يناقش مسلسل "باب الحارة" ج6 كثيرًا من القضايا الاجتماعية والأخلاقية منها:
1- التأكيد على خطورة الشخصية الشريرة المتجسدة في واوي لأنها شخصية نفعية، تحاول تحقيق أهدافها بكل وسيلة باستغلال كل مَن حولها من سُذَّج (مثل فياض) وبسطاء يسهل السيطرة عليهم أو حتى فقراء (مثل عزيز) مضطرين لتنفيذ مخططاتها.
المؤسف أن شخصية واوي هي شخصية مشوشة مضطربة لا تعرف الخير من الشر، ففي إحدى الجرائم التي حاول واوي ارتكابها بمساعدة فياض، يُصاب فياض ويسقط مغشيًّا عليه، فيحاول واوي متابعة الأمور عن قُرب، ثم يقتل فياض خنقًا حتى لا ينطق بأي تفاصيل عن الجريم.
والمحزن أن واوي يعِد جثة فياض بأن يأخذ له بالثأر ممن اضطروه لقتله، كما جسدت المشاهد الأخيرة مدى خطورة الشخصية المشوشة المضطربة الناقمة على مجتمعها، والتي ليس لها أي مبادئ أو أي قيم سوى منفعتها ومصلحتها على حساب الغير، وأن تلك الشخصية من ألد أعداء الوطن؛ حيث تقف في الصفوف الأولى لقوات المحتل.
اقرأ أيضًا: الفنانة سوزان نجم الدين.. تعرف على مسيرتها الفنية
2- تأكيد المسلسل على أن المحتل لا يألو جهدًا في تحقيق مآربه بشتى الطرائق؛ فقد استخدم الممرضة نادية للإيقاع بشوكت، الذي خُدع بسهولة وتزوج بها لتنقل أخباره أولًا بأول، يأمر الكومندان نادية بأن تلح على شوكت للذهاب للسكن بجوار زوجته الأولي سعاد خاتون، ما يُتيح لها فرصة أكبر لمراقبة معتز ابن شوكت.
يلجأ الكومندان لإصدار أمر بالعفو عن معتز؛ تتطور الأحداث، أخيرًا تنكشف حيل المُحتل ويلجأ صراحة للمواجهة في المشاهد الأخيرة من المسلسل؛ حيث استطاع المحتل تجنيد بعض الخونة والحاقدين على أهل الحارة بزعامة واوي.
3- قضية النصح وأهمية إسداء النصيحة لمن يطلبها، وأيضًا أهمية تقديمها على نحو مناسب، ها هو الشيخ فهمي يحاول إبعاد جاره واوي عن طريق الشر بالنصيحة أولًا في أكثر من مرة، ثم يتخذ الشيخ فهمي قرارًا بوضع المسروقات التي جمعها واوي أمام بيت صاحبها؛ ما زاد شكوك صاحب المسروقات، وكذلك أثار غضب واوي؛ لتكون نتيجة ذلك أن يصير الشيخ فهمي ضمن قائمة ضحايا واوي.
4- قضية مشاركة المرأة في الوصول إلى حلول لبعض المشكلات والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فقد تبرعت معظم نساء الحارة بقيادة السيدة سعاد خاتون بجواهرهن من أجل إطعام الوفود الذين جاءوا من أنحاء البلاد؛ للاجتماع ومعارضة ميثاق تقسيم الشام.
5- تأكيد المسلسل أهمية التعاون والتكافل الاجتماعي، فيتعاون رجال الحارة في تقديم يد العون للمحتاجين.
فمثلًا أبو ظافر من وقت لآخر يذبح بعض الخراف من مزرعته، ثم يوزعها على أهل الحارة، رغم تناقض تصرفاته أحيانًا، فهو يرفض تزويج ابنته لفقير على الرغم من أنه أرغم ابنه على الزواج من الخادمة، وهو إلى ذلك يُرسل جاسوسًا ينقل له أخبار بعض كبار الحارة، لا ينسى أبدًا عندما خرج من الحارة فقيرًا وعاد إليها ثريًا ودائمًا ما يُردد: "اللي ما لو كبير ما لو تدبير".
6- قضية إمام المسجد ودوره البارز في إرساء المفاهيم السليمة بين أفراد المجتمع؛ فمثلًا يؤكد على أهمية التوبة وأن الله يقبل التوبة ويعفو عن الإنسان؛ لذا فعلى الإنسان أن يعفو أيضا عن أخيه الإنسان وأن يحمل الخير والمحبة للجميع.
7- التأكيد على روعة وجمال البيت في بلاد الشام في المدة التي يؤرخ لها المسلسل. فالعناصر المعمارية مصممة للتغلب على تقلبات المناخ ولتحقيق التوازن الحراري ولراحة الجسد والنفس، بالإضافة للمنظر الجمالي.
اقرأ أيضًا: قصة "رحلتي إلى دمشق".. قصة قصيرة
يتكون المنزل من:
1- فناء مكشوف يتوسط باقي أجزاء المنزل، مرصوفًا بحجر البازلت أو ألواح الرخام الأبيض، تتوسطه بئر عذبة وتنتشر فيه بعض الأشجار المثمرة والشتلات والورود مثل البرتقال والليمون واليوسفي والعنب والتوت والتين والورد الجوري والفل والياسمين.
2- جناحين أو أكثر، ويتكون الجناح الواحد من عدة غرف يُدخل إليها من باب وحيد مُطل على الفناء، أحد هذه الأجنحة يسمى بالقاعة وهي غرفة كبيرة مخصصة للمناسبات واستقبال الضيوف.
3- أقبية المواد الغذائية: تُحفظ فيها المواد الغذائية بعيدًا عن مكان الطهي.
4- مرحاض وحيد: يوجد في مكان جانبي، وليس هناك مكان للاستحمام بل يذهب الناس للحمامات العامة أسبوعيًّا.
5-مكان الطهي: ويكون قريبًا من المدخل الرئيس للمنزل، ويتكون من موقد أرضي وطاولات خشبية وأوانٍ للطهي.
6- الإيوان وهو من أبرز عناصر العمارة الإسلامية التي انتشرت في المدارس والبيمارستانات وفي المساكن المصممة حتى بدايات القرن 19.
7- الواجهات الخارجية للمنزل خالية من أي نوافذ أو زينة، إلا الباب الرئيس للمنزل الذي زُخرف بإطار صغير من الأحجار البيضاء والسوداء.
8- الواجهات الداخلية المطلة على الفناء المكشوف وهي مزينة في أجزائها العلوية بالقمريات المزركشة والمؤطرة بحجر الكلس الأبيض.
9- القمريات وهي نوافذ صغيرة تعلو جدران الغرف المطلة على الفناء ولها إطار بسيط متحرك من الخشب والزجاج.
10- المصطبة وهي محراب صغير في الجدار بارتفاع متر يوضع فيه قنديل الإنارة وإبريق الماء للساهرين ليلًا.
وصف دقيق للشخصيات
كما أنك لم تنسى فن العمارة
وجمال الروح الحقيقى للمكان
دمتى مبدعة حبيبتى ❤🌹
شكراً جزيلاً مجدداً صديقتي العزيزة، ما أجمل خاطرة «هذه كلماته لي قبل الرحيل».. خاطرة شعرية التي سعدتُ كثيراً بقراءتهاُ دمتي رائعة ومتفوقة، دمتم بخير وسلام وسعادة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.