هذا المقال يتحدث عن فضل اللغة العربية، وهي لغة الحضارة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، وهذا المقال يوضح علاقة اللغة العربية بهذه الأمور التي لا بد منها في حياة العرب وغيرهم، وعلاقتها بما في هذه الحياة.
قد يهمك أيضًا انقسام الاسم من حيث العدد في اللغة العربية
اللغة العربية والحديث النبوي الشريف
تبوأت اللغة العربية مكانة عظيمة بين اللغات العالمية منذ القرون الذهبية بأن كانت لغة ينطق بها نبي هذه الأمة؛ ولغة الوحيين، يعلم بها النبي صلى الله عليه وسلم أتباعه.
وقد قال أحاديثه الشريفة، وأوصل بها الفكر السليم، وأنقذ بها من الجهالة والسماجة والحماقة، وأرشد بها إلى الهداية والسلامة، نثر بها أقواله البالغة، وأخلد بها ما حفظته الكتب الستة، وأنار بها ما يستنير به الساري في طريق الله المهيع، ويقتبس منه السارب في وضح النهار.
قال الله تعالى في محكم تنزيله "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ " سورة إبراهيم آية 4، اللغة العربية طريق التعقل والتأمل، قال الله تعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " سورة يوسف آية 2
اللغة العربية والقرآن الكريم
أنقذ القرآن الكريم اللغة العربية من الاندثار والاندساس والانقراض؛ بنزوله بها على النبي العربي بين العرب، ولم ينزل بها القرآن إلا بعد أن اكتملت ونضجت وبلغت مبلغًا لم تبلغه لغة من لغات أهل الأرض.
ولم ينزل القرآن إلا بلغة بلاغتها كاملة وفصاحتها للجمال حاملة، ولم تضعف هذه اللغة بقوة القرآن العظيم.
واللغة العربية لها علاقة وطيدة بهذا الكتاب القوي، التي بها خاطب الله تعالى المؤمنين جميعًا، وشرع لهم بها في هذا الكتاب، قال الله تعالى في كتابه: "إنَّا أنْزَلْنَاه قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُوْنَ".
قد يهمك أيضًا الجملة الإسمية واعرابها .. تعرف على أنواع المبتدأ و الخبر
اللغة العربية والفقه
علماؤنا الفقهاء، عربهم وعجمهم، بينوا مفاهيم الدين الإسلامي باللغة العربية الأولى، التي هي لغة البيان والبلاغة والدلالة والتوضيح، التي بها نزل القرآن المبين، ونطق بها النبي الأمين، ووضحوا دقائق الدين، ولم يقصروا.
وقد جاء الفقه الإسلامي منذ عصر أبي حنيفة حتى الإمام أحمد بن حنبل منثورًا في سلك اللغة العربية، فكان من شروط الفقيه أن يكون عالمًا باللغة، فاهمًا لأسرارها، خبيرًا بتفاصيلها، بصيرًا ببلاغتها. وقد قال ابن تيمية عن اللغة العربية: "…وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
اللغة العربية والأدب
اللغة العربية في أصلها تهذب الأخلاق، وتعلم المروءة، وكذلك الأدب، فكون الأدب مقرونًا باللغة العربية، فهذا يدل على تمام المكارم التي في هذا الأدب، وهذه اللغة.
ولا يمكن القول إلا بوصل القرائن بين اللغة العربية والأدب؛ لأن اللغة العربية هي ذات تعبير راق عند الحديث عن الأدب، وعباراتها جليلة جميلة فيه، يختار الأديب من هذه اللغة ما يحسن من الألفاظ المعبرة، والمعاني الدالة؛ فلذلك سمى الأديب المصري العقاد اللغة العربية لغة شاعرة بنفسها.
لقد ارتقت اللغة العربية ارتقاء منقطع النظير بين اللغات في هذه الدنيا؛ بسبب بقائها على صفائها ونقائها وجمالها المعهود منذ الزمن البعيد، وكتب بها الأدباء قديمًا وحديثًا ما لا يستهان به في الأدب العالمي، واللغة العربية بقيت هي الرائد في الساحة الأدبية في هذا الكون.
والأدب المكتوب باللغة العربية محظوظ؛ لأن هذه اللغة لا تخل بالأفكار النابعة من ذهن الأديب الأريب، إنها تؤدي وظائفها المعنوية وأعمالها اللغوية.
قد يهمك أيضًا الدكتور حسن الكرمي الصامت واللغة العربية في الغرب
اللغة العربية والتكنولوجيا
تساير العربية منذ زمن بعيد مستجدات تكنولوجية عصرية، ولم تضق، بل اتسعت سعة باهرة لم تشهد لغة في هذه الدنيا مثل هذه السعة فانبهرت انبهارًا عظيمًا، فوصفت أشياء قبل ألفي سنة أو قبل الإسلام.
فوصفت الخيول والنوق والفرس في الصحاري، ووصفت نجوم السماء، ووصفت الطبائع، وقد وصفت التقانة في الحياة المدنية، فكانت للجوال أسماء متعددة حسب اختلاف البلدان العربية، مثل: الهاتف المحمول، والجوال.
وكانت لبعض التكنولوجيات أسماؤها بالعربية: مثل الجهاز الذكي، والسبورة الذكية، والسيارة الإلكترونية، والكهرباء ومولدة الكهرباء، والتلفاز، والقنوات الفضائية، والشبكة العنكبوتية، والطيارة، والحوامة، والراد (الراديو) كما سماه الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله-، والدراجة النارية، والدراجة الهوائية، وماكينة الصراف، وماكينة الحلاق، واللمبات.
التكنولوجيات التي ليست لها أسماء عربية؛ هذا ليس بقصور اللغة ذاتها، بل بسبب أهلها الذين تمسكوا بأسمائها اللاتينية والإنجليزية.
فضل اللغة العربية
العربية متأصلة ومتجذرة قديمًا، تحتفظ بأصالتها ووضوحها وجمالها، تكتظ بما أودع الله فيها؛ إذ هي لغة دينه، ولغة كتابه، ولغة رسوله، ولغة جبريل، ولغة شريعته، ولغة عبادته.
ولغة يُتقرب بها إليه سبحانه وتعالى، أكملها واصطفاها، وجعلها سيدة بين اللغات، أول ما نطق بها آدم عليه السلام، وآخر ما نطق بها محمد بن عبد الله في الجزيرة العربية، يتكلم بها خواص الخواص، ويفهمها المتميزون في هذه الأرض.
وهي لغة القراءة، ولغة المفسرين، ولغة المحدثين، ولغة الفقهاء، ولغة الأدباء، ولغة العلماء الأجلاء، بها صار ابن عباس ترجمان القرآن، وبها حوى عمر بن الخطاب الدرر والحكم، وبها أحرز علي بن أبي طالب الجواهر، وبها ألقى أبو بكر الصديق فصل الخطاب، وبها تميزت عائشة بنت أبي بكر بين نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لقد عز كل من اللغة العربية لسانه، ونال أدبه لم ينل في البيان أدب شكسبير لما لهذه اللغة من دقائق وسلاسة.
قد يهمك أيضًا أقسام اللغة العربية و تأثيرها على المجتمع وعلاقتها بثقافات الشعوب
اللغة العربية بين اللغات
سادت اللغة العربية اللغات العالمية لدقتها وسهولة معانيها ووضوحها في التعابير، وسلامتها من الشوائب، وبعدها عن التكلف والتعسف، وجميع اللغات دونها تعاني من ضيق جو مفرداتها، وصعوبة عباراتها، وإشكال معانيها، وقلة الناطقين بها في بعض المواقف.
انتشرت اللغة العربية في ربوع العالم بانتشار المسلمين، يتكلم العرب وغيرهم في الصلوات خمس مرات في اليوم، يقرأون بها القرآن تلاوة، يفسرون بها القرآن في رمضان.
يؤدون بها مناسك الحج في المواسم، يتكلمون بها في حفل الزواج، يعظون بها في المناسبات الشرعية المشروعة، يناجون بها ربهم في جنح الليل وفي النهار.
ليس هناك لغة من لغات العالم يُتعبد بها كما يُتعبد بالعربية كل يوم وكل سنة، وكل لحظة، وفي كل مكان وزمان، فمن صلى بغيرها كانت صلاته باطلة مردودة.
قد يهمك أيضًا
أحبا بعضهما البعض دون مقابلة واحدة! حكاية مي زيادة وجبران
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.