اللغة العربية مهد الحضارات والثقافة العربية

لغةٌ أحببناها وأحبَّتنا، ما زلت أؤمن وللأبد أن اللغة العربيَّة مهد الحضارة والثقافة، وإنَّنا في كل يوم نزداد لها حُبَّا؛ إذ إنَّها دائمًا ترفعنا أطوارًا، وتحفظنا مكانًا.

اللغة العربية لغة القرآن

وإنّ بها سعة ودعةً، لو أجدتَ وأحسنتَ تعلُّمها وكشف خباياها وما تقرُّه بداخلها. وإنَّ الأذن لتطرب بعذب بيانها، وإنَّ القلب ليعجب فيُكتَب لحروفها قبول ومُستقر دائم. يكفيك فخرًا أنَّها لغة القرآن العظيم، وأنَّها لسانٌ وثقافةٌ وفهمٌ وإدراكٌ ومكانةٌ.

فلا تحتفلوا بها في يومها فقط وتنسوها في بقيَّة أيَّامها، فلا تجعلوا لها يومًا بذاته، فللعربيَّة كل يوم؛ لا يحدُّها مكان ولا زمان. حيَّةٌ فينا ما دمنا هُنا نابضةٌ بنا دومًا؛ تميِّز من أحبَّها فتجعل له لسانًا رطبًا طليقًا حرًّا في اختيار معانيها وبيانها، فكل إنسانٍ له في العربيَّة مكانٌ؛ منَّا من أتقنها فأصبحت فيه وبه، ومنَّا من لا يعرف غير حروفها وتكوين جملةٍ فيها، ليس له بيان ولا خطاب. 

اللغة العربية تتوارث بالقلوب قبل العقول

لغةٌ حرصنا عليها مُنذ الصِّغر، ملكناها بقلوبنا قبل عقولنا؛ نُحبُّها في كُل يوم، ونكبر بها كُل يوم، نُحبُّ غريبها ومعانيها، ونتوقُ لتعلم مزيد منها، فنُبحرُ في نحوها ونزدادُ من صرفها. فبِقَدْرِ ما يَبلُغُ المرء منها ويَذُوقُ، يَصِفُ ويُذِيق منها! لغةٌ ضاهت لغات العالم جمالًا! فكُنَّا الأجدر بالدفاع عنها فعلًا وقولًا. فما زالت تحفظ علينا مشاعرنا، وتُجيد طمأنتنا ما دُمنا جانبها، نحيا بها، وتحيا بنا وقربنا، نُخطئ بها ونصحِّح أنفسنا.

ننسج منها الأمل! ونفرح بالغدِ الآتي وإن طال! وإنَّ حروفها لا تكفيك أبدًا لنسج ما تكنُّه في نفسك دائمًا فتعجز رغم حبك لها ولحروفها.

تعلَّموا العربيَّة وعلِّموها وأوغلوا فيها؛ لتلامس أنفسكم عذب بيانها دون وساطة، فلا أحد بقدرته يستطيع أن يصف إليك ذوق ما يباشره منها مثلما تذيقك نفسك.
وتيقنوا أنها ستكون لكم خير معين تسمو إليه هممكم دائمًا.

فاحرصوا عليها بقيَّة أيامكم ولا تجعلوا لها يومًا بذاته، فللعربيَّة كُل ماضٍ ولها كُل آتٍ، ونحبها دائمًا. 

علِّموا أولادكم العربيَّة ولا تضيِّعوهم باللغات الأخرى، وإن كانت مهمة بالتأكيد، لكنَّ العربيَّة أهم اللغات وأفضلها إطلاقًا، إذ نزل القرآن بالعربيَّة ونبع صوت الحقِّ بها، فعلينا أن نعلو بها ونرفعها وألا تأخذنا اللغات فلا نتذكرها إلا في يومها، وقد لا نتذكرها أبدًا.
إنَّ هذا بطبيعة الحال ضياعٌ لأمةٍ نطقت العربيَّة وجاءت بلسانٍ عربيٍ مبين.

فاجعلوا ألسنتكم عربيَّة فصيحةً للأبد، وارفعوا بيارق أمة العرب عاليًا، وسطِّروا الأمجاد خالدةً بنصٍّ عربيٍّ فصيحٍ بليغ لا يشوبه خلطة، وليكن همُّكم الأوَّل أن تحفظوا لغتكم كما تحفظكم دائمًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال رائع جدا و اسلوب مميز ما شاء الله
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرًا جدًا، بارك الله فيك
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

"نسج منها الأمل! ونفرح بالغدِ الآتي وإن طال! وإنَّ حروفها لا تكفيك أبدًا لنسج ما تكنُّه في نفسك دائمًا فتعجز رغم حبك لها ولحروفها".
روعة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة