه يمكن قياس حجم المادة وذراتها أيضًا.
أضف أيضًا إلى معلوماتك أن كتلة المادة تختلف اختلافًا جوهريًّا عن وزنها، فيمكن لوزن المادة أن يتغير إذا كان على الأرض أو على القمر، وذلك لسبب بسيط وهو الجاذبية، لكن الكتلة لا تتغير.
والمادة التي نراها كل يوم كالهاتف النقال مثلًا أو الماء تتكون من وحدات بناء أصغر تسمى الذرات، لكن ما الذرات؟
اقرأ أيضًا الطاقة الحيوية للاعبي كمال الأجسام وكيفية إنتاجها
تكوين الذرة
كان الفلاسفة الإغريق قبل 3000 عام قد قدموا مفهومًا لفكرة الذرات، فقد ذكروا أنه من المستحيل الاستمرار في تقسيم المادة إلى قطع أصغر إلى الأبد، ففي مرحلة ما ستصل إلى جسيم صغير لم يعد من الممكن تقسيمه وأطلقوا على هذا الجسيم اسم أتوموس، وهي كلمة يونانية تعني غير قابل للتقسيم.
والذرة تتكون من نواة، وهذه بدورها تحتوي على بروتونات ونيوترونات بالإضافة إلى الإلكترونات التي تدور حول هذه النواة.
انتهينا من إيجاز تعريف المادة وصورها فلم لا نتكلم عن الطاقة؟
الكون كله عزيزي القارئ يتكون من الطاقة، فكل الجزيئات في ما نراه حولنا حزم صغيرة من الطاقة.
وصور الطاقة كثيرة فمنها الطاقة الكهربائية والصوتية والضوئية إلى آخره.
ولا يمكن رؤية الطاقة ولكن يمكن رؤية تأثيرها، كالضوء مثلًا، هو مثال واضح يستدل به على وجود الطاقة الكهربائية.
وذكرنا آنفًا أن للطاقة صورًا كثيرة، منها مثلًا الطاقة النووية، فالمحطات النووية تنتج الحرارة من اليورانيوم المشع، وتستخدم تلك الطاقة الحرارية لتشغيل المولدات الكهربائية.
وفي النهاية سوف يتعلم البشر ذات يوم أن يولدوا الطاقة بالطريقة التي تكون في النجوم المستعرة في الفضاء، أي بواسطة الاندماج النووي، وإلى ذلك اليوم لنا لقاء في القريب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.